أخبار ومتابعات

هيئات وروابط علمائية تعقد مؤتمرا للرد على الدعاية الصينية المضللة في تركستان الشرقية

هيئات وروابط علمائية تعقد مؤتمرا للرد على الدعاية الصينية المضللة في تركستان الشرقية

عقد اتحاد علماء تركستان الشرقية بمشاركة عدد من الهيئات والروابط العلمائية الإسلامية ومفكرين وسياسيين مؤتمراً صحفياً اليوم الأحد في إسطنبول، للرد على الدعاية الصينية المضللة حول قضية مسلمي تركستان الشرقية.

ويأتي هذا المؤتمر بعد زيارة وفد من “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة” ومقره الإمارات، مؤخرا إلى تركستان الشرقية “شينجيانج” بحسب تسمية بكين، وبدعوة من السلطات الصينية، للترويج للجرائم الصينية بحق مسلمي تركستان الشرقية باعتبارها مكافحة للإرهاب المزعوم، وهو الدعاية المكذوبة والتي تبناها وفد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة والذي يتكون من شيوخ من 14 دولة عربية وإسلامية زاعمين أن الصين والدول العربية شركاء في مكافحة التطرف والإرهاب.

مع الصين ضد المسلمين

وخلال افتتاح مؤتمر اليوم، قال وكيل اتحاد علماء تركستان الشيخ محمود محمد: “إن هذه الزيارة التي قام بها قبل أيام وفد المجلي العالمي للمجتمعات المسلمة، أثرت على الشعب التركستاني المسلم تأثيرا سلبيا كبيرا، إذ استغلها الإعلام الصيني بالترويج أن الدول الإسلامية وعلماءها تشارك الصين وتدعمها في حربها على الإهاب المزعوم في تركستان الشرقية، ويمدحون سياسات بكين في تركستان التي يزعم أنها لمكافحة التطرف والإرهاب وبالتالي فالدول العربية والإسلامية شركاء للصين في الحرب على الإرهاب،

وأضاف وكيل اتحاد علماء تركستان أن مواقف السياسيين والأنظمة يمكن أن يتم فهمها في إطار السياسة ومراعاة مصالح الدول السياسية والاقتصادية وعلاقاتها مع الصين، لكن العمائم وأصحاب اللحى ومن يوصفون بالمشايخ مواقفهم يجب أن تختلف عن السياسيين، لكن هؤلاء الشيوخ الذين قاموا بالزيارة لم يختلفوا عن السياسيين وإنما تجاوزوهم في التزلف للصين ومدح جرائمها بحجة أنها تكافح الإرهاب، وأكد أن علماء الأمة الحقيقيين يعبرون عن نبض الأمة وشعوبها ويقفون صفا واحدا للدفاع عن قضايا الأمة منصفون في نطرة المظلوم.

أمة مشتتة

وفي كلمته قال الدكتور ياسين أقطاي المفكر السياسي التركي: إن العالم الإسلامي للأسف مشتت وممزق يفتقد الوحدة وبالتالي الحماية المطلوبة، وأعرب عن أسفه إزاء زيارة وفد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة إلى تركستان الشرقية ومساندة الموقف الصيني في انتهاكاته ضد مسلمي تركستان والترويج للسياسات الصينية وتجميلها بحجة مكافحة الإرهاب، رغم ما ترتكبه الصين من ظلم وانتهاكات بحق المسلمين هناك.

وأضاف أقطاي أن المسلمين يتعرضون للاضطهاد في أغلب المناطق، وهو ما يوجب على كل أطراف الأمة أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تتوحد الأمة لحماية أبنائها والدفاع عنهم، وأكد على دور العلماء والمثقفين والمفكرين والمؤثرين في مساندة قضايا الأمة باعتبارهم جزء من هذه الأمة.

براءة من الخطيئة

أما الشيخ محمد الصغير الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام فقال في كلمته خلال المؤتمر: نعلن هذه البراءة ألا نكون من الشركاء في الخطيئة، في إشارة للزيارة وتجميل الدعاية الصينية، واستشهد بالحديث الشريف الذي رواه “العرس بن عميرة” فيما أخرجه أبو داوود، أن الرسول الكريم قال: “إذا عُمِلتِ الخطيئةُ في الأرضِ؛ كان من شهِدَها فكرِهَها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيَها كان كمن شهِدَها”.

وأضاف الشيخ الصغير أن هؤلاء الشيوخ الذين زاروا تركستان الشرقية بدعوة من الصين فهم بهذه المواقف كانوا يدا مع الظالم ضد مسلمي تركستان، وللأسف هم يؤدون وظيفة يقومون بها في بلادنا من عون للاستبداد وسكرتارية لهم، وهم عمائم تسبح بحمد الظلمة وتعميق جراح المظلومين، واعتبر أن هؤلاء ليسوا عمائم أزهرية وإنما عمائم عسكرية، يعتبرون الصين بلدا شقيقا يعاونوه ويجملون جرائمه ضد المسلمين.

عملاء لا علماء

بينما اعتبر الدكتور “نواف تكروري” رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج، أن الوفد الذي زار تركستان الشرقية وبارك الجرائم الصينية وتبنى دعاياتها ليس وفد علماء كما يزعمون، فلابد من تبديل الحروف لتصحيح الأمر فهؤلاء وفد عملاء من أعداء الدين على قاعدة فرعون عندما قال ” ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يُظهر في الأرض الفساد”.

وقال: إن هؤلاء الإرهابيون الحقيقيون لا يحاربون الإرهاب كما يزعمون، بل يحاربون الحق والعدل أينما وُجد، وأشار إلى أن كل عالم صادق وكل مفكر وكل مسلم بسيط لا يبرأ من هذه الجرائم التي يُصدر إليها من تعمموا بالظلم والسوء وخدمة الظالمين، هو شريك في الظلم وموافق على الاعتداء على مسلمي تركستان الشرقية.

واختتم قائلا: سنبقى في مسيرتنا مع الله سبحانه ومع كل مظلوم ولو لم يكن مسلما، وضد كل ظالم ولو ادعى الإسلام، فنحن مع المظلوم وضد الظالم أيا كان المظلوم وأيا كان الظالم، بينما هؤلاء الشيوخ يقفون مع الظالم ضد الضحية، مع من يملك أنواع الأسلحة العسكرية ضد المرأة المسلمة الضعيفة، ضد حجابها وعفتها، ضد الأطفال، ضد الشعب المسلم في تركستان الشرقية.

نص بيان العلماء والمنظمات ضد الدعاية الصينية المضللة

وفيما يلي نص البيان الذي ألقاه العلماء والهيئات والروابط العلمائية والمفكرون في ختام المؤتمر، وتلاه هداية الله أوغوز خان، رئيس الاتحاد العالمي لمنظمات تركستان الشرقية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله وبعد،

نحن الهيئات العلمائية والمنظمات المشاركة ندين ونشجب بأشد العبارات زيارة وفد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة إلى تركستان الشرقية، تلك الزيارة التي لا تعدو أن تكون تجميلا لوجه الصين القبيح على حساب معاناة المسلمين في تركستان الشرقية، وهو ما تؤيده تصريحات المسئولين بالمجلس التي تشيد بالإنجازات الصينية في مجال مكافحة “الإرهاب” و”التطرف”  وضرورة صهر القوميات المختلفة في بوتقة واحدة، في تجاهل غريب للحقائق التي تؤكد عكس ذلك و تؤيدها الأدلة والتقارير الصادرة عن مختلف المحافل والمنظمات الدولية حول الوضع الإنساني المؤسف في تركستان الشرقية، والممارسات الصينية التي ترقى لكونها الإبادة الجماعية تمارس بصورة ممنهجة ومستمرة ضد المسلمين في تركستان.

وإزاء هذه التصريحات نؤكد على ما يلي:

إن مأساة تركستان الشرقية مستمرة، والملايين مازالوا في معسكرات الاعتقال الصينية، والمساجد هدمت وبعضها حولت إلى مراقص ومقاهي، والمصاحف حرقت، وكل مظهر من مظاهر الإسلام أصبحت محظورة، لا نساء بالحجاب الشرعي، لا صلاة الجنازة على الأموات، ولا عقد نكاح شرعي بين الأزواج، ومع هذا النزيف يشتد الحرب الشعواء لمحو الهوية الإسلامية لشعب تركستان الشرقية، فالهدف هو تصيينهم وسلخهم عن عقيدتهم وثقافتهم.

ندين زيارة وفد تلك المنظمة إلي تركستان الشرقية التي تحتلها الصين وتسميها “شينجيانغ”، والتي جاءت استجابة لدعوة من النظام الصيني لتجميل وجهه القبيح.

نؤكد على أن هذا المجلس لا يمثل علماء المسلمين، ولا يتحدث باسمهم، حيث أن رأي علماء المسلمين واضح تجاه قضية المسلمين في تركستان الشرقية.

ندعو إلى إجراء زيارات مستقلة من وفود العلماء والساسة والكتاب والصحفيين لتركستان الشرقية، وذلك لتفقد أحوال المسلمين، وزيارة المعسكرات والسجون التي تسمى مراكز التأهيل، والقيام بجولات ميدانية حرة والتواصل مباشرة مع أهل البلد، وكذلك إجراء مقابلات مع الجالية الأويغورية في المهجر، للوقوف على الأوضاع الحقيقية للمسلمين في تركستان الشرقية.

ندعو أي وفد يزور المنطقة إلى عدم التورط في حسابات سياسية تجعله يغض الطرف عن معاناة أهل تركستان الشرقية والمظالم التي يعيشونها، لأن الإدلاء بتصريحات تجمل وجه الصين القبيح، وتبرر الجرائم الصينية بحق شعب الأويغور مشاركة في الجريمة, وذلك لا يليق بإنسان حر فضلا عن كونه بعالم مسلم.

نحن الموقعين على هذا البيان نذكر المسلمين جميعا بأن الصين تمارس الخداع والكذب وإخفاء الحقائق لإقناع العالم الإسلامي بترتيب مثل تلك الزيارات وعلى العالم الإسلامي أن لا ينخدع بأكاذيب الحزب الشيوعي وعليه بذل جهود حقيقية للوقوف على الحقائق ومساعدة المسلمين الذين يتعرضون لإبادة جماعية، وفق أدلة ثابتة وتقارير وثقتها منظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات الحقوقية.

ندعو الهيئات العلمائية والمنظمات إلى استنكار إخضاع الإسلام للمبادئ الشيوعيه الصينية ومحاولة القضاء على الهوية الاسلامية للشعب التركستاني، والاعتراف بأن أرض تركستان الشرقية أرض محتلة من قبل الصين الشيوعية، وعلى أصحاب الضمائر الحية العمل الجاد للمساهمة في حل هذه القضية المعقدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى