متابعات

باحث تاريخي: “جناق قلعة” جمعت المسلمين تحت راية جيش واحد

باحث تاريخي: “جناق قلعة” جمعت المسلمين تحت راية جيش واحد

تحل اليوم الأربعاء، الذكرى الـ 105 لمعركة “جناق قلعة” التي انتصر فيها الجيش العثماني ضد قوات الحلفاء (قوات بريطانية وفرنسية ونيوزيلندية وأسترالية) يوم 18 آذار/مارس 1915.

وفي هذه المعركة امتزجت دماء العرب والأتراك معا، في مشهد تاريخي ما يزال محفورا في ذاكرة الأجيال على مر التاريخ.

وعن تلك المعركة قال الباحث التاريخي، عمر الحسون لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “لمعركة جناق قلعة رمزية خاصة عند المسلمين جميعا وعند العرب خاصة، فهذه المعركة جمعت جميع الشعوب الإسلامية في جيش واحد كما وتحت مظلة دولة واحدة، وقاتل إلى جانبهم الأبناء الأوفياء من غير الطوائف الذين نعموا بالحياة الكريم في ظل الدولة الإسلامية”.

وأضاف الحسون أن “هذه المعركة بقيت ذكرى رائعة في نفوس المسلمين، وأصبحت من بين الذكريات التي يتباهى بها لليوم أبناء الجنود العرب الذين كانوا جنودا مقاتلين في هذه المعركة، التي انتصر فيها آخر جيش إسلامي على تحالف دولي صليبي”.

وأشار الحسون إلى أن “الكثير من المقاتلين العرب حافظوا على ولائهم للدولة العثمانية، فتوفي غالبيتهم دون الحصول على جنسيات سايكس بيكو على أمل أن يعود ذلك التاج العثماني الذين جمعهم من المحيط الى الخليج”.

وقال الحسون أيضا، إن “معركة جناق قلعة تميزت لدى العرب بمشاركة أحد أهم قادة الدولة العثمانية في بداية الحرب وهو الصدر الأعظم للدولة العثمانية الشهيد سعيد حليم باشا المصري رحمه الل، كما قدمت ولاية حلب العثمانية قدمت في هذه الحرب أكثر من 6 آلاف شهيد ، كما ذكرهم المؤرخ التركي أنس ديمير في كتابه حول شهداء حلب في هذه المعركة”.

وتابع الحسون قائلا، إنه “عرف من أبطال معركة جناق قلعة الأمير فهد بن فرحان الأطرش ابن مدينة السويداء السورية، والذي كان مدير ناحية ديمرجي غربي تركيا، والذي أبلى بلاء حسنا في هذه المعركة وقضى بقية حياته في المنفى بسبب وفائه للدولة العثمانية و ملاحقة الإنجليز له لرفضه التعاون معهم”.

كما عرف من أبطال هذه المعركة عدد من أبناء إدلب وعفرين ومعرة النعمان، اشتهر منهم رشيد إيبو و حسن كريم آغا من عفرين، و نجيب عويد ويوسف السعدون من حارم، ومن جبل الزاوية حسون رحبي زاده الذي كان يعمل ضابطا في الوحدة التي دمرت البارجة البريطانية، التي كانت سببًا في إيقاف الحرب، حسب الحسون.

وختم الحسون قائلا، إن “هذه المعركة أصبحت ذكرى عطرة ومفخرة لكل من له جد قاتل فيها، ويحتفل بذكراها العديد من العرب الأوفياء للدولة العثمانية، ولا زالت مقابر الشهداء في إسطنبول وجناق قلعة وشانلي أورفا تحتفظ بقبور آلاف الشهداء العرب الذين سقطوا في هذه المعركة، فعندما تزور مقبرة الشهداء في إسطنبول أو غاليبولي ستجد أسماء الشهداء بالإضافة إلى بلداتهم أو مناطقهم اليوم الموجودة في مختلف أنحاء الوطن العربي”.

يشار إلى أن معركة (جناق قلعة أو غاليبولي) وقعت بين بين الدولة العثمانية ودول الحلفاء عام 1915، بعد أن حاولت قوات الحلفاء احتلال إسطنبول.

وتمكنت آنذاك القوات العثمانية التي كانت تتشكل من مختلف المناطق كإسطنبول وأنقرة وطرابزون وماردين وبغداد ودمشق وبيروت وطرابلس والقاهرة والموصل والقدس وإدلب وحلب، من هزيمة قوات الحلفاء.

ويومها تقدم أسطول الحلفاء المكون من 16 سفينة، عقب أسبوعين من القصف العنيف على مواقع جيش الخلافة، إلا أن الخطة العثمانية بتلغيم مياه المضيق كانت صائبة وناجحة في إلحاق هزيمة نكراء بالسفن الحربية المتقدمة.

(المصدر: وكالة أنباء تركيا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى