كلمات في الطريق (542) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

كلمات في الطريق (542)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

  • الحبُّ عجب!

تصوَّرْ مناظرةً علميةً بين اثنينِ تنتظرُ في آخرها انتصارَ الحقِّ على الباطل.

أولهما يبيِّن الحقّ، ويوردُ الأمثلة، ويضعُها أمامَ الآخرِ كمرآةٍ ناصعة،

والآخرُ يجادلُ ويردُّ بأقوالٍ ضعيفةٍ ويترنَّحُ ليسقط..

وشيئًا فشيئًا يقلُّ عناده، ويستمعُ إلى صاحبهِ بأدبٍ واحترام،

ويستوعبُ ما يقوله، ويهدأُ ويفكر..

وأخيرًا يضعُ رأسَهُ بين يديه، ويسكتُ قليلًا، ثم يقولُ بهدوء:

الحقُّ معك. أنت على صوابٍ فيما قلت، وأنا المخطئ،

وأشكرُكَ على هذا البيانِ الجميل، والأدلةِ العلميةِ المقنعة.

لقد نوَّرتَ عقلي، وأنرتَ دربي، وطمأنتَ قلبي.

ثم يقومُ من كرسيِّه، ويصافحُ صاحبَهُ، ويقبِّله، ويتبسَّمُ له.

والقاعةُ تضجُّ بالهتافِ له، والثناءِ عليه، ومحبته..

وقد نسُوا صاحبَهُ الذي غلبَهُ في المناظرة!

إنها الفطرةُ المتأصلةُ والمتجذرةُ في الإنسانِ السويّ،

الذي يحبُّ الحقّ، وينفرُ من الخصومةِ والعناد!

  • قد لا يتضحُ الكلامُ من أولِ نظرٍ فيه،

فقد يكونُ صريحًا وقد يكونُ مؤولًا،

وقد يكونُ عطفًا أو استئنافًا،

وقد تكونُ فيه إشارةٌ وتعريض.

ويُعرَفُ هذا وغيرهُ من فطنةٍ وثقافةٍ وخبرةٍ سابقة،

ومن أسلوبِ قائلهِ وعادتهِ في الكلام.

وهكذا.

  • المسلمُ الراشدُ لا يقولُ إلا كلامًا صادقًا طيبًا.

لا يكذبُ ولا يزوِّرُ على أحد، ولا يَجرح.

ويَفعلُ هذا وغيرَهُ من لم يخفِ الله،

ولم يتربَّ تربيةً إسلامية،

وكان صاحبَ هوًى ومصلحة،

فلا يزنُ كلامَهُ بميزانِ الحقِّ والعدلِ كما يريدهُ الإسلام.

  • يَظنُّ أنه إذا وصلَ إلى الضفةِ الأخرى نجا واستراح،

بعد همٍّ وتعبٍ في الطريقِ وخوفٍ من الغرق،

ويطمعُ أن يكملَ حياةً طيبةً أسهل.

والحذرُ هو الواجب،

والعملُ والتخطيطُ السليمُ هو المطلوب،

أينما وُجِدَ وفي أيِّ ظرفٍ كان.

ويا من ينتظرُ أجلَهُ ليصلَ إلى ضفةِ الآخرة،

ماذا قدَّمتَ لنفسِكَ لترسوَ سفينتُكَ هناك؟

اعملْ قبلَ أن تتفاءل، وقدِّمْ قبلَ أن تَطلب،

وخَفْ وارجُ.

  • الكتبُ السماويةُ الصحيحةُ هي أصلُ العلوم،

وهي التي نشرتِ الثقافةَ بين البشر،

وبيَّنتْ أهميةَ العلم،

وحثَّتْ على التزامِ النهجِ الصحيح،

والاقتداءِ بالأنبياءِ والعلماءِ الأتقياء،

وهي أساسُ كلِّ خيرٍ وفضيلة.

وعندما بُدِّلتْ وحرِّفت، وتُرِكَ العملُ بالصحيحِ منها،

تمكَّنَ الخلافُ بين أهلِ العلم، وانتشرَ الباطلُ بين الناس.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى