
بيان منتدى العلماء بشأن الإساءة إلى فضيلة الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد تابع منتدى العلماء بأسى بالغ الإساءات والافتراءات التي طالت فضيلة الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي –حفظه الله–، من خلال طعون ظالمة وافتراءات آثمة جاءت في أكثرها من شخصيات تنتسب للعلم الشرعي من بلاد الحرمين، ممن لم نسمع لهم صوتًا في إنكار المنكرات العظيمة التي تجري في ديارهم، حيث يُسب الله علانية من على المسارح، ويعمل بعض المسؤولين في بلادهم على إشاعة الفواحش بين المؤمنين، فضلًا عن صمتهم المطبق عن المجازر التي تطال إخواننا في غزة، فلم نرَ منهم إلا مواقف التخذيل والتخوين؛ وكذا الطعن في أعلام الأمة ورموزها الكبار.
إن فضيلة الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي –حفظه الله– لم يصدر منه إساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما زعم شانئوه، وإنما بُنيت طعونهم على سوء فهم متعمد، وحمل لكلامه على أسوأ المحامل، وإلزامه بما لا يلزم. وكان الأجدر بهم أن يتثبتوا، وأن يسمعوا من الشيخ نفسه ما قاله في ذات القضية بتفصيل أوسع وأوضح، بدلًا من اقتطاع كلامه وتحويره عن مقصده، ومنها ما عرضه حفظه الله في ـ سلسلة تعال نفهم ـ المرئية التي أصدرتها مؤسسة رؤية للفكر، حيث شرح فيها الحِكَم الشرعية المتعلقة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يبيّن طريقة تفصيلية لاختيار الحاكم، أو أن يعهد بها إلى رجل بعينه أو أسرة بعينها، وهو قول علمي مقرّر في كتب أهل السنة والجماعة.
إن ما جرى من إساءة وطعون في الشيخ ما هو إلا تجلٍّ لحقد دفين ومرض في القلوب، دفع أصحابه إلى صب جم حقدهم على الشيخ الكريم والقدح فيه ظلما وعدوانا، في وقتٍ أحوج ما تكون فيه الأمة إلى إبراز صورة العلماء الربانيين الذين لم يبيعوا ضمائرهم للسلاطين المستبدين ولم يسكتوا أيضا عن بيان الحق للأمة، ولم يخونوا العهد الذي أخذه الله على أهل العلم بأن يبينوه للناس ولا يكتمونه.
ونؤكد في هذا البيان أن كلامنا هذا لا يشمل ما أورده بعض العلماء الأفاضل من ردود علمية وبيان وتوضيح لكلام الشيخ، فهذا باب النقاش والاستدراك بين أهل العلم، وهو ميدان رحب يقوم به العلماء الذين هم صمام أمان الأمة وحماة عقيدتها وفكرها، فجزاهم الله خيرًا وبارك في جهودهم، ونفع بهم الإسلام والمسلمين، وأجزل لهم الأجر على نصحهم وبيانهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
صادر عن:
منتدى العلماء
23 سبتمبر 2025