تقارير وإضاءات

القدس تنتفض.. كيف تفاعل الخليجيون مع هبة الفلسطينيين؟

تشهد مدينة القدس المحتلة، منذ عدة أيام، انتفاضة شعبية عبر سلسلة من المواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اليهود الذين يعتدون على المقدسيين، خصوصاً في محيط البلدة القديمة حيث المسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى محاولات الإسرائيليين منع التجمعات والفعاليات الرمضانية السنوية وسط المدينة.

وبلغت الأحداث ذروتها يومي الخميس والجمعة (22 و23 أبريل 2021)، حيث شهدت المدينة مواجهات عنيفة بين فلسطينيين من جهة، والشرطة ومستوطنين إسرائيليين من جهة أخرى.

وتمكنت حشود كبيرة من الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى فجر الجمعة، وإقامة صلاة الفجر فيه، رغم محاولة قوات الاحتلال الإسرائيلي عرقلة ذلك.

وأصيب في المواجهات ما يقرب من 111، بينهم 22 مصاباً بإصابة متوسطة، تم نقلهم إلى مستشفى المقاصد بالمدينة المحتلة، وفق إحصائيات جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني”.

وأثارت هذه الأحداث تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بمنطقة الخليج العربي، حيث تصدر وسم “القدس تنتفض” في عدة دول خليجية، أبرزها السعودية والكويت وقطر والبحرين.

تفاعل خليجي مع “القدس تنتفض”

وعبر الوسم نشر آلاف من الخليجيين تغريدات تدعم تحركات المقدسيين وتساندهم في مواجهة قوات الاحتلال، إضافة إلى تداول صور ومقاطع فيديو توثق الأحداث الجارية في المدينة التي تضم قبلة المسلمين الأولى، ويزيد من ذلك تزامنها مع حلول شهر رمضان المبارك.

وقال الناشط القطري علي السويدي، في تغريدة نشرها على حسابه بموقع “تويتر”، معلقاً على أحداث القدس بحديث للنبي محمد ﷺ قال فيه: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدُوِّهم قاهرين، لا يضرهم مَن خالفهم إلا ما أصابهم من لأْوَاء، حتى يأتيهم أمر الله. وهُم كذلك”، قالوا: يا رسول الله: وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.

من جانبه، قال الأكاديمي الكويتي عبد الله الشايجي: “(رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو المأزوم بالداخل فشل في تشكيل حكومةٍ 4 مرات بغطرسته، وتوظيفه القمع سيرتد عليه وعلى داعميه وتحالفه الليكودي المتطرف واليمين العنصري، وتصعيده ضد أمريكا وأوروبا وروسيا والصين في ملف إيران النووي وعلى من راهنوا عليه، مؤكداً أن القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين المحتلة.

فيما قال الإعلامي القطري البارز جابر الحرمي: “لم ينجح الصهاينة، وقبلهم الصليبيون، وبينهما محتلون ومتصهينون، في إسقاط القدس والأقصى من ذاكرة الأمة، ووجدانها”.

وعلق القطري حسن بن محمد بالقول: “اللهم انتفاضة لا تُبقي ولا تَذَرُ في فلسطين، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، تطهّر كل شبر فيها، اللهم انتفاضة تحيي ضمائر أمتنا النائمة، اللهم انتفاضة لا تبقي ولا تذر”.

بدوره نشر الشيخ الكويتي البارز حامد العلي مقطعاً مصوراً من جوار مسجد قبة الصخرة وجموع المقدسيين حوله يهتفون في تحدٍّ واضح لقوات الاحتلال، مورداً قصيدة تمتدح فعلهم وتساندهم.

وفي السعودية قال الصحفي تركي الشلهوب في تغريدة له: “ما حصل ويحصل في القدس دليل على أن القدس لنا وستبقى، وأن للأقصى رجال لم ولن ينكسروا!”.

https://twitter.com/TurkiShalhoub/status/1385706293810266116?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1385706293810266116%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Falkhaleejonline.net%2FD8B3D98AD8A7D8B3D8A9%2FD8A7D984D982D8AFD8B3-D8AAD986D8AAD981D8B6-D983D98AD981-D8AAD981D8A7D8B9D984-D8A7D984D8AED984D98AD8ACD98AD988D986-D985D8B9-D987D8A8D8A9-D8A7D984D981D984D8B3D8B7D98AD986D98AD98AD986D89F

وأضاف في تغريدة أخرى: “كلما أدخل هاشتاغ (القدس تنتفض) وأرى حجم التعاطف والتفاعل العربي الرهيب مع رجال الأقصى أزداد إيماناً بحتمية انتصار أمّتنا، وأزداد يقيناً بأننا أمة لن تُهزم ولن تنكسر”.

https://twitter.com/TurkiShalhoub/status/1385713843519725570?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1385713843519725570%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Falkhaleejonline.net%2FD8B3D98AD8A7D8B3D8A9%2FD8A7D984D982D8AFD8B3-D8AAD986D8AAD981D8B6-D983D98AD981-D8AAD981D8A7D8B9D984-D8A7D984D8AED984D98AD8ACD98AD988D986-D985D8B9-D987D8A8D8A9-D8A7D984D981D984D8B3D8B7D98AD986D98AD98AD986D89F

من جهته قال الناشط السعودي معالي الربراري: أيها العرب، أيها المسلمون.. “إن فلسطين وديعة محمد عندنا، وأمانة عمر في ذمّتنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، فلئن أخذها اليهود منّا ونحن عصبة إنا إذاً لخاسرون- كتاب البشير الإبراهيمي: الآثار 141/4”.

https://twitter.com/Mrbrary/status/1385771948228108291?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1385771948228108291%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Falkhaleejonline.net%2FD8B3D98AD8A7D8B3D8A9%2FD8A7D984D982D8AFD8B3-D8AAD986D8AAD981D8B6-D983D98AD981-D8AAD981D8A7D8B9D984-D8A7D984D8AED984D98AD8ACD98AD988D986-D985D8B9-D987D8A8D8A9-D8A7D984D981D984D8B3D8B7D98AD986D98AD98AD986D89F

أما الناشط السعودي علي آل سرور فقد كتب: “القدس تنتفض، هي هدية نبينا محمد ﷺ لنا نحن جميعاً المسلمين، المسجد الأقصى مقدس وشرف لنا، ومن يفرط فيه خائن للأمة العربية والإسلامية، القدس في قلبنا وقلبنا هو القدس”.

وأكمل قائلاً: “الفاتحة على عودتها بإذن الله فمن يقر بغير ذلك فهو خائن للأمة العربية والإسلامية واللعنة عليه”.

وعلق الناشط العُماني أحمد المجرفي في تغريدة قائلاً: “إذا كانت أرض مكة للعبادة، فالقدس أرض للشهادة، اللهم نصـرك الذي وعـدت”.

وأورد الإعلامي العُماني أحمد الشيزاوي صورة على حسابه بموقع “فيسبوك” علق عليها:” عندما تتحدث الصورة تخبرنا مَن صاحب الأرض ومَن الدخيل”.

عندما تتحدث ‫#الصورة‬ تخبرنا من صاحب الأرض ومن الدخيل ؟

‫#القدس_تنتفض‬

تم النشر بواسطة ‏‎Ahmed Alshezawi‎‏ في الجمعة، ٢٣ أبريل ٢٠٢١

بدوره حيا الناشط الإماراتي عبد الله الطويل “الهبَّة المقدسية في وجه الصهاينة”، معلناً تضامنه مع “كل فلسطيني أعزل دافع عن المسجد الأقصى، وضد كل صهيوني”، ومقدماً روحه “فداءً لتتحرر فلسطين من المحتل ومن عار التطبيع”.

كما دعا المغردين والنشطاء إلى تدوين أسمائهم وتمريرها بحساباتهم دعماً وإسناداً للقدس.

وتصدَّر هاشتاغ “القدس تنتفض” بمملكة البحرين أيضاً، حيث قال النائب السابق في البرلمان البحريني ناصر الفضالة، إنه الأكثر تدوالاً في البلاد، مؤكداً أن “هذه مواقف شعب البحرين الحقيقية المنحازة ضد التطبيع والانبطاح، والمؤمن بثوابت أمته بأن فلسطين أرض محتلة يجب تحريرها من القتلة الغاصبين”.

إيمان خليجي بعدالة القضية

وحول ذلك قال طارق الشايع رئيس “رابطة شباب لأجل القدس العالمية”: “يوماً بعد يوم تثبت الشعوب الخليجية كسائر شعوب الأمتين العربية والإسلامية ارتباطها بالقدس والمسجد الأقصى” مؤكداً أن “أهل الخليج يقطعون الشك باليقين في عدم توافقهم مع بعض الأنظمة التي خانت القضية المقدسية بتطبيعها مع العدو المحتل”.

وأضاف الشايع في حديث مع “الخليج أونلاين”: إن “إيمان الخليجيين بعدالة القضية، وبأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة”.

ولفت إلى أن “انتفاضة القدس كما لها آثارها الداخلية من تجدد الحراك الشبابي وتوحُّد بين أطيافها ومناطقها لحماية القدس والأقصى، والحد من التهديدات اليومية لقطعان المستوطنين، وكسر شوكة المحتل، فإن لها كذلك آثاراً خارجية بتجدد الاهتمام بالقضية المقدسية بين الشعوب، وإعادة ترتيب أولوياتها بين جراح الأمة ورفعها إلى الصدارة من جديد”.

وشدد على أن “الشعوب الخليجية لها قصب السبق في دعم المقدسيين”، مشيراً إلى أن المطلوب اليوم هو “العمل بالمستطاع من دعم مادي ومعنوي، من خلال القنوات الموثوقة لدعم أهلنا في القدس، وأضعف الإيمان هو تفعيل المقاطعة لدى الشعوب الخليجية، والامتناع عن شراء المنتجات ومقاطعة الشركات والبنوك المُطبعة”.

ولفت الناشط الكويتي إلى أن “التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي إحدى خطوات نصرة القضية المقدسية، وهكذا تتنوع أشكال الدعم والنصرة”.

تال

مواقف رسمية

وفي سياق متصل مع التفاعل الشعبي الخليجي، أبدت دول خليجية مواقف رسمية من الأحداث الجارية في القدس، والتي يبدو أنها آخذة في التوسع، خصوصاً مع خروج مظاهرات تأييد لها بعدد المناطق الفلسطينية الأخرى مثل الضفة الغربية، حيث أصيب عشرات الفلسطينيين، أغلبهم بحالات اختناق، نتيجة تفريق جيش الاحتلال الإسرائيلي.

فقد جددت الكويت مطالبتها بتفعيل الآليات الدولية والسياسية والقانونية لضمان مساءلة “إسرائيل” ومحاسبتها عن انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني المصونة بموجب القوانين الدولية.

وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير منصور العتيبي، في بيان، الخميس 22 أبريل 2021: “مع الأسف وفي ظل انشغال المجتمع الدولي بتلك المعركة المصيرية تستمر إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في سياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني دون هوادة، لتواصل تذكيرنا بأنها لم تتراجع قيد أنملة عن خطط الضم لمزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية”.

وأوضح أن ذلك يضاف إلى “أعمال عنف يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون والقوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، إضافة إلى تدمير المباني والممتلكات، سواء كانت فلسطينية أو تلك التي تم تشييدها من خلال تبرعات ومساهمات من المجتمع الدولي لأغراض إنسانية خالصة، كالمدارس والمرافق الصحية”.

وشدد على أن “هذه الأفعال ما هي إلا جرائم حرب جديدة تضاف إلى السجل الإسرائيلي الحافل بالجرائم الغاشمة بحق الشعب الفلسطيني والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان ولميثاق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي”.

وعبَّرت قطر عن موقفها على لسان مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة الشيخة علياء بنت أحمد آل ثاني، قائلة في الجلسة ذاتها: إن “سياسات التهويد في مدينة القدس ومحاولات المساس بالمقدسات الدينية، واستخدام العنف المفرط ضد المدنيين الفلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية لا يساعد على بناء الثقة اللازمة لدفع عملية السلام”، مؤكدة الأهمية البالغة للاستمرار في تقديم الدعم الدولي للفلسطينين.

من جانبه، قال المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله المعلمي، في الجلسة ذاتها: إن “‏اعتداء القوات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك والمصلين الموجودين في باحاته يشكل اعتداءً على حرمة المقدسات ومواثيق حقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة ‏ذات الصلة”.

و‏جدد المعلمي تأكيد المملكة أن القضية الفلسطينية هي قضيتها ‏الأولى، وموقفها ثابت من النزاع العربي الإسرائيلي.

وتأتي أحداث القدس بعد أشهر من توقيع اتفاق تطبيع بين “إسرائيل” وأربع دول عربية هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، ليرتفع عدد الدول العربية التي لديها علاقات مع “تل أبيب” إلى ست دول، من ضمنها مصر والأردن.

(المصدر: الخليج أونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى