تقارير وإضاءات

“ابن تيمية مش إرهابي”.. وسم يرد على مسلسل “الاختيار”

“ابن تيمية مش إرهابي”.. وسم يرد على مسلسل “الاختيار”

إعداد عبد الرحمن محمد

على خلفية ما تضمنه مسلسل “الاختيار” المصري من محاولة ربط العالم والفقيه المسلم تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم الشهير بـ”ابن تيمية”، بالتشدد والإرهاب، دشن نشطاء وسما للدفاع عن الرجل، برز ضمن الوسوم الأكثر تداولا بموقع تويتر في مصر.

وضمن إحدى حلقاته المذاعة مؤخرا، ظهر ممثل يقوم بدور “إرهابي” في المسلسل، في مشهد يستشهد فيه بكلام ابن تيمية، في سياق تبريره قتل المدنيين أثناء العمليات الإرهابية، كما ساق جانبا من حديث نبوي اقتطع من سياقه ونسبت روايته للشيخ.

وابن تيمية الذي ولد عام 661 من الهجرة في “حران” بالشام، لقب في كتب السير والتاريخ بـ “شيخ الإسلام”، واسمه أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، وهو تقي الدين أبو العباس، واشتهر بابن تيمية.

نبغ ابن تيمية في عدد من علوم القرآن والشريعة، ومن ذلك الحديث والفقه وعلم الكلام، وتميز بأسلوب خاص في طرح أفكاره التي انطلقت من ضرورة التمسك بسنن السلف الصالح، وكان له أثر كبير في ذلك ما جلب عليه في المقابل خصومات وعداوات من لم يقبلوا أفكاره وطريقته.

ويمثل مسلسل “الاختيار” الذي تضمن انتقاد “ابن تيمية” ملامح من سيرة قائد الكتيبة 103 صاعقة في القوات المسلحة المصرية العقيد أحمد صابر المنسي الذي يقدمه الإعلام المصري باعتباره “أيقونة قوات الصاعقة”، إثر مصرعه في عملية مسلحة استهدفت كتيبته في رمضان الموافق للعام 2017.

وعلى خلفية ذلك، دشن نشطاء وسم “#ابن_تيمية_مش_ارهابي”، للدفاع عن الشيخ، والرد على الاتهامات الموجهة إليه، وإظهار الاستياء من المسلسل وما حواه من هجوم طال “أحد رموز الإسلام” في عصره على حد تعبير عدد من المتفاعلين.

وفي هذا السياق، احتفى الكاتب المصري إسلام البحيري، المعروف بمهاجمته للعديد من العلماء والمفكرين المسلمين، بما تضمنه مسلسل الاختيار، معتبرا ذلك “نصرا كبيرا”، كون المسلسل “أنتج تحت رعاية الدولة المصرية”.

إلا أن مغردين متفاعلين مع الوسم، كان لهم رأي آخر، حيث اعتبروا تناول شيخ الإسلام في المسلسل، وفر فرصة مناسبة للدفاع عنه والتعريف به، في وقت انشغل فيه المسلمون عن “معرفة رموزهم وأعلامهم السابقين”.

وضمن التفاعل الواسع مع الوسم، نقل العشرات من محبي الشيخ “ابن تيمية” مقولات وعبارات له تؤكد نبذه للعنف والتكفير، ووقوفه ضد الخوارج وأصحاب الفكر الضال، إضافة إلى تسامحه مع المسيئين له، وصبره على من سجنه وكفره.

كما استحضر آخرون في سياق الدفاع عنه، قيام وزارة الدفاع المصرية بتعليق كلمات له على جدار بمبنى التجنيد في الوزارة، حمل عبارة شهيرة منسوبة للشيخ تحت عنوان “كلمات من ذهب”.

في حين حاول آخرون التوسط في الدفاع عنه عبر التأكيد أنه “ليس معصوما ولا فوق النقد”، إلا أنهم أكدوا أن نقد فكره لابد أن يكون من خلال الأدلة والمنطق والبراهين، “بعيدا عن الهمز واللمز بجهل وغباء”، على حد تعبير أحدهم.

وذهب آخرون إلى أن من يهاجم الشيخ ابن تيمية، هو ذاته من هاجم رموزا معاصرين وسابقين، كالإمام البخاري والشيخ الشعراوي وشيخ الأزهر، مشددين على أن هؤلاء لا يستهدفون شخصا بعينه، وإنما هدفهم “تشويه صورة الإسلام” عبر مهاجمة رموزه وعلمائه.

https://twitter.com/nNrYReWjg0X98hN/status/1257425898783027201?s=20

https://twitter.com/mohammed__gmail/status/1257623528343580672?s=20

https://twitter.com/XI8qVGfEidCOaYz/status/1257657200266313728?s=20

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى