تقارير وإضاءات

البريطانية التي أشهرت إسلامها أمام البابا.. الرحلة المدهشة لـ”الليدي زينب”

البريطانية التي أشهرت إسلامها أمام البابا.. الرحلة المدهشة لـ”الليدي زينب”

 

إعداد فريدة أحمد

 

في إحدى زياراتها إلى روما التقت الليدي إيفلين موراي “البابا”، الذي رحب بها وسألها إذا كانت كاثوليكية، تفاجأت إيفلين لحظة، ثم ردت “أنا مسلمة”.

وكتبت عن تلك الواقعة: “لا أدعي معرفة ما امتلكني، لأنني لم أفكر في الإسلام لسنوات عديدة، لكن ما حدث أربكني، وأنار شيئا داخلي وأنا عازمة على قراءة ودراسة العقيدة الإسلامية، فلطالما كنت مسلمة في قلبي من دون أن أعي”.

طفولة في الشرق

ولدت إيفلين موراي عام 1867 في إدنبرة عاصمة أسكتلندا خلال العصر الفيكتوري، لعائلة أرستقراطية، وطوال سنوات طفولتها كان والدها المستكشف “إيرل دونمور السابع” يصطحب عائلته إلى شمال أفريقيا كل شتاء، وقضت باقي طفولتها بين الجزائر والقاهرة.

وهناك تعلمت التحدث باللغة العربية، وصادقت الأطفال المحليين، وزارت العديد من المساجد، ورعتها المربيات المسلمات، وفقا لمقال على موقع “ذا ناشيونال” (The National).

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10161718995715514&set=a.10151708168360514&type=3

حياة مترفة

التقت السيدة إيفلين -التي أدمنت السفر كوالديها- جون دو بويز كوبولد في القاهرة، وكان رجل أعمال ينتمي إلى عائلة ثرية من شرق إنجلترا.

تزوجا في كنيسة أول سينتس بالقاهرة عام 1891، وأقاما  في منزل والديها في حي باب اللوق بالقاهرة، ثم انتقلا إلى مدينة “سوفولك” بإنجلترا بعد شهر واحد، وأنجبت إيفلين ثلاثة أطفال بين عامي 1893 و1900، لكن الحياة المنزلية المترفة في منزل زوجها، والهدوء في المقاطعة الإنجليزية، لم يلائماها، وهي العاشقة للسفر والترحال، والغارقة في مشاهد وأصوات الشرق؛ فعادت للسفر من جديد حتى من دون زوجها.

بذور الإسلام

في عام 1912، نشرت إيفلين أول كتبها “عابر طريق في الصحراء الليبية” (Wayfarers in the Libyan Desert)، وتحدثت فيه عن رحلاتها في شمال أفريقيا، والطلعات الجوية في الصحراء والتخييم والمساجد، وكان من الواضح أن ارتباطها بالشرق الأوسط والإسلام هو طريقة حياة أكثر من اعتناق ديانة أو مذهب.

لم تعرف إيفلين متى اعتنقت الإسلام، ربما -حسب مقال على “بي بي سي”- قد تكون بذرة الإسلام زرعتها فيها أسفار طفولتها، ولكن يبدو أن إيمان الليدي إيفلين عُزز بعد عطلة في روما، حين قابلت “البابا” وسألها إذا كانت كاثوليكية؟ فأجابت “أنا مسلمة”، وقالت إنها تشعر بأنها كانت دائما مسلمة.

وكتبت في مذكراتها “تسألني غالبا متى ولماذا أصبحت مسلمة؟ لا يسعني إلا الرد بأنني لا أعرف اللحظة الدقيقة التي تفجرت فيها حقيقة الإسلام داخلي”، وتابعت “يبدو أنني كنت مسلمة دائما”.

https://www.facebook.com/TheGoldenAgeofCivilisation/photos/a.110050247378084/124143842635391/?type=3

الرحلة المقدسة

كان لتحول إيفلين -التي عرفت بين أصدقائها العرب باسم الليدي “زينب”- إلى الإسلام تأثير كبير على علاقتها بعائلتها، فانفصلت عن زوجها عام 1922، واهتمت بأسفارها ورحلاتها حول العالم.

وبعد وفاة زوجها عام 1929، بدأت بجدية في السعي إلى أداء فريضة الحج، وكانت زينب في 65 من عمرها عندما أدت مناسك الحج عام 1933، وأصبحت أول امرأة مسلمة بريطانية المولد تؤدي فريضة الحج. ليس هذا فقط، بل نشرت أيضا كتابا بعنوان “الحج إلى مكة”؛ تحكي فيه تفاصيل تلك الرحلة المقدسة، وشعورها منذ بدء تلقيها خبر السماح لها بالحج حتى تأدية المناسك.

ووصفت مشاعرها -حسب مقال على موقع “ميديوم” (Medium)- في كتابها “اليوم وردت أنباء بأنه يجوز لي القيام بالحج إلى مكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة. لقد عشت فترة طويلة في نوبات بديلة من الأمل واليأس، لدرجة أنني بالكاد أستطيع أن أشيد بأن أمنيتي العظيمة تتحقق في النهاية “.

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1789454644543789&set=a.103773653111905&type=3

لتمر الغزلان فوق قبري

غادرت الليدي زينب منزلها في العام التالي لتأدية فريضة الحج، وسافرت إلى كينيا لتشبع شغفها المتواصل بالسفر والاستكشاف، وبعد عام واحد نشرت كتابا باسم “كينيا أرض الوهم”.

وفي عام 1963 توفيت الليدي زينب عن 95 عاما، ودفنت -كما اشترطت- إلى جانب تل بعيد في مرتفعات ويستروس في أسكتلندا.

ووفقا لصحيفة الغارديان (The guardian)، أوصت زينب بتلاوة سورة “النور” أثناء مراسم دفنها، وزينت آية من السورة نفسها لوحا مسطحا فوق قبرها، الذي تم اختياره في بقعة تمر من فوقها الغزلان، كما طلبت هي قبل وفاتها.

 

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى