أخبار ومتابعات

العالم الجزائري الشيخ سليمــان بشنــــون فــي ذمـــة الله!

العالم الجزائري الشيخ سليمــان بشنــــون فــي ذمـــة الله!

 

توفي صبيحة يوم الاربعاء 17 نوفمبر 2021 العالم الجزائري الشيخ سليمان بشنون في المستشفى العسكري عين النعجة بعد صراع طويل مع المرض.
والشيخ بشنون من مواليد مدينة فرجيوة بولاية ميلة في 6 ماي 1923. درس في مدرسة تهذيب البنين بالتبسة والزاوية الحملاوية بنواحي قسنطينة، ثم سافر إلى تونس في عام 1945 لمواصلة تحصيله العلمي في جامع الزيتونة على نخبة من العلماء من أمثال الشيخ محمد بن الخوجة، والشيخ محمد الفاضل بن عاشور. ولم يكتف بذلك حيث انخرط في النشاط الثقافي وانتخب رئيسا لجمعية البعثة الطلابية الجزائرية بتونس.
وبعد عودته إلى الجزائر حاملا شهادة التحصيل في عام 1950، انضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، واشتغل بالتعليم، فدرّس في مدرسة التربية والتعليم في فرجيوة، ومدرسة الشبيبة بتيزي وزو، ودار الحديث بتلمسان، ثم عيّن أستاذا في معهد الإمام ابن باديس بقسنطينة. وعندما انطلقت الثورة التحريرية في عام 1954 لم يتردد في مساندتها والعمل من أجل أن تحقق أهدافها وعلى رأسها تحرير البلاد والعباد. لذلك انخرط فيها وساهم في الكفاح الوطني في منطقة سطيف وقسنطينة.
وبعد استعادة الاستقلال الوطني، عمل الشيخ بشنون أستاذا للأدب العربي في ثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة ثم انتقل في عام 1980 إلى ثانوية الأمير عبد القادر بساحة الشهداء، وبقي في هذا المنصب إلى أن أحيل على التقاعد في عام 1987.
وأينما درّس الشيخ بشنون سواء في الفترة الاستعمارية أو في عهد الاستقلال ترك من ورائه الأثر الحسن والذكرى المشرقة. ويكفي أن أذكر هنا مبادرة شُعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لولاية تيزي وزو التي نظمت في يوم 2 ماي 2019 جلسة تكريمية للشيخ سليمان بشنون تقديرا وعرفانا بجهوده التعليمية والتربوية التي قدمها أثناء إدارته لـ “مدرسة الشبيبة” الإصلاحية في مدينة تيزي وزو في بدايات الخمسينيات من القرن الماضي. كما اختارته مجلة “التبيان” شخصية عددها السابع (7) واستحضر ذكرياته صحبة الرعيل الأول من جمعية العلماء، وعبر عن مواقفه من أحداث تاريخية وبين آراءه تجاه قضايا راهنة.
تفرغ الشيخ بشنون بعد تقاعده من وزارة التربية للعمل الدعوي والنشاط الثقافي، والكتابة في الصحافة كجريدة “الشعب” وصحيفة “البصائر”، وتأليف الكتب، أذكر منها: “تأملات في السيرة النبوية”، “الأخلاق النبوية مدرسة للتعليم والتربية”، “الجذور الشعبية في الحركة الإصلاحية”، “الثقافة والشخصية الوطنية”، “شخصيات جزائرية في الميزان” ” الأزمة الجزائرية جذورها وأبعادها”، …الخ.
رحم الله الشيخ سليمان بشنون، وأسكنه فسيح جنته، ونسأل الصبر والسلوان لعائلته الكريمة ولأصدقائه وطلبته في القطر الجزائري.

المصدر: البصائر الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى