أخبار ومتابعات

الشيخ الكتاني يرد على منشور يزعم أن “التهجد في العشر الأواخر من رمضان بدعة”

الشيخ الكتاني يرد على منشور يزعم أن “التهجد في العشر الأواخر من رمضان بدعة”

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين أما بعد، فقد انتشر بين الناس هذه الأيام منشور يزعم أن التهجد في العشر الأواخر من رمضان بدعة اخترعها الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله إمام الحرم المكي في العقود الأخيرة، ويطالبون بترك ذلك. وهذا أمر عجيب غريب، لأن قيام اول الليل ثم الرجوع ثانية كما هي العادة في المساجد المغربية أمر معروف عند سلفنا رحمهم الله ويسمونه التعقيب، وقد وردت فيه آثار عديدة، فكيف يزعم الزامون أنه بدعة؟؟؟ وله أدلة كثيرة.
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره” رواه مسلم.
وعنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، “إذا دخل العشر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدَّ وشد المئزر” متفق عليه
فبنص هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص العشر الأواخر من رمضان بعمل وطاعة واجتهاد زيادة عن أوله.
وعن وقاء بن إياس قال: “كان سعيد بن جبير يؤمنا في رمضان، فيصلي بنا عشرين ليلة ست ترويحات، فإذا كان العشر الآخر اعتكف في المسجد وصلى بنا سبع ترويحات”.
رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق من طريقين.
وكانت كل ترويحة بمقدار أربع ركعات.
وعن يونس بن جبير رحمه الله قال: “أدركتُ مسجد الجامع قبل فتنة ابن الأشعث يصلي بهم عبد الرحمن بن أبي بكر وسعيد بن أبي الحسن , وعمران العبدي كانوا يصلون خمس تراويح، فإذا دخل العشر زادوا واحدة”. رواه ابن نصر المروزي في كتابه “قيام الليل”.
وعن ذكوان الجرشي رحمه الله قال: “شهدتُ زرارة بن أوفى يصلي بالحي في رمضان ست ترويحات , فإذا كان في آخر الشهر صلى سبع ترويحات كل ليلة، وشهدته في آخر صلاته يصلي ست ركعات لا يقعد بينهن يقعد في السادسة”. رواه ابن نصر المروزي في كتابه “قيام الليل”.
وقال سفيان الثوري: “أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك” نقله ابن رجب في “لطائف المعارف”.
قال قتادة: “كان أنس لا يرى بأسا بالتعقيب في رمضان”.
والتعقيب هو أن يصلي الرجل مع الناس التراويح ثم يعود بعدها ويصلي أيضا جماعة.
وأسنده ابن أبي شيبة في مصنفه متصلا من طريق عباد بن العوام عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بلفظ: ” لا بأس به إنما يرجعون إلى خير يرجونه، ويبرؤون من شر يخافونه”.
وهذا إسناد رجاله ثقات.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: “وأكثر الفقهاء على أنه [التعقيب] لا يُكره بحالٍ”.
وبهذا يتبين أن ما يفعل في المساجد المغربية سنة جرى عليها السلف، كنا ان التهجد في العشر الأواخر كما يفعل في الحرمين وسائر البلاد المشرقية أمر حسن.
كما انه يتبين من هذا ان ما تفعله السلطات المصرية من طرد المصلين من المساجد ومنع التهجد فيها هو الضلال والمحاربة لله ورسوله وابصد عن سبيل الله في اعظم ليالي السنة. وعلى المسلمين إنكار ذلك وعدم السكوت عليه.
والله الموفق والهادي إلى الصراط المستقيم.

المصدر: هوبة بريس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى