متابعات

غارديان: بوريس جونسون يجهل الإسلام والتاريخ

غارديان: بوريس جونسون يجهل الإسلام والتاريخ

يقول الكاتب جيري بروتون إن كتابات بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني السابق والمرشح الأبرز لزعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء تكشف عن مستوى صادم من الجهل بالإسلام والتاريخ.

ويشير بروتون -وهو أستاذ دراسات عصر النهضة بجامعة كوين ماري في لندن- في مقاله بصحيفة ذي غارديان إلى أن الصحيفة أعادت الأسبوع الجاري نشر مقال سبق أن كتبه جونسون عام 2007 اعتبر فيه العالم الإسلامي متخلفا عن الغرب لقرون.

ويرى جونسون أن سبب هذا التخلف يعود إلى المحافظة الدينية القاتلة -على حد تعبيره- وأن مشكلة العالم الإسلامي الحقيقية هي الإسلام، ويضيف أن جميع المناطق المشتعلة في العالم من البوسنة إلى فلسطين إلى العراق ترجع مشكلتها إلى مظالم المسلمين.

ويشبه الكاتب آراء جونسون إزاء الإسلام والمسلمين بآراء رئيس الوزراء الراحل ونستون تشرشل الذي سبق أن قال إن العالم لم يشهد قوة رجعية أقوى من الإسلام.


الكاتب أشار لتأثير آراء جونسون وادعاءاته في تشكيل رأي أنصار حزب المحافظين عن الإسلام (غيتي)
الكاتب أشار لتأثير آراء جونسون وادعاءاته في تشكيل رأي أنصار حزب المحافظين عن الإسلام (غيتي)

جهل بالتاريخ
ولفت الكاتب إلى تأثير آراء جونسون وادعاءاته في تشكيل رأي أنصار حزب المحافظين عن الإسلام، وقال إن استطلاعا حديثا للرأي أظهر أن ما لا يقل عن 56% من أعضاء الحزب يعتقدون أن الإسلام يشكل تهديدا لأسلوب حياة البريطانيين.

ويضيف أن جونسون في آخر هجوم له على الإسلام -من خلال تصريحات له العام الماضي- اعتبر أن العقيدة الإسلامية “غريبة وغير جذابة” وأنه شبّه المسلمات اللائي يرتدين البرقع بلصوص البنوك.

ويشير أيضا إلى أن جونسون ادعى -في مقاله الذي أعادت الصحيفة نشره- أن العلوم والمعارف ازدهرت في القسطنطينية في عهد الإمبراطورية البيزنطية وأنها تراجعت في عهد الحكم العثماني، حيث فشل العثمانيون -حسب رأي جونسون- في تطوير المطابع في المدينة حتى منتصف القرن 19، وهو ما فنده الكاتب واعتبر أنه ينم عن جهل صادم بالتاريخ.

ويقول مقال الصحيفة إن الحكم العثماني انتشل القسطنطينية من التدهور الذي عاشته في ظل الحكم البيزنطي، حيث أعاد العثمانيون بناء المدينة لتصبح مركز إشعاع حضاري عالمي متطور يستقطب العلماء والفنانين من مختلف أصقاع العالم، مضيفا أن أول مطبعة معترف بها رسميا في المدينة كان قد افتتحها العثمانيون عام 1727.

ويقول الكاتب إن جونسون أخطأ أيضا عندما قال إن الفن المعماري لكنيسة سيستن بالفاتيكان لا مثيل له في العالم الإسلامي وإنه يتجاوز القدرات الفنية للمعماريين المسلمين، ويؤكد أن تصميم الكنيسة مستلهم من المساجد العثمانية التي صممها المهندس المعماري العثماني سنان.

واختتم المقال منتقدا انتقائية كتابات وزير الخارجية السابق المرشح الأبرز لزعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء التي تتجاهل الإنجازات العلمية والثقافية الإسلامية بالقرون الوسطى، مؤكدا أنها لا تستند إلى حقائق التاريخ وإنما الخرافة والتحيز ضد الإسلام.

(المصدر: غارديان / الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى