تقارير وإضاءات

“الأزهر” مهاجماً رئيس أساقفة اليونان بعد إساءته للإسلام: تفاهة غير مسؤولة!

“الأزهر” مهاجماً رئيس أساقفة اليونان بعد إساءته للإسلام: تفاهة غير مسؤولة!

هاجم الأزهر الشريف بشدة ما قال: إنه “التصريحات غير المسؤولة” التي أدلي بها رئيس أساقفة أثينا ورئيس عموم الكنائس الأرثوذكسية اليونانية أيرونيموس الثاني، في تصريحات تلفزيونية، أول أمس الإثنين، ووصف فيها الإسلام بأنه “ليس دينًا وإنما هو حزب سياسي وأتباعه أهل حرب وتوسُّع ونفوذ”.

وأكد “مرصد الأزهر” التابع لمشيخة الأزهر بياناً، مساء أمس الثلاثاء (19 يناير 2021)، اعتبر فيه “صدور هذه التصريحات ما هو إلا حديث هزلي وادعاء فارغ، وتفاهات لا ترتقي إلى حد الرد عليها أو مناقشتها”.

وشدد على أن “الإسلام هو الرسالة السماوية الخالدة، التي أرسل بها الله تعالى خاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الإنسانية من ظلمات وبراثن الجهل إلى نور الحق وشمس الهداية”.

 https://www.facebook.com/AlazharObserver/posts/5216147238425886

بيان الأزهر قال: إن “الزعم بأن الإسلام حزب سياسي فيه افتراء على التاريخ فضلًا عن الدين الإسلامي نفسه الذي كان موجودًا قبل نشأة الأحزاب السياسية، بل حتى قبل مصطلح السياسة في معناها الحديث، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الإسلام يحتوي على منهج حياة جعله صالحًا لكل زمان ومكان، وأن شريعة ذلك الدين الخاتم قد وضعت أسسًا رئيسة متعلقة بالسياسة، كالشورى، والعدل، والمساواة، والحرية”.

كذب وتدليس

وأشار إلى أن اتهام المسلمين بأنهم «أهل حرب وتوسُّع ونفوذ» من الكذب المحض والتدليس والتزوير لتاريخ المسلمين الحافل بالصفح والعفو، مشدداً على أن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كانت إما دفاعًا عن المسلمين أو تأديبًا لمن خانوا العهود والمواثيق، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرَّ أهل بعض البلدان على حكمها بعد إسلام أهلها، ولم يجعل عليهم حكامًا من غيرهم، كما يوجد العديد من البدان التي لم تدخل الإسلام وعقدت اتفاقيات مع المسلمين، وهذا يتنافى مع الزعم أن المسلمين يرغبون في التوسع!

وأعرب عن أسفه إزاء صدور تلك التصريحات العدائية ضد الإسلام وتاريخ المسلمين، داعيًا إلى تعزيز مبادئ الأخوة وإعلاء مفاهيم المواطنة والحوار والتعايش بدلًا من إذكاء خطاب كراهية الآخر.

ماذا قال رئيس أساقفة اليونان؟

وهاجم رئيس الأساقفة في اليونان أيرونيموس الإسلام في حديث مع قناة “أوبن تي في” (OPEN TV) حول حرب الاستقلال اليونانية، زاعماً “أن الإسلام ليس ديناً، والمسلمين يقفون دائماً مع الحرب”.

وأضاف: “الإسلام، وأتباعه ليس ديناً، بل حزب سياسي طموح، وأناس حرب، وأناس توسعيون، هذه خصوصية الإسلام، وتعاليم محمد تدعو لهذا”، بحسب زعمه.

 https://youtu.be/5gZ4-Nkv7ak

“علماء المسلمين” يطالب باعتذار

وطالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئيس أساقفة اليونان أيرونيموس بتقديم اعتذار رسمي للإسلام، وليس مجرد توضيح غير مقبول، بعدما سعى المتحدث باسم الكنيسة اليونانية للزعم أن الأسقف قصد المتطرفين لا الإسلام.

وندد الاتحاد بشدة، في بيان، موقَّع من الأمين العام علي القره داغي، بتصريحات رئيس أساقفة اليونان، الذي هاجم فيها الإسلام هجوماً ظالماً متناسياً رحمة الإسلام وما قدمه من علوم للبشرية جمعاء.

وطالب رئيس أساقفة اليونان بـ “تقديم اعتذار الرسمي للإسلام والمسلمين وليس مجرد توضيح غير مقبول تقليداً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.

وقال البيان: إن تصريحات رئيس أساقفة اليونان “تنبع عن حقد دفين وتؤكد جهل رئيس الأساقفة بالإسلام جهلاً مركباً”.

وأضاف أن “الإسلام أكد أن يبدأ المسلم حياته وتصرفاته باسم الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، حيث يفتتح القرآن بــ”بسم الله الرحمن الرحيم”، وتبدأ أول سورة بالأمر بالقراءة وكرامة الإنسان”.

وأوضح البيان أن “الإسلام هو أول من شرع دستور المعاشية بين المسلمين وبقية أتباع الأديان كما سمح بحرية العبادة لجميع الناس، بل حافظ على ممتلكاتهم”، حسب البيان ذاته.

غضب مسلمي اليونان

وقد أدانت منظمات إسلامية في اليونان استهداف رئيس الأساقفة في البلاد أيرونيموس للإسلام والمسلمين، ووجهت الهيئة الاستشارية للأقلية المسلمة في تراقيا الغربية، عبر حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي، إدانة لأيرونيموس، بسبب العبارات التي تلفظ بها ضد الإسلام والمسلمين.

ودعت الهيئة رئيس الأساقفة إلى استبدال لغة السلام والوحدة باللهجة المعادية للإسلام، وقالت: “في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، نأمل استبدال لغة السلام والوحدة باللغة المعادية للإسلام”.

ودعت جمعية خريجي مدارس الأئمة والخطابة في تراقيا الغربية رئيس الأساقفة إلى تقديم اعتذار للمسلمين والإنسانية، ووصفت ألفاظه بأنها “عدوانية لا تليق بالمنصب الديني الذي يشغله، ولا تصدر حتى من إنسان عادي”.

تركيا: مستوى مخيف من “الإسلاموفوبيا”

وقد أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة استهداف رئيس الأساقفة في اليونان للإسلام والمسلمين، وقالت الخارجية: إن هذه التصريحات الاستفزازية لرئيس الأساقفة، التي تحرض المجتمع على العداء والعنف ضد الإسلام، تظهر المستوى المخيف الذي وصلت إليه “الإسلاموفوبيا”.

وقالت الخارجية التركية، في بيان، رداً على تصريحات أيرونيموس: مثل هذه “الأفكار الخبيثة” هي من الأسباب الكامنة وراء تزايد العنصرية والإسلام وكراهية الأجانب في أوروبا.

محاولة للتراجع

لاحقاً، وبعد الانتقادات التي وجهت له، زعم المتحدث باسم رئيس أساقفة اليونان أيرونيموس أن المقصود في تصريحات رئيس الأساقفة حول الإسلام “هو تحريف الإسلام من قبل المتطرفين”، مؤكداً احترام الكنيسة اليونانية لكل الأديان دون أن يذكر “الإسلام”.

وزعم المتحدث، في بيان، أن “كل ما قاله رئيس الأساقفة عن الإسلام، في سياق مقابلته التلفزيونية الأخيرة حول مساهمة كنيستنا في ثورة عام 1821، لم يكن يقصد شيئاً أكثر من تحريف الدين الإسلامي من قبل الأصوليين المتطرفين، الذين يزرعون الإرهاب والموت في جميع أنحاء العالم”.

وأشار المتحدث إلى أن “هؤلاء هم بالضبط الأشخاص الذين كان رئيس الأساقفة يشير إليهم، أناس يستغلون الإسلام ويحولونه إلى سلاح مميت ضد كل من لهم رأي مختلف عنهم”، رغم أن الأسقف كان يتحدث عن محمد الخامس وفتح القسطنطينية.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى