تقارير وإضاءات

الإخوان المسلمون.. وهيئة كبار علماء السعودية

الإخوان المسلمون.. وهيئة كبار علماء السعودية

إعداد د. حسن سلمان

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله الأمين أما بعد:

لقد طالعتنا المواقع الإعلامية ببيان لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية تعتبر فيه جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية..

وإذا ما صح نسبة البيان للجهة المذكورة فيمكن تسجيل الملاحظات التالية:

كبرى الجماعات الإسلامية

تعد جماعة الإخوان المسلمين من كبرى الجماعات الإسلامية العاملة في العالم..

ولها إيجابياتها وسلبياتها، وليس للهيئة أي سلطان يمنحها الحق في تصنيف جماعة بهذا الامتداد والعمق العالمي..

والهيئة هي ذات توصيف محلي وخاصة عندما يكون الأمر له دلالات سياسية وليست شرعية محضة.

مشاركة في دول الخليج

تعتبر جماعة الإخوان المسلمين حليفة ومشاركة في كافة الدول الخليجية بشكل أو آخر..

بل هي مشاركة في العديد من الحكومات العربية وهي ذات توجه سلمي معروف..

وربما كان هذا محل انتقاد الكثير من الجماعات الإسلامية كونها توفر غطاءً للأنظمة الاستبدادية في مواجهة التيارات الإسلامية التي تواجه تلك الأنظمة من خلال العمل الثوري أو الجهاد المسلح..

فعندما يتم تصنيف مثل هذه الجماعة..

فذلك يعني توسيع مساحة المواجهة مع كافة التيارات الدينية وهذا له مخاطره الكبيرة على السلم المجتمعي بطبيعة الحال.

خروج سافر عن الثوابت

يأتي تصنيف جماعة الإخوان المسلمين في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية تحولا كبيرا وخروجا سافرا عن الثوابت التي قامت عليها..

وظلت تعلنها وتتمسك بها ظاهريا وهي الشريعة الإسلامية..

وكان الأولى من الهيئة أن تعلن موقفا واضحا من هذا لأن الخروج على الشريعة وتغيير هوية المجتمع أعظم جناية على الدين من الخروج على السلطان مهما كانت عدالته..

ولكن للأسف الشديد فقد صمتت الهيئة عن كل ذلك وتحولت لأداة وظيفية للسلطة وتستخدم ذات المصطلحات السياسية غير المحددة بشكل شرعي وعلمي..

مثل مصطلح الإرهاب الذي رفعته القوى الصليبية في مواجهة أهل الإسلام خلال العقدين الماضيين..

وها هي هيئة كبار العلماء تنحدر إلى ذات المصطلح المشبوه فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

واجب العلماء والدعاة

إن واجب العلماء والدعاة في كل مكان هو بيان الحق للخلق..

سواء كانوا  أفرادا أو جماعات أو حكومات.. لأنهم ورثة الأنبياء والمرسلين..

وأن كتمان الحق أو التحيز ظلما للحاكم ضد المحكوم أو للمحكوم ضد الحاكم يعتبر ظلما وجورا لا يليق بمقام الوارث للنبوة قال تعالى:

( وَإِذا أَخَذَ اللَّهُ مِيثَـاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَـابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم وَاشتَرَوا بِهِ ثَمَنا قَلِيلا فَبِئسَ مَا يَشتَرُونَ) آل عمران/ 187.

وقال تعالى: (لَقَد أَرسَلنَا رُسُلَنَا بِالبَيِّنَـاتِ وَأَنزَلنَا مَعَهُمُ الكِتَـابَ وَالمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسطِ وَأَنزَلنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأس شَدِيد وَمَنَـافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالغَيبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز) الحديد/25

المعركة الحقيقية مع الحملة الصليبية

على الشعوب الإسلامية أن تدرك أن معركتها الحقيقية مع الحملة الصليبية المسعورة منذ قرن من الزمان..

وهي تقاتل الأمة من وراء جدر الأنظمة الاستبدادية الوظيفية..

وتحاول أن تستفرد في كل مرة بمكون وفصيل من الأمة واصطفاف بقية مكونات الأمة خلف الدعاية الظالمة لتلك الحملة تحت مسميات عديدة:

تارة تحت الإرهاب

وتارة تحت الخروج على الحاكم أو الثورة عليه

وتارة تحت تهديد الأمن والسلم الدوليين…..إلخ

وللأسف الشديد تعاطى البعض مع هذه الإستراتيجية ظنا منه بأنه سيكون بعيدا عن التصنيف..

حتى جاءت اللحظة التي تم فيها تصنيف كافة التيارات الإسلامية التي تسعى للتحرر من الاستبداد والفساد والاحتلال الخارجي..

وعليه فقد وجب الابتعاد عن الرهان على القوى الدولية والإقليمية التي تكرس لمنطق التبعية والتخلف..

وعلى الأمة جميعا معرفة عدوها ومواجهته جميعا بالطرق المشروعة .

قال تعالى: (وَقَاتِلُوا المُشرِكِينَ كَافَّة كَمَا يُقَـ?تِلُونَكُم كَافَّة?? وَاعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ) التوبة/36

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى