تقارير وإضاءات

“المحيا”.. زينة المساجد التركية في شهر رمضان المبارك

مازال الأتراك هذه الأيام يسيرون على درب أجدادهم العثمانيين، وخصوصا في شهر رمضان بعادة تزيين المآذن والمساجد، وهي أضواء الزينة التي يتم تعليقها بين مآذن المساجد الثنائية خلال أشهر رمضان المبارك، وتسمى هذه العادة لدى الأتراك “بالمحيا”. وهي كلمة مأخوذة من كلمة “حياة” وتعني حسب القاموس التركي، “شهر الحياة”، ويزيّن الأتراك المآذن خاصة في شهر رمضان لتصويره كشهر الحياة المبارك.

ويعتبر كهرمان يلديز “62 عاما” آخر الخبراء الذين يتقنون تعليق المحيا التقليدي، مستخدما المصابيح الحديثة، والذي يتنقل من مدينة لأخرى لتزيين مساجد تركيا، مع بدء شهر رمضان المبارك.

ويعتبر الهدف الرئيسي للتزيين هو توجيه الناس نحو الإحسان والثواب وإعطائهم رسائل جيدة نحو الخير. يُطلق الأتراك على كاتب عبارات الزينة المضيئة ورابطها فوق مآذن المساجد اسم “محياجي”.

وكان “المحيا” في الماضي يزين بمصابيح الكاز المضيئة وتُعلّق فوق الحبال، وكان “المحياجي” (صاحب المحيا) يرسم التصميم، الذي يريد إظهاره فوق المحيا، على ورقة، كأن يُحدد أماكن المصابيح وأشكالها على الورق، وبعد ذلك يبدأ بتطبيقها على الحبال فوق المساجد.

وفي الماضي كان تصميم وتعليق المحيا يحتاج إلى فترة طويلة وجهد كبير، لكن اليوم أصبح الأمر أكثر يسرا وسهولة مع تطور التكنولوجيا.

وكانت المحايا القديمة، المضيئة طوال شهر رمضان، مقاومة للرياح ومتينة، وكان بشكل عام يُستخدم زيت الزيتون والشمع من أجل إنتاج المحايا، ولكن لأن متوسط فترة إضاءة المحايا القديمة فقط 3 ساعات كان من الصعب جدا رؤية جميع منارات المساجد مضيئة في نفس الوقت. مع عدم كونه أكيدا، إلا أنه يُعتقد بأن تاريخ تصاميم المحايا يعود إلى النصف الثاني من القرن السادس عشر.

ومنذ العهد العثماني يعلق “المحيا” فوق جوامع السلاطين في النصف الأول لرمضان تحتوي على أدعية وأحاديث وأقوال مأثورة وبعد مضي 15 يوم وبدء النصف الثاني لرمضان تُعلّق تصاميم تزيينية متحركة ومختلفة عن بعضها البعض.

وأصبحت هذه اليوم عادة تشرف عليها الشؤون الدينية التركية، وتستخدم الأسلاك الكهربائية، لرسم الآيات القرآنية والأحاديث والمواعظ التي تعرض معلقة بين مآذن المساجد.

(المصدر: تي آر تي TRT العربية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى