كتب وبحوث

التكوير على التحرير والتنوير (28) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

التكوير على التحرير والتنوير (28)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

 

الجزء الثامن والعشرون

 

سورة المجادلة

4- {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ}.

يعني ما وُصِفَ من الكفّاراتِ في الظهار. (البغوي)، التي لا يجوزُ تعدِّيها، وشرائعهُ الموضوعةُ لعبادهِ التي لا يصحُّ تجاوزها إلى ما يخالفها، جمعُ حَدّ، وهو في اللغةِ المنع، والحاجزُ بين الشيئين الذي يمنعُ اختلاطَ أحدهما بالآخر، وحدُّ الزنى وحدُّ الخمرِ سمِّيَ بذلك لكونهِ مانعًا لمتعاطيهِ عن المعاودةِ لمثله. (روح البيان).

8- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ}.

قالَ عند تفسيرهِ الآيةَ السابقة: النجوى اسمُ مصدرِ ناجاهُ إذا سارَّه.

9- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ}.

{تَنَاجَيْتُمْ}: قالَ عند تفسيرهِ الآيةَ (7) من السورة: النجوى اسمُ مصدرِ ناجاهُ إذا سارَّه.

{بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ}: ذكرَ أنه تقدَّم، ويعني تفسيرَ الآيةِ السابقةَ لها، قال: الإِثم: المعصية، وهو ما يشتملُ عليه تناجيهم من كلامِ الكفرِ وذمِّ المسلمين. و {وَالْعُدْوَانِ} بضمِّ العين: الظلم، وهو ما يدبِّرونَهُ من الكيدِ للمسلمين. {وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ}: مخالفةِ ما يأمرهم به، ومن جملةِ ذلك أنه نهاهم عن النجوى وهم يعودون لها.

10- {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

{النَّجْوَى}: قالَ عند تفسيرهِ الآيةَ (7) من السورة: النجوى اسمُ مصدرِ ناجاهُ إذا سارَّه.

{فَلْيَتَوَكَّلِ}: قالَ عند تفسيرهِ الآيةَ (159) من سورةِ آلِ عمران: التوكُّلُ حقيقتهُ الاعتماد، وهو هنا مجازٌ في الشروعِ في الفعلِ مع رجاءِ السدادِ فيه من الله، وهو شأنُ أهلِ الإيمان، فالتوكُّلُ انفعالٌ قلبيٌّ عقليّ، يتوجَّهُ به الفاعلُ إلى الله، راجياً الإعانة، ومستعيذاً من الخيبةِ والعوائق، وربَّما رافقَهُ قولٌ لسانيّ، وهو الدعاءُ بذلك.

12- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}.

{نَاجَيْتُمُ} أي: يسارُّهُ فيما بينه وبينه. (ابن كثير).

13- {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

{نَجْوَاكُمْ}: قالَ عند تفسيرهِ الآيةَ (7) من السورة: النجوى اسمُ مصدرِ ناجاهُ إذا سارَّه.

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: وأطيعوا اللهَ ورسولَه، فيما أمركم به، وفيما نهاكم عنه. (الطبري).

16- {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.

{فَصَدُّوا}: مَنعوا.

{مُهِينٌ}: مُخزٍ. (روح البيان).

17- {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

ماكثونَ إلى غيرِ نهاية. (الطبري).

20- {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ الكلامُ على {الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} في أوائلِ هذه السورة، ويعني الآيةَ الخامسةَ منها: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}. قال: المحادَّة: المشاقَّةُ والمعاداة… وقيل: اشتقَّت ِالمشاقَّةُ من الشقَّة؛ لأن كلًّا من المتخالفين كأنه في شقةٍ غيرِ شقةِ الآخر. والمرادُ بهم الذين يُحَادُّون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم المرسَلَ بدينِ الله، فمحادَّتهُ محادَّةٌ لله.

21- {إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.

إن الله جلَّ ثناؤهُ ذو قوةٍ وقدرةٍ على كلِّ من حادَّهُ ورسولَهُ أن يُهلكه، ذو عزَّة، فلا يقدرُ أحدٌ أن ينتصرَ منه إذا هو أهلكَ وليَّه، أو عاقبه، أو أصابَهُ في نفسهِ بسوء. (الطبري).

22- {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون}.

{حَادَّ}: قالَ في الآيةِ الخامسةِ من السورة: المحادَّة: المشاقَّةُ والمعاداة… وقيل: اشتقَّت ِالمشاقَّةُ من الشقَّة؛ لأن كلًّا من المتخالفين كأنه في شقةٍ غيرِ شقةِ الآخر. والمرادُ بهم الذين يُحَادُّون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم المرسَلَ بدينِ الله، فمحادَّتهُ محادَّةٌ لله.

{جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}: ذكرَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة، أن الجنةَ هي المكانُ الذي تكاثرتْ أشجاره، والتفَّ بعضُها ببعضٍ حتى كثرَ ظلُّها، وذلك من وسائلِ التنعمِ والترفهِ عند البشرِ قاطبة. والجريُ يطلقُ مجازًا على سيلِ الماءِ سيلًا متكررًا متعاقبًا، وأحسنُ الماءِ ما كان جاريًا غيرَ قارّ… {وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}: احتراسٌ مِن تَوهُّمِ الانقطاعِ بما تعوَّدوا من انقطاعِ اللذَّاتِ في الدنيا؛ لأن جميعَ اللذَّاتِ في الدنيا معرَّضةٌ للزوال، وذلك ينغِّصُها عند المنعَمِ عليه.

{أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون}: الناجون من المكروه، والفائزون بالمحبوب، دونَ غيرهم المقابلين لهم من حزبِ الشيطان، المخصوصين بالخذلانِ والخسران. وهو بيانٌ لاختصاصهم بالفوزِ بسعادةِ النشأتين، وخيرِ الدارين. (روح البيان).

سورة الحشر

6- {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

أي هو قديرٌ لا يغالَبُ ولا يمانَع، بل هو القاهرُ لكلِّ شيء. (ابن كثير).

7- {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}.

أوردُ التفسيرَ من أولهِ ليكونَ واضحًا: وما أعادَهُ اللهُ على رسولِهِ مِن جميعِ البلدانِ التي تُفتَحُ هكذا، مِن دونِ قتالٍ يُذكَر، فحُكمهُ حكمُ أموالِ بني النَّضير: يقسَّمُ خمسةَ أخماس: خُمسٌ للهِ ورسولِه، فيَصرِفُهُ كما يشاءُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، وخُمسٌ لذوي قرابتِهِ صلى الله عليه وسلم، والمراد: بنو هاشمٍ وبنو عبدِالمطَّلِب، وخُمسٌ لليتامَى الذين فَقدوا آباءَهم وهم مازالوا صغارًا، وخُمسٌ للمساكينِ والمحتاجين، وخُمسٌ لابنِ السَّبيلِ المنقطعِ في سفرهِ مِن المسلمين… (الواضح).

8- {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.

 أي: يطلبون منه أن يتفضَّلَ عليهم بالرزقِ في الدنيا، وبالرضوانِ في الآخرة. (فتح القدير)، وينصرونَ دينَ اللهِ الذي بعثَ به رسولَهُ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم. (الطبري).

9- {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

{يُوقَ}: الوقاية: حفظُ الشيءِ مما يؤذيه. (روح البيان). منعَ نفسَهُ مِن البخلِ والحرصِ على المال… (الواضح).

{الْمُفْلِحُونَ}: الفلاح: الفوزُ والظفرُ بكلِّ مطلوب. (فتح القدير).

10- {رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

إنكَ ذو رأفةٍ بخلقِك، وذو رحمةٍ بمن تابَ واستغفرَ مِن ذنوبه. (الطبري).

14- {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ}.

إن قيل: إن البأسَ شدَّةُ الحرب، فما الحاجةُ إلى الحكمِ عليه بشديد؟ أجيبَ بأنه أريدَ من البأسِ هنا مطلقُ الحرب، فأُخبِرَ بشدَّتهِ لتصريحِ الشدَّة، أو أُريدَ المبالغةُ في إثباتِ الشدَّةِ لبأسهم، مبالغةً في شدَّةِ بأسِ المؤمنين لغلبتهِ على بأسهم، بتأييدِ الله ونصرتهِ لهم عليهم. (روح البيان).

16- {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين}.

{قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ} أي: بعيدٌ عن عملِكَ وأمَلِك، غيرُ راضٍ بكفرِكَ وشركك. (روح البيان).

{إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين}: رياءٌ من قوله، وليست على ذلك عقيدتُه، ولا يَعرفُ اللهَ حقَّ معرفته، ولا يحجزهُ خوفهُ عن سوءٍ يوقِعُ فيه ابنَ آدمَ مِن أولٍ إلى آخِر. (ابن عطية).

22- {هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ الكلامُ على {الرَّحْمَنُ الرَّحِيم} في سورةِ الفاتحة، ويعني البسملة، قال: وصفانِ مشتقانِ من رَحِم… واسمُ الرحمةِ موضوعٌ في اللغةِ العربيةِ لرقةِ الخاطرِ وانعطافه…

ومما قالَ أيضًا: وبعدَ كونِ كلٍّ من صفتَي الرحمنِ الرحيمِ دالةً على المبالغةِ في اتصافهِ تعالى بالرحمة، فقد قالَ الجمهور: إن الرحمنَ أبلغُ من الرحيم، بناءً على أن زيادةَ المبنى تؤذنُ بزيادةِ المعنى، وإلى ذلك مالَ جمهورُ المحققين…

23- {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}.

هو المعبودُ الذي لا تصلحُ العبادةُ إلّا له. (الطبري).

24- {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

{الْحُسْنَى}: تفسيرهُ في قولهِ تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (الآيةِ 180 من سورةِ الأعراف)، قال: (الحُسنى) مؤنثُ الأحسن، وهو المتصفُ بالحُسنِ الكاملِ في ذاته، المقبولِ لدى العقولِ السليمة، المجردةِ عن الهوى. وليس المرادُ بالحُسنِ الملاءمةَ لجميعِ الناس، لأن الملاءمةَ وصفُ إضافةٍ نسبي، فقد يلائمُ زيداً ما لا يلائمُ عمراً، فلذلك فالحسنُ صفةٌ ذاتيةٌ للشيءِ الحسن. ووصفُ الأسماءِ بـ {الْحُسْنَى} لأنها دالةٌ على ثبوتِ صفات ِكمالٍ حقيقي… اهـ.

{وَهُوَ العَزِيزُ}، يقول: وهو الشديدُ الانتقامِ مِن أعدائه، {الحَكِيمُ} في تدبيرهِ خَلقه، وصرفِهم فيما فيه صلاحُهم. (الطبري).

سورة الممتحنة

1- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ}.

{أَوْلِيَاء}: أنصارًا. (الطبري).

{بِالْمَوَدَّةِ}: الودّ: محبةُ الشيءِ وتمنّي كونه، ويستعملُ في كلِّ واحدٍ من المعنيين، أي: توصلون محبتكم بالمكاتبةِ ونحوها من الأسبابِ التي تدلُّ على المودَّة. (روح البيان).

3- {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.

واللهُ بأعمالِكم – أيها الناسُ – ذو علمٍ وبصَر، لا يخفَى عليه منها شيء، هو بجميعِها محيط، وهو مجازيكم بها، إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشرّ، فاتَّقوا اللهَ في أنفسِكم واحذروه. (الطبري).

4- {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير}.

{حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}: حتى تصدِّقوا بالله وحده، فتوحِّدوه، وتُفردوهُ بالعبادة.

{وَإِلَيْكَ الْمَصِير}: وإليكَ مصيرُنا ومرجعُنا يومَ تبعثُنا مِن قبورِنا، وتحشرُنا في القيامةِ إلى موقفِ العَرْض. (الطبري).

6- {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.

يقولُ تعالى ذكرهُ للمؤمنينَ به مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قد كانَ لكم أيها المؤمنونَ قدوةٌ حسنةٌ في إبراهيمَ خليلِ الرحمن، تقتدونَ به، والذينَ معهُ مِن أنبياءِ الله صلواتُ الله عليهم والرسل… (الطبري).

9- {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}

{الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ}: الذينَ قاتلوكم لإسلامِكم. (الواضح)، {وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ}: كمشركي مكة، فإن بعضهم سعَوا في إخراجِ المؤمنين، وبعضَهم أعانوا المخرِجين. (روح المعاني).

{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ}: ومَن يعاونْهُم ويتَّخِذْهُم أصدقاء. (الواضح).

10- {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}.

 يقال: جنحتِ السفينةُ أي: مالتْ إلى أحدِ جانبيها، وسمِّيَ الإثمُ المائلُ بالإنسانِ عن الحقِّ جُناحًا، ثم سمِّيَ كلُّ إثمٍ جُناحًا. (مفردات الراغب).

12- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

{يُبَايِعْنَكَ}: سميتِ البيعةَ لأن المبايعَ يبيعُ نفسَهُ بالجنة. المبايعةُ مفاعلةٌ من البيع، ومن عادةِ الناسِ حين المبايعةِ أن يضعَ أحدُ المتبايعين يدَهُ على يدِ الآخرِ لتكونَ معاملتهم محكمةً مثبتة، فسميتِ المعاهدةُ بين المعاهدين مبايعةً تشبيهًا لها بها في الإحكامِ والإبرام، فمبايعةُ الأمةِ رسولَهم التزامُ طاعته، وبذلُ الوسعِ في امتثالِ أوامرهِ وأحكامه، والمعاونةُ له، ومبايعتهُ إياهم الوعدُ بالثواب، وتدبيرُ أمورهم، والقيامُ بمصالحهم في الغلبةِ على أعدائهم الظاهرةِ والباطنة، والشفاعةُ لهم يومَ الحسابِ إن كانوا ثابتين على تلك المعاهدة، قائمين بما هو مقتضَى المواعدة. كما يقال: بايعَ الرجلُ السلطانَ إذا أوجبَ على نفسهِ الإطاعةَ له، وبايعَ السلطانُ الرعيةَ إذا قبلَ القيامَ بمصالحهم، وأوجبَ على نفسهِ حفظَ نفوسِهم وأموالهم من أيدي الظالمين. (روح البيان).

{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: إنَّ اللهَ ذو سترٍ على ذنوبِ مَن تابَ إليه مِن ذنوبهِ أنْ يعذِّبَهُ عليها بعدَ توبتهِ منها. (الطبري).

13-{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}.

التولِّي هنا بمعنى الموالاةِ والموادَّة. (روح البيان).

سورة الصف

1- {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

قالَ في نظيرها، في الآيةِ الأولى من سورةِ الحديد، ما مختصره: تعريضٌ بالمشركين الذين أهملوا أهمَّ التسبيح، وهو تسبيحهُ عن الشريكِ والندّ. واللامُ في قوله: {لِلَّهِ} لامُ التبيين، وفائدتها زيادةُ بيانِ ارتباطِ المعمولِ بعامله. و{مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يعمُّ الموجوداتِ كلَّها.

 5- {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.

الخارجين عن الطاعةِ ومنهاجِ الحقّ، المصرِّين على الغواية. (روح البيان).

7- {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}.

الفرقُ بين الكذبِ والافتراء، أن الافتراءَ افتعالُ الكذبِ من قولِ نفسه، والكذبَ قد يكونُ على وجهِ التقليدِ للغيرِ فيه. (روح البيان).

9- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ}.

{بِالْهُدَى}: يعني ببيانِ فرائضِ الله على خلقه، وجميعِ اللازمِ لهم، و بـ {دِينِ الْحَقِّ} وهو الإسلام. (الطبري). فالهدَى هو ما جاءَ به من الإخباراتِ الصادقةِ والإيمانِ الصحيحِ والعلمِ النافع، {وَدِينِ الْحَقِّ}: هي الأعمالُ الصالحةُ الصحيحةُ النافعةُ في الدنيا والآخرة. (ابن كثير).

12- {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

{جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}: بساتينَ تجري من تحتِ أشجارها الأنهار.

{جَنَّاتِ عَدْنٍ}: بساتينَ إقامة.

{ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}: ذلك النجاءُ العظيمُ من نكالِ الآخرةِ وأهوالها. (الطبري).

12- {فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ}.

فرقة. (البغوي). جماعة. (روح البيان).

سورة الجمعة

2- {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.

يَبِينُ لمن تأمَّلَهُ أنهُ ضلالٌ وجَوْرٌ عن الحقِّ وطريقِ الرشد. (الطبري).

4- {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.

الله ذو الفضلِ على عباده، المحسنِ منهم والمسيء، والذينَ بُعِثَ فيهم الرسولُ منهم وغيرِهم، العظيمُ الذي يقلُّ فضلُ كلِّ ذي فضلٍ عنده. (الطبري).

5- {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ}.

{أَسْفَارًا}: أي كتباً من العلم، واحدُها سِفْر، قالَ الفراء: هي الكتبُ العظام. (البغوي).

{بِآيَاتِ اللَّهِ}: يعني بأدلتهِ وحججه. (الطبري).

6- {إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ}.

جمعُ وليّ، بمعنى الحبيب. (روح البيان).

8- {ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}.

عالِمِ غَيبِ السماواتِ والأرض، والشهادة، يعني وما شُهِدَ فظَهرَ لرأي العين، ولم يَغِبْ عن أبصارِ الناظرين… (الطبري).

9- {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون}.

{إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون} مصالحَ أنفسِكم. (البغوي).

10- {وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}.

{وَابْتَغُوا}: اطلبوا.

{تُفْلِحُون}: كي تفوزوا بخيرِ الدارين. (البغوي).

سورة المنافقون

3- {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ}.

أي خُتِمَ عليها بسببِ كفرهم. (فتح القدير). وذكرَ مؤلفُ الأصلِ أيضًا، عند تفسيرِ الآيةِ (87) من سورةِ التوبة، أن الطبعَ مرادفُ الخَتْم.

5- {وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ}.

يُعرِضون عمّا دُعُوا إليه. (البغوي).

6- {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.

إنَّ اللهَ لا يوفِّقُ للإيمانِ القومَ الكاذبينَ عليه، الكافرينَ به، الخارجينَ عن طاعته. (الطبري).

سورة التغابن

7- {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ}.

قلْ لهم يا محمد: بلى وربِّي لتُبعَثُنَّ من قبوركم. (الطبري).

9- {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

ومَن يصدِّقْ باللهِ ويعملْ بطاعته، وينتهِ إلى أمرهِ ونهيه، يمحُ عنهُ ذنوبَه، ويُدخلْهُ بساتينَ تجري مِن تحتِ أشجارِها الأنهار، لابثينَ فيها أبدًا، لا يموتون، ولا يخرجونَ منها، ذلكَ النجاءُ العظيم. (الطبري، باختصار).

10- {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

والذينَ كفروا بالله، وكذَّبوا بالمعجزاتِ التي أيَّدَ بها رسلَه، أولئكَ أهلُ النَّار، ماكثينَ فيها أبدًا، لا مَحيدَ لهم عنها، وبئسَ مآلُهمُ الذي استقرُّوا فيه. (الواضح).

13- {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}: أي: وحِّدوا الإلهيةَ له، وأخلِصوها لديه. (ابن كثير).

{فَلْيَتَوَكَّلِ}: قالَ مؤلفُ الأصلِ عند تفسيرهِ الآيةَ (159) من سورةِ آلِ عمران: التوكُّلُ حقيقتهُ الاعتماد، وهو هنا مجازٌ في الشروعِ في الفعلِ مع رجاءِ السدادِ فيه من الله، وهو شأنُ أهلِ الإيمان، فالتوكُّلُ انفعالٌ قلبيٌّ عقليّ، يتوجَّهُ به الفاعلُ إلى الله، راجياً الإعانة، ومستعيذاً من الخيبةِ والعوائق، وربَّما رافقَهُ قولٌ لسانيّ، وهو الدعاءُ بذلك.

16- {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ نظيرهُ في سورةِ الحشر، وهو في الآيةِ التاسعةِ منها، ومن قولهِ هناك: الشحُّ – بضمِّ الشينِ وكسرها – غريزةٌ في النفسِ بمنعِ ما هو لها، وهو قريبٌ من معنى البخل. وقالَ الطيبي: الفرقُ بين الشحِّ والبخلِ عسيرٌ جدًّا، وقد أشارَ في (الكشّاف) إلى الفرقِ بينهما بما يقتضي أن البخلَ أثرُ الشحّ، وهو أن يمنعَ أحدٌ ما يُرادُ منه بذله…

17- {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}.

أي: مقرونًا بالإخلاصِ وطيبِ النفس. (روح البيان).

سورة الطلاق

2- {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ}.

{ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}: (ذو) بمعنى الصاحب، أي: أشهِدوا اثنين، {مِنْكُمْ} أي: من المسلمين، كما قالَ الحسن، أو من أحراركم، كما قالَهُ قتادة، يكونان عادلَين لا ظالمين، ولا فاسقين. والعدالةُ هي الاجتنابُ عن الكبائرِ كلِّها، وعدمُ الإصرارِ على الصغائر، وغلبةُ الحسناتِ على السيئات. والإلمامُ من غيرِ إصرارٍ لا يَقدحُ في العدالة، إذ لا يوجدُ من البشرِ من هو معصومٌ سوى الأنبياءِ عليهمُ السلام. (روح البيان).

{مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ}: نعظُ به مَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخر، فيصدِّقُ به. وعنَى بقوله: {مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ} مَن كانت صفتهُ الإيمانَ بالله. (الطبري).

3- {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.

قالَ عند تفسيرهِ الآيةَ (159) من سورةِ آلِ عمران: التوكُّلُ حقيقتهُ الاعتماد، وهو هنا مجازٌ في الشروعِ في الفعلِ مع رجاءِ السدادِ فيه من الله، وهو شأنُ أهلِ الإيمان، فالتوكُّلُ انفعالٌ قلبيٌّ عقليّ، يتوجَّهُ به الفاعلُ إلى الله، راجياً الإعانة، ومستعيذاً من الخيبةِ والعوائق، وربَّما رافقَهُ قولٌ لسانيّ، وهو الدعاءُ بذلك.

4- {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ}.

أي: ما رأينَ الدمَ لصغرهنّ. (روح البيان). الصَّغيراتُ اللَّاتي لم يَبلُغْنَ سنَّ الحيض. (الواضح).

11- {رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}.

{يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ}: يتلو عليكم آياتِ الله التي أنزلها عليه {مُبَيِّنات} يقول: مبيِّنات لمن سمعها وتدبَّرها أنها من عند الله.

{صَالِحًا}: ويعملْ بطاعته.

{يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}: يُدخلْهُ بساتينَ تجري مِن تحتِ أشجارِها الأنهار، {خالِدِينَ فِيها أبَداً} يقول: ماكثينَ مقيمينَ فيها أبدًا، لا يموتون، ولا يخرجونَ منها أبدًا. (الطبري).

سورة التحريم

1- {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

{غَفُورٌ}: مبالغٌ في الغفران، قد غفرَ لكَ وسترَ ما فعلتَ من التحريمِ وقصدتَ الرضى…

{رَحِيمٌ}: قد رحمكَ ولم يؤاخذْكَ به، وإنما عاتبكَ محافظةً على عصمتك. (روح البيان).

4- {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}.

من صلحَ من المؤمنين: أتباعهُ وأعوانه … قالَ ابنُ عباس رضيَ الله عنهما: أرادَ بصالحِ المؤمنين أبا بكر وعمرَ رضيَ الله عنهما. (روح البيان).

8- {وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}.

{وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}: … وأن يدخلَكم بساتينَ تجري من تحتِ أشجارها الأنهار.

{إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}: إنك على إتمامِ نورنا لنا، وغفرانِ ذنوبنا، وغيرِ ذلك من الأشياءِ ذو قدرة.

9- {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

{وبئسَ الموضعُ الذي يصيرونَ إليه جهنَّم. (الطبري).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى