كتابات

تعرف على ملامح “ثورة السيسي الدينية”

تعرف على ملامح “ثورة السيسي الدينية”

يبدو أن هدف السيسي الذي أعلنه أمام شيوخ الأزهر سابقاً بقوله: “نحتاج الى ثورة دينية”، سرعان ما بدأت علاماته بالظهور، لكن على عكس مقولته تماماً، فالثورة التي تقوم بها حكومة الانقلاب هذا اليوم، “ثورة علمانية” أو “ثورة لا دينية”، وذلك بسبب الاجراءات الأخيرة التي شملت حذف مواضيع اسلامية تاريخية مهمة من المناهج الدراسية، وحذف مواد دستورية متعلقة بالاسلام، ومحاولة السيطرة التامة على المؤسسات الدينية والأئمة والخطباء، ليصبحوا أداة موجهة بيد الحكومة المصرية، بالاضافة الى “قباحة” الاعلام المتزايدة في الطعن بالاسلام ورموزه والسعي الحثيث لتشويه صورته بالارهاب.

ما تقوم به حكومة السيسي بأجهزتها المتنوعة هو “زلزال شديد” يقوم بنزع واستئصال كل المسميات الإسلامية في مصر

لينافس بذلك الدول الغربية بل ويتغلب على الكثير منها بسبب “صراحته المطلقة” في معاداة كل شيء متعلق بالاسلام.

تعديل المناهج الدراسية

تناولت وسائل الاعلام خبر موافقة وزير التربية والتعليم المصري على ما انتهت إليه اللجنة المُشكلة من مركز تطوير المناهج، بهدف تنقيح مناهج المدارس من الموضوعات التي تحث على “العنف” أو “التطرف” حسب ادعائهم، أو تشير إلى أي “توجهات سياسية أو دينية”، وخلصت اللجنة الى حذف مواضيع عديدة أهمها قصة “صلاح الدين الأيوبي” للصف الخامس الابتدائي، وقصة “عبقرية عقبة الحربية” للصف الأول الإعدادي وهي من المواضيع الجوهرية التي تحظى بخصوصية بالغة في تاريخ الفتوحات الاسلامية.

وكانت الوزارة في وقت سابق، أدرجت مواضيع جديدة ضمن المناهج الدراسية تحرض ضد الخصوم السياسيين وتشوه حكم الرئيس الشرعي السابق “محمد مرسي” و “الاخوان المسلمين”، وفي المقابل تظهر رموز الانقلاب بالمظهر الجيد مثل حركة “تمرد”، والتي كان لها دور كبير في اسقاط الرئيس السابق محمد مرسي وتكريس الانقلاب العسكري، وكل هذه التغييرات الأخيرة دفعت بعض الاعلاميين المصريين الى دعوة “السيسي”، بصراحة الى اعلان الدولة “علمانية”.

أحد الخبراء التربويين رأى أن تغيير المناهج أمر طبيعي، خاصة وأن الجيش المصري مقبل على تغيير عقيدته العسكرية وفق التغيرات الحاصلة في المنطقة ووفق توجه الحكومة الجديدة، وهذا يستوجب تغيير المناهج الدراسية والتحكم بتوجهات “الأجيال” الفكرية، فقد يقع في فكر أحدهم تحرير المسجد الأقصى اقتداءاً بصلاح الدين الأيوبي، وهذا ما يتنافى مع ولاء حكومة الانقلاب المطلق للاحتلال الاسرائيلي.

التغييرات الدستورية

التغييرات الحاصلة في الدستور المصري، والتي كرّست ما تتجه إليه الحكومة من تنفيذ “ثورة السيسي الدينية” تمثلت بإلغاء الفقرات المتعلقة بـ”الإسلام”

وتمت هذه التغييرات بعد اسقاط حكم مرسي، ومنها حذف مادة انتماء مصر للأمة الاسلامية والاقتصار على انها عربية، والغاء النص الخاص بأخذ رأي الشيخ الأزهر في القضايا المتعلقة بالشريعة الاسلامية، والأسوء من ذلك كله، هو حذف المادة 44 من دستور عام 2012 والتي تحظر الاساءة أو التعريض بالرسل والأنبياء كافة!.

المراكز والمعاهد الدعوية

من جهة أخرى.. وبعد أن أحكمت وزارة الأوقاف المصرية – التي تسعى لارضاء السيسي – سيطرتها الكاملة على المساجد والخطباء بحجة “عدم وقوعها في أيدي المتشددين وغير المؤهلين”، اتسع الأمر ليشمل نحو 96 معهدا لإعداد الدعاة تتبع الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة المحمدية، حيث قررت الوزارة الإشراف الكامل على هذه المعاهد بحجة أنها “تدعو إلى التطرف”، وهذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها الحكومة ممثلة في وزارة الأوقاف لبسط سيطرتها على هذه المعاهد، فقد أعلنت خلال العامين الماضيين سحب الاعتراف بها، واتهمتها بالترويج للفكر المتشدد.

ووفق أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الدكتور يحيى إسماعيل، فإن وصم هذه المعاهد بـ”الترويج للإرهاب” يدين وزير الأوقاف الحالي لأنها كانت تحت إدارته قبل توليه الوزارة، وهو الذي اختار المناهج والأساتذة الذين يدرسون بها.

عرض أزياءٍ ساخر

وفي تطور سافر يسيء للقيم الاسلامية ويهين ثقافة الشعوب العربية، نظم مهرجان الفنون المعاصرة في القاهرة قبل يومين، عرضاً للأزياء ظهر فيه سيدة نصف “عارية” ونصف “منتقبة”، في استهزاء واضح بزي النقاب، وهذا التطور لافت وغير مسبوق في البلدان العربية واستهزاء صارخ بالعادات والتقاليد الاسلامية.

وقد لاقى العرض انتقادات كبيرة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت غضبًا، لما يحمل مضمونه من إساءات للزي الإسلامي، فيما اعتبر البعض أنه يأتي في إطار الحملة الممنهجة على الدين في الأوساط الثقافية.

وبحسب مراقبين للشأن المصري

فإن ما تشهده اليوم “مصر الحديثة” بحكم الإنقلاب العسكري ينذر بوقوع المجتمع المحافظ في “حقبة زمنية مظلمة”

 نتيجة استخدام أذرع الدولة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاعلامية والدينية في محاربة وقمع أي “مسمى” اسلامي، واستخدام الشيوخ الموالين للسلطة والاعلام، كأبواق لتسقيط الخصوم والتهجم على الحركات الاسلامية التي يعاديها النظام واخراجها من الملة ووصمها بالارهاب، كل هذه العلامات بداية لثورة السيسي الدينية، والقادم أدهى وأمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى