كتابات مختارة

الجالية الإسلامية في كندا ومواجهة جماعات الضغط الصهيونية

بقلم محمد حامد – ترك برس

رغم الإمكانيات الهائلة البشرية والمادية التي تملكها الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا وأمريكا، فإنها لا تزال عاجزة عن مقارعة نفوذ جماعات الضغط الصهيونية داخل مراكز صنع القرار والإعلام في الدول الكبرى. لكن الجالية العربية واللوبي الإسلامي في كندا قدما في الأسبوع الماضي أنموذجا واقعيا على الأرض لكيفية التصدي بفاعلية لهذا اللوبي، والدخول معه في مواجهة جدية.

حدثان مهمان وقعا في كندا خلال الأسبوع الماضي لم يلتفت إليهما الإعلام العربي أو يلقي لهما بالا، رغم أهميتهما في سياق مواجهة اللوبي الصهيوني، فقد نجح اللوبي الإسلامي الذي يمثله المجلس الوطني للمسلمين الكنديين في تصعيد حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي تقودها “حركة بي دي إس” ففي مدينة فانكوفر وضع الناشطون ملصقات على قنينات النبيذ التي تنتجها شركة إفرات الإسرائيلية، كتب عليها “فصل عنصري إسرائيلي، لا تشتر”، وفي مدينة كالجاري وضعت على أرفف منتجات الشركات التي تتعامل مع إسرائيل ملصقات تطالب بالتوقف عن شرائها وعدم دعم إسرائيل، لأنها تنتهك القانون الدولي واتفاقيات جنيف لحقوق الإنسان.

التحرك الداعم للحركة المناهضة لشراء المنتجات الإسرائيلية جاء رغم تصويت البرلمان الكندي في شهر شباط/ فبراير الماضي على قانون يدين حركة مقاطعة إسرائيل، ويطالب الحكومة بإدانة أي محاولة من جانب أي مواطن كندي تؤيد مقاطعة إسرائيل سواء في داخل كندا أو خارجها.

وأما الحدث الثاني فكان نجاح المجلس الوطني في إجبار صحيفة تورتنو ستار على تبني سياسة تحريرية جديدة، تلزم صحفييها ومراسليها بعدم وصف تنظيم داعش بالدولة الإسلامية، وإنما جماعة إرهابية لا علاقة لها بالإسلام.

قرار هيئة تحرير تورنتو ستار بعدم وصف التنظيم الإرهابي بالإسلامي، جاء بعد لقاءات للمجلس الوطني مع ناشر الصحيفة ورئيس تحريرها مايكل كوك،ومقالات نشرها المجلس في الصحيفة نفسها توضح أن استخدام مصطلح إسلامي في وصف داعش يساعد التنظيم الإرهابي على دق إسفين بين المجتمعات الغربية والإسلام، وتكشف أن هناك علاقة بين استخدام هذا المصطلح وزيادة حوادث الاعتداء على المسلمين.

نجاح الجالية الإسلامية في كندا في تسجيل نقاط في مواجهة اللوبي الصهيوني، جاء بعد مشاركة  أبناء الجالية بفعالية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ومساهمتها في إسقاط حكومة المحافظين التي طالما فرضت قيودا على أبناء الجالية، وإنجاح الحزب الليبرالي، ولعل في ذلك رسالة لمن أدمنوا الشكوى من عدم القدرة على هزيمة جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، وأن بالإمكان التحول من مفعول به إلى فاعل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى