تقارير وإضاءات

اقتحامات للأقصى واعتقالات بأراضي الـ48 وصمود في “بيتا”

اقتحامات للأقصى واعتقالات بأراضي الـ48 وصمود في “بيتا”

اقتحم مستوطنون، الأحد، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، في حين شهدت القدس والضفة الداخل المحتل اعتقالات واسعة، في حين تصمد بلدة بيتا في نابلس أمام المستوطنين واستكملوا “الإرباك الليبي” الذي استلهموه من قطاع غزة.

وقالت مصادر محلية، إن عشرات المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية، قبل أن يغادروه من جهة باب السلسلة.

وأفادت مصادر من دائرة الأوقاف بالقدس المحتلة، في حديثها لـ”عربي21“، أن “عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك بلغ 54 متطرفا”، موضحة أن قوات الاحتلال قامت باعتقال أحد موظفي لجنة الأعمار بالأقصى وهو الموظف ناصر أبو عكر.

وفي تصرف مشين ينتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك، أكدت مصادر الأوقاف أن “جندي من قوات الاحتلال، قام بالتبول بالقرب من باب الرحمة”.

من جهة أخرى، اقتحم مائة مستوطن، منطقة جبل العالم المهدد بالاستيلاء في قرية نعلين غرب رام الله، وجرفت آليات الاحتلال 300 دونم في محيطه.

وقال رئيس بلدية نعلين عماد الخواجا، إن آليات الاحتلال جرفت منذ ساعات الصباح 300 دونم من أراضي المواطنين في محيط الجبل، مشيرا إلى أن الأهالي توجهوا إلى المكان لصد اعتداء جيش الاحتلال والمستوطنين. بحسب “وفا”.

في سياق ذي صلة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، فلسطينيين اثنين من بلدة اليامون في محافظة جنين، وهما نذير بشير وبشير بشير، بعد أن داهمت منزليهما، واستولت على دراجتين ناريتين.

واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أطلقت قنابل الصوت والغاز باتجاههم، دون وقوع إصابات.

واقتحمت قوات الاحتلال قرية الطيبة غربي جنين، وداهمت منزل زياد جبارين وفتشته واستجوبت ساكنيه.

بالتزامن، اعتقلت شرطة الاحتلال 11 فلسطينيا من بلدة دير الأسد في أراضي عام 1948.

وتأتي حملة الاعتقالات هذه عقب الأحداث التي شهدتها البلدة يوم أمس، عندما اقتحمت قوات الاحتلال حفل زفاف في البلدة، وقامت بالاعتداء على المتواجدين بالحفل وإطلاق النار في الهواء، الأمر الذي تسبب في إصابة شاب في الثلاثينيات من عمره بجروح وصفت بالخطيرة جدا.

وعقب ذلك، اندلعت مواجهات مع بعض الأهالي والشبان الذين تصدوا لهذه الاعتداءات، وطالبوهم بمغادرة المكان، فيما واصل عناصر من قوات الاحتلال الاعتداء على الأهالي.

حراك في “زلفة”

 

في سياق آخر، أعلن أهالي بلدة زلفة في أم الفحم في الداخل المحتل، عن تشكيل اللجنة الشعبية في البلدة، عبر بيانهم الأول الذي جاء فيه الإعلان عن تأسيس اللجنة الشعبية لمتابعة قضايا البلدة المجتمعية والوطنية التي تخص أبناء بلدة زلفة.

وجاء هذا التأسيس بعد ما تعرضت له بلدة زلفة والبلدات الفلسطينية كافة لهجمة خلال الهبة الأخيرة، وتعرُّض العديد من شبان وأبناء البلدة للملاحقة السياسية والقضائية.

وأكد البيان على “وقوف أهالي زلفة وقفة رجلٍ واحد للحيلولة دون وقوع الظلم على أبناء البلدة، بالإضافة إلى عدم تركهم وحدهم في الميدان دون رعاية أو سند وتوجيه”.

وأشار البيان إلى أن اللجنة الشعبية ستسعى لمساعدة الأهالي وتقديم الدعم اللازم لهم ماديا ومعنويا واجتماعيا وفق الإمكانات المتاحة، وبتنسيق مع لجنة المتابعة لقضايا الفلسطينيين في الداخل المحتل.

وجاء في البيان: “إننا ندرك جيدا حجم وثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، والتي ارتضيناها لأنفسنا خدمة لأهلنا وطاعة لربنا..وكلنا ثقة بحصولنا على دعمكم وتكاتفكم حول قضايانا المشتركة والمصيرية”.

موجهات بلدة بيتا

وبدأت وحدة “الإرباك الليلي” في بلدة بيتا جنوب نابلس، الساعة الثامنة مساء الأحد، أكبر نشاط لها لايصال رسالة للمستوطنين وجنود الاحتلال “بأننا لن نترك جبل صبيح للاستيطان”، وفق قولها.

وعلقت وسائل الإعلام العبرية على ذلك، وقالت على سبيل المثال صحيفة “يديعوت” إن “ما بدأته حماس على حدود غزة يحدث الآن بالقرب من بؤرة استيطانية في جبل صبيح. سكان قرية بيتا يحتجون على إقامتها ونقلوا الإرباك الليلي من قطاع غزة إلى الضفة”.

وصدر اليوم الأحد، بيان عن لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، قالت فيه إنها “تحيُيّ نموذج المقاومة الشعبية التي تُجسدّه بلدات بيتا، وبيت دجن وغيرها وتدعو للاقتداء به”.

وحيت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية “جماهير شعبنا في بلدة بيتا وبيت دجن في محافظة نابلس، والذين يواصلون التصدي بكل بسالة وإقدام لقطعان المستوطنين، ولمخططات الاحتلال المتواصلة لإقامة بؤر استيطانية على أراضي البلدة”.

وأكدت اللجنة أن “بلدة بيتا وعشرات قرى وبلدات الضفة أصبحت تُشكّل نموذجاً حياً للمقاومة الشعبية في وجه الاحتلال والمستوطنين، حتى تَحولّت بسواعد أهلها والشباب الثائر إلى بؤرة اشتعال يومية مستمرة”.

ودعت اللجنة “جماهير شعبنا في عموم أنحاء الضفة إلى الاقتداء بهذا النموذج الوطني الشعبي المقاوم وتعميم تجربته، بتصعيد وتائر الانتفاضة ونقلها إلى مستويات أرقى، ومواصلة الاشتباك المفتوح مع الاحتلال والمستوطنين في جميع مواقع التماس، وتعزيز الفعل الجماهيري الحاشد اليومي، وتشكيل لجان الحماية الشعبية للتصدي للمستوطنين، ولمخططات الاحتلال الهادفة إلى ربط البؤر الاستيطانية في الضفة بعضها ببعض، والسيطرة على المناطق الجبلية المرتفعة، والمزيد من قطع أوصال الضفة، وتحويلها إلى كانتونات معزولة عن بعضها البعض”.

وقالت في بيانها: “إن لجنة المتابعة وهي تثمن عالياً الدور البطولي الذي يجسده أبناء شعبنا في بيتا وبيت دجن وفي قرى ومدن أخرى في عموم الضفة، والذي يُشكّل امتداداً للهبة الانتفاضية لشعبنا في الداخل المحتل والقدس ولمقاومة شعبنا في غزة، فإنها تجدد تأكيدها على الأهمية القصوى لتشكيل القيادة الوطنية الموحدة القادرة على توحيد وتعزيز الجهد الانتفاضي والمقاوم وتوحيده في بوتقة وطنية موحدة، قادرة على استنزاف العدو وإفشال مخططاته التصفوية”.

(المصدر: عربي21)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى