تقارير وإضاءات

NYT: حلفاء أمريكا يدفعون ثمن دعم احتلالها لدول إسلامية

NYT: حلفاء أمريكا يدفعون ثمن دعم احتلالها لدول إسلامية

إعداد بلال ياسين

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا للصحفية مورين داود، تنتقد فيه الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

وقالت: “لقد فعل بايدن الشيء الصحيح بإخراجنا من هناك. لكنه فعل ذلك بشكل سيئ”.

طفل رُفِع على سلك شائك في أحضان أحد جنود مشاة البحرية. الأفغان يتشبثون بأجنحة الطائرة الأمريكية وعجلاتها أثناء إقلاعها، ثم يسقطون على مدرج المطار. وفي وقت لاحق، تم العثور على رفات بشرية على إحدى العجلات. لاعب كرة قدم أفغاني يبلغ من العمر 17 عاما سقط ليلقى حتفه من على طائرة مقلعة، مشاهد انتقدتها الصحيفة.

وأعرب الحلفاء عن شعورهم الغاضب بالخذلان، مع احتدام المشرعين البريطانيين ضد بايدن في البرلمان.

وقال أحدهم إن المسار الأحادي المفاجئ لبايدن كان “يلقي بنا وكل شخص آخر في النار”.

وعلقت الصحيفة بالقول: “لقد كان درسا صعبا آخر في العلاقة مع أمريكا بالنسبة للبريطانيين، الذين مكّنوا جورج بوش الإبن وديك تشيني ودونالد رامسفيلد من تنفيذ احتلالهم غير الشرعي والضعيف للدول الإسلامية”.

وقالت: “ليس لدى الأمريكيين البنية اللازمة لاحتلال البلدان الإقطاعية تحت أشعة الشمس الحارقة في آخر العالم. حتى البريطانيين اضطروا إلى مواجهة حماقة ذلك منذ زمن بعيد، لا سيما في عام 1842 عندما قُتل حوالي 17000 جندي بريطاني وهندي وزوجاتهم وخدمهم أثناء محاولتهم التراجع عبر الجبال المكسوة بالثلوج إلى جلال آباد”.

وكانت الفكرة القائلة بأننا سنحول العراق وأفغانستان إلى نماذج مصغرة من ديمقراطية جيفرسون دائما سوء تقدير متعجرف، مدفوعا بالغطرسة الرجولية، وليس الأمن القومي، بحسب الصحيفة.

وتابعت: “فإذا قضينا قرنا من الزمان – نقوم بتنصيب الدمى الفاسدة والسارقة، والاستماع إلى الجنرالات يكذبون حول تجاوز المنعطف، والاندفاع، وإهدار التريليونات – لا يمكننا فعل ذلك”.

وتساءلت الصحيفة: “كيف لنا أن نترك عشرات الآلاف من الأفغان الذين ساعدونا ووثقوا بنا تحت رحمة طالبان الرقيقة؟”.

وبدا لويد أوستن، وزير الدفاع، مرتبكا عندما ضغطت عليه هيلين كوبر من نيويورك تايمز بشأن سبب عدم وجود خطة جيدة لإنقاذ الأفغان الذين يحاولون الوصول إلى المطار.

وسألته كوبر: “هل يعتمد أعظم جيش على وجه الأرض الآن على الدبلوماسية مع طالبان، لإنقاذ الأشخاص الذين خاطروا بحياتهم لمساعدتنا؟”.

وعلقت الصحيفة بأنه “يبدو أن أوستن والجنرال ميلي فشلا تماما. ولم يلهما الثقة في المؤتمر الصحفي الذي تم بثه حتى مع فرار بعض الأفغان في الجيش من بلادهم على متن طائرات أمريكية واستيلاء طالبان على بنادق وطائرات هليكوبتر وشاحنات أمريكية”.

وكان بإمكان دونالد ترامب جعل المرور الآمن والمنظم جزءا من صفقته عندما تفاوض بشأن “اتفاقية الاستسلام” لعام 2020، كما وصفها مستشار الأمن القومي السابق إتش آر ماكماستر في مقابلة مع باري ويس.

وقالت: “نعلم جميعا أن ترامب صانع صفقات سيئ. كان بإمكان بايدن أن يخبر طالبان بأنه لا يلتزم بصفقة ترامب المعيبة القاتلة، وأن يعيد التفاوض بشأنها لتجنب هذه الفوضى المعيبة”.

لكن ترامب وبايدن تعجلا الخروج، واندمجت أخطاؤهما في الروتين الخانق، بحسب الصحيفة.

وأضافت: “تباطأت وزارة الخارجية لشهور في الحصول على تأشيرات للحلفاء الأفغان، وعندما استولت طالبان على المدن والبلدات وعواصم المقاطعات، أهملت التخطيط للطوارئ لإجلاء محتمل”.

ومع ذلك، من المثير للغضب مشاهدة العديد من الحمقى يتأنقون على محطات التلفاز -مراسلين وجنرالات وثرثارين- نفس الأشخاص الذين أوقعنا تشجيعهم في الغرق في 20 عاما من الرمال المتحركة في العراق وأفغانستان، وفق الصحيفة.

وقالت: “لم نكن نعلم أن أحداث 11 أيلول/ سبتمبر قادمة، على الرغم من أنه كان ينبغي لنا أن نعلم. لم نكن نعلم أن يوم 6 كانون الثاني/ يناير قادم، رغم أنه كان يجب علينا أن نعلم. لم نكن نعرف أن حكومة أفغانستان التي دعمناها لمدة عقدين ستنهار في ثانيتين، على الرغم من أنه كان ينبغي أن نعلم.
فما الذي لا نعلمه أيضا؟”.

المصدر: عربي21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى