تقارير وإضاءات

إيكونوميست: بوريس جونسون.. تاريخ ديني مربك ومتناقض

إيكونوميست: بوريس جونسون.. تاريخ ديني مربك ومتناقض

قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن الخلفيات الدينية (الروحية) لرئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون وقناعاته الحالية عبارة عن مجموعة من التناقضات والغموض، مشيرة إلى أن له أسلافا في الديانات السماوية الثلاث؛ من المسلمين واليهود والمسيحيين.

وقالت المجلة إن جونسون -الذي تم تعميده كاثوليكيا من قبل والدته- تم تأكيده في العقيدة الإنجليكانية أثناء التحاقه بكلية إيتون، مما يعني أنه خرج رسميا من الكاثوليكية.

وفي عام 2015، قال جونسون في إحدى المقابلات إنه “مسيحي جاد وممارس”، ولكن قال -كضيف في برنامج إذاعي لهيئة الإذاعة البريطانية يتخيل فيه المشاهير أنفسهم منبوذين في جزيرة صحراوية- إنه “سوف يغني بعض التراتيل ويسير لأعلى ولأسفل” للحفاظ على معنوياته، إلا أن الموسيقى التي اختار عزفها لم تكن دينية.

وكتبت إليه بالفعل سبع طوائف مسيحية، تحذر من أن الخيار الذي يتمسك به -وهو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة- سيزيد حدة الفقر ونقص الغذاء، مع العلم أن رئيس الكنيسة في إنجلترا الأسقف جوستين ويلبي ليس من الموقعين على تلك الرسالة، إلا أنه من المعروف أنه يشارك الآخرين هذا القلق، حسب المجلة.

كاثوليكي برئاسة الوزراء

وقالت المجلة إن الكاثوليك يرون في جونسون أول شخص معمّد في عقيدتهم يصعد إلى رئاسة الوزراء، وأن معمدته جاءت من عائلة متشددة، إلا أن العقيدة الرومانية لم تترك أثرا كبيرا عليه، في ما يتعلق بالزواج الأحادي، كما تقول إيكونوميست.

وأشارت المجلة إلى أن معلقين يهودا نبهوا إلى أن جونسون -حين كان وزيرا للخارجية- زار الجدار الغربي في القدس، وتحدث بإعجاب عن جذوره اليهودية، وأشاد بإسرائيل باعتبارها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، لكن أسلافه اليهود المباشرين لم يكونوا مخلصين، حسب المجلة.

وأوضحت المجلة أن الجد الأعلى لجونسون -وهو المصور الأميركي ذو الأصل الروسي إلياس أفيري لوي،- لم يمارس اليهودية أبدا، وكان يبدو أكثر اهتماما بالنصوص اللاتينية، بما فيها المسيحية، أكثر من اهتماماته العبرية، كما أن والدة لوي كانت بعيدة الصلة بجدها الذي قيل إنه كان حاخاما.

ورغم أن رجل الأعمال المسلم محمد أمين استقال من حزب المحافظين عندما وصل جونسون لرئاسة الوزراء؛ احتجاجا على سجله السياسي ضد الإسلام، فإن رئيس الوزراء يدافع عن موقفه بالقول إن جده المسلم السياسي العثماني علي كمال كان معجبا بإنجلترا لأنها أرض الانفتاح والتسامح، مؤكدا أن هذه هي الروح التي يريد الحفاظ عليها الآن، كما أوردت المجلة.

مسيحي تستهويه الوثنية
وعلاوة على هذه الروابط الضعيفة مع الديانات السماوية الثلاث، فإن هناك رؤية عالمية أخرى، أكثر جاذبية بالنسبة لبوريس جونسون، ألا وهي الوثنية اليونانية والرومانية القديمة التي درس آدابها في جامعة أكسفورد، كما قالت أندرو جيمسون كاتبة سيرة جونسون الذاتية.

وقالت الكاتبة إن جونسون متعاطف مع الرأي القائل إن المسيحية -بتأكيدها الخطيئة والمحبة وإنكار الذات- أضعفت الإمبراطورية الرومانية، كما رأت أنه “متأثر بالرومان والإغريق أكثر”.

وقالت المجلة إن رئيس الوزراء يشارك في الاعتقاد الكلاسيكي بالأوهام إلى جانب الشعور الموروث من هوميروس بأن الأبطال العظماء يجب أن يكونوا متحررين ليتصرفوا دون عواطف وخارج القيود الأخلاقية، مشيرة إلى أن كل هذا يتناقض بشكل تام مع الأشكال التقليدية للمسيحية التي تميزت بتربية جونسون وتعليمه.

لكن هذا التناقض لم يكن فريدا لدى جونسون –حسب المجلة- ومع ذلك لن يمنعه ذلك من تقييد تراتيل الطفولة، إذا وجد نفسه في جزيرة صحراوية، وسيكون مرتاحا تماما للواجبات الاحتفالية التي يجب عليه فيها مشاركة رئيس الأساقفة ويلبي، كما سيكون له دور -بموجب دستور إنجلترا الغريب- في اختيار خليفة رئيس الأساقفة.

(المصدر: إيكونوميست / الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى