تقارير وإضاءات

بين الانفتاح والإسلاموفوبيا.. الشيخ سالم الشيخي يشرح واقع المسلمين في الغرب

بين الانفتاح والإسلاموفوبيا.. الشيخ سالم الشيخي يشرح واقع المسلمين في الغرب

قال عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الشيخ سالم الشيخي، إن واقع المسلمين في الغرب تغير خلال العقود الأخيرة بعد أن تنبه علماء المسلمين إلى واقعهم المتذبذب، مؤكدين على ضرورة الاستقرار في الوطن الجديد.

وأضاف – في حديث لحلقة (2021/5/3) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان”- أن التفكير بعد هذا التغيير تجسد في الانتقال من مفهوم المهاجر إلى المواطن والاندماج الإيجابي في هذه المجتمعات مع الحفاظ على الهوية الدينية، واليوم المسلمون في أوروبا كأقلية دينية وأصحاب رأي سياسي يساهمون في تغيير الواقع في دولهم لأنهم باتوا مواطنين.

وتابع أن التطور الذي حصل في حياة المسلمين لم يعجب بعض الجهات والأحزاب في العديد من الدول، وهو ما أنتج ما يعرف اليوم بظاهرة “كراهية الإسلام” أو الإسلاموفوبيا، لخوفهم من أن الإسلام بوصفه دينا سيعرض هذه الدول لتغيير ديني على مستوى قارة أوروبا، وقدرة المسلمين على التغيير السياسي، لذا أعلنوا خوفهم على علمانية أوروبا.

ولفت إلى أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا 3 دول لها القدرة على إدارة التوجهات في كل القارة الأوروبية، غير أن ما يميز بريطانيا أنها بلد قام على التعددية العرقية والفكرية، الأمر الذي يوجد أيضا في أميركا والدول الإسكندنافية، في المقابل فإن فرنسا تقوم على فلسفة معينة لمفهوم المواطنة، وهي حدية في فهم الفكر العلماني الذي يحكم المجتمع، وتشاركها في النظرية نفسها هولندا وبلجيكا.

وأضاف أن ألمانيا تمثل حالة وسطا بين بريطانيا وفرنسا من الناحية الفكرية والتاريخ السياسي، ومفهوم المواطنة في الدول الثلاث هو ما انعكس على حياة المسلمين هناك، حيث ترفض فرنسا الوجود الإسلامي، في حين أن هناك حالة تدافع في هذا الموضوع في ألمانيا، مقابل الانفتاح على المسلمين في بريطانيا.

وحول تقبّل شعوب هذه الدول للمسلمين، أكد عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث أن إشكال تعامل الشعوب الأوروبية مع المسلمين يختلف من بلد لآخر، ويعتمد بشكل أساسي على تعامل الدولة ومؤسساتها معهم، كاشفا عن وجود ارتباك حقيقي في فرنسا بسبب التضييق على حرية التدين، وتعارض ذلك مع حرية التعبير التي يرونها مقدسة.

وأشار إلى أن التدين ينقسم لأمرين، أمر يرتبط بالفضاء الفردي الخاص بالإنسان وطريقة ممارسته لشعائره الدينية في منزله، وهذا الأمر مكفول قانونيا، والقسم الآخر هو التدين في الفضاء العام، وهنا يحق للدولة التدخل لضبط أماكن العبادة وحق الحرية في ممارستها، لكنه مجال للتلاعب بنصوص القانون والالتفاف عليها، كموضوع الحجاب الذي أخرجته فرنسا من الحق الخاص إلى الحق العام وشرعت في منعه.

وتابع أن حملات الكراهية الممنهجة ضد الإسلام والمسلمين سببت للمسلمين حالة من الضيق في بعض الدول التي تتبنى فيها الدولة هذه الحملات، وقد وصل التضييق إلى مصادر دخلهم على مستوى حصولهم على وظائف عامة، والتضييق من قبل الجيران.

(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى