كتب وبحوث

هندوتفا: منظماتها وأفكارها الرئيسية وعلاقاتها مع المسلمين “دراسة وتأصيل”

هندوتفا: منظماتها وأفكارها الرئيسية وعلاقاتها مع المسلمين “دراسة وتأصيل”

 

إعداد أ. برهان أحمد الصديقي [email protected] (خاص بالمنتدى)

 

الهند أرض تضم ثقافات عديدة، وديانات كثيرة وأشخاصا ذوي هويات متعددة وألسنة مختلفة وولاءات متنوعة، يجتمع كلها في دولة واحدة ذات دستور واحد، يحدد لهم واجبات ومتطلبات، ويوضح لهم الحقوق ولا يحق لأحد أن يحرمهم من تلك الحقوق المكتسبة أو يجبرهم على التخلي عنها. فهذه هي الفِكرة التي أسست عليها البلاد يومَ استقلالها وحين تدوين دستورها في قيادة حزب “المؤتمر الوطني الهندي” وهو حزب علماني يعتبر برنامجه الاجتماعي الديمقراطي وكان أول رئيس الوزراء للهند حازما على “الوطنية الاقتصادية” رافضا “للوطنية ذات لغة خاصة وديانة محددة وثقافة متعينة”[1] فالتزم معظم المسلمين حزب “المؤتمر الوطني الهندي” باحثين عن “وطنية متكاملة”. فهل بلغ بحثهم إلى مطمعه؟ أو لاحقتهم كبوة سياسية في الطريق؟ وهل استمر حزب “المؤتمر الوطني الهندي” رحلته السياسية ملتزما أيدولوجيته الديمقراطية؟ هذه هي الأسئلة التي لايزال يناقش فيها المثقفون. وعلى المسلم أن يبحث أجوبة لهذه الأسئلة المطروحة في المجتمع وفي حياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

وفي جانب آخر، حركة “آر ايس ايس” ورئيسها غولوالكر كان من المدافعين المتحمسين عن “القومية الثقافية”[2] كما وصف غولوالكر” الهند هي أرض الهندوس وهي الأرض الثابتة للأمة الهندوسية وحدها لتزدهر عليها”[3] فكان رجالها وأتباعها مؤيدين لبناء الهند مصبوغة في صِبغة الديانة الهندوسية غير الجمهورية ومعها كانوا حاملين فكرة التمييز الشديد بين الشعب الهندوس على أنسابهم

فلم يرحّب بها كبار القادة وطردوها ورفضوا قبولها وتسليمها وإن بذلت الهندوتفا جهودها الشاملة.

ولو فشلت الهندوتفا وأعوانها في بناء البلاد على مشروعها في إبان الاستقلال ولكن اليوم وصلت إلى مسند الحكومة وانتشرت أفكارها وأتباعها في جميع أنحاء البلاد وخارجها حتى لا يكفي اليوم تناقضها السياسية فحسبُ بل يجب مقاومتها الفكرية معاً. لأن “الإنسان يعيش طوال حياته مطاردًا من أفكاره وهواجسه، ولا أحد يستطيع أن يهرب، فكلّما هربت من شيء ظهر لك شيء آخر لتهرب منه”[4]. فيتبع الإنسان خطوات أفكاره حتى يبلغ حيث يأخذه فكره ولو لم يشعر.

فإذا أردنا أن نتعرف على أسرار انتصار الهندوتفا ومنهجها التنفيذي بين الشعب فلا بُد من النظر في أيدولوجياتها وكتابات قادتها والتأمل فيها وتحليلها.

 

الفرق بين الهندوس والهندوتفا:

“الهندوسية” هي ديانة يتبعها غالبية الهنود، والهندوتفا(Hindutva)  هي أيديلوجية[5] للتعبئة السياسية بين أغلبية سكان البلاد.[6] وتقود الهندوتفا منظمات مختلفة بوظائف عديدة لتحقيق أهدافها ولجعل أيديولوجياتها فعالةً وشائعةً بين الناس ومنها منظمة المتطوعين القومية الهندوسية “راشتريا سوايامسيفاك سانغ (RSS)، وحزب فيشفا هندو باريشاد (VHP)، وحزب بهاراتيا جاناتا (BJP)” ومنظمات أخرى كما تُسمّى مجموعتها “عائلة السانغ” (Sangh Parivar).[7].[8] و” إن مصطلح الهندوتفا اخترعه وي دي ساوركر في هذا المعني في عام ١٩٢٣واختاره حزب “بهاراتيا جاناتا(BJP) كأيدولوجيا له في عام ١٩٨٩. وكان معظم كبار السياسيين الهندوس قد رفضوها إبان الاستقلال. وما زال يعارضها وينتقدها عدد كبير من المثقفين الهندوس لأن جميع الهندوس لا يؤيدون هذه الأيديولوجيات ولا يرغبون في أن يكونوا من أنصارها.

 

أبرز أصحاب نظرية الهندوتفا:

من أبرز أصحاب نظرية الهندوتفا هم ثلاثة أشخاص:

  1. ونايك دامودر ساوركر (المتوفي: عام ١٩٦٦):

هو أول من اخترع فِكرة الهندوتفا ووضّح أفكاره في كتابه “[9]Essentials of Hindutva في عام ١٩٢٣ ووصف فيه مواصفات لشخص هندوسي من الناحية العِرقية والثقافية والسياسية وأعاد نشره الجديد في عام ١٩٢٨ تحت عنوان Hindutva: Who is a Hindu?[10] فيعتبر هذا الكتاب النص التأسيسي للعقيدة القومية الهندوسية.

وله كتاب آخر باسم“Six Glorious Epochs of Indian History”[11]  يفضل هذا الكتاب وجهة النظر لدارسة تاريخ الهند مختلفا عن المؤرخين الذين يركزون على فهم المجتمع الهندي من حيث استمراريته وخصائصه المشتركة بل نجد عند ساوركر وعند مؤرخي الهندوتفا كأن الماضي، يتعلق فقط بالتاريخ الهندوسي في الفترة المبكرة وواجه الهندوس إيذاء في ظل الحكم الاستبدادي للمسلم.[12]  لا شك فيه بأنه ومن يتبعه يتجاهل عن حقيقة ” بأن الثقافة الهندوسية ازدهرت جنبًا إلى جنب مع الثقافات الأخرى في حكم المسلمين بعيدًا عن أن تكون ضحية[13]. فاعترف ها المحلل السياسي الشهير بيبن جندرا قائلا: ” حكم المسلمين لم يقوّض سلامة الثقافة الهندوسية قط”.[14]

  1. مادهوراو غولوالكر (المتوفي: عام ١٩٧٣):

قاد غولوالكر حركة “آر ايس ايس” لمدة ثلاثة عقود (١٩٤٠-١٩٧٣) كرئيسها وهو الذي يمثّل أيديولوجيات هندوتفا على أساس الفلسفة الهندوسية القديمة والأفكار الروحية الدينية التي جعلت كتاباته شائعة ومقبولة بين الشعب الهندوسي [15]ومهدت الطريق أمام الهندوتفا أن تثبت أقدامها في المجتمع الهندي.

وأكد في كتبه بأن ساوركر هو أول منظرٍ للقومية الهندوسية ولا سيما في كتابه عام ١٩٣٩”We or Our Nationhood Defined[16] وفي مختارات كتاباته وخطبه Bunch of Thoughts[17]

لقد أوضح في كتاباته أن الهند كانت الأرض المقدسة للهندوس. يكتب: “الهند هي أرض الأمة الهندوسية وحدها تزدهر فيها[18].

  1. دين ديال ابادهيائ (المتوفي عام ١٩٦٨):

هو صاحب نظرية حزب بهارتيا جاناتا (BJP) ومن مؤسسه البارز. حزب بهارتيا جاناتا يمثل هندوتفا سياسيا ويشارك في الانتخابات.

لقد وضّح وجهات نظره عن حزبه في محاضراته الأربع التي ألقاها في مومباي عام ١٩٦٥ وأعطاه عنوان “فكرة إنسانية متكاملة”[19]. فتقبلها حزب بهاراتيا جاناتا كفكرته السياسية وأضافها في دستوره[20] ويجب على جميع أعضاءه أن يقررها.

 

أفكار الهندوتفا الأساسية:

ولو يزعم زعماءهم ومفكروهم بأن فكرتهم ترّحب بعقائد مختلفة وأفكار متنوعة في رحابها وتتعايش مع غيرها من عقائد ومناهج في الأمن والسِلم ولكن سياساتهم اليومية ترفض ادعاءاتهم تماما فنحاسب أفكارهم الأساسية حتى نطلع على حقائقها لكيلا يكذب علينا كاذب ولا يبالغ أمامنا قادح.

 

وقفات عند أفكار الهندوتفا الأساسية:

 

وحدة الوجود:

هذه نظرية قديمة أصله من كتب الهندوس المقدسة، وليست من نظرية روحانية فحسبُ بل تؤثر على المجتمع، والثقافة، والسياسة والقانون. كما يُقال في باب هذه النظرية-وحدة الوجود- بأن أصل الكون واحدٌ وهو “برهما” اسم إلههم الأعظم، فروح الإنسان مكتسب منه وجميع أعضاء الكون من أجزاء وجوده.

في مقابلة مع الصحفي المسلم جيلاني ردّ غولوالكر رئيس آر ايس ايس قائلا: ” هذه فكرة ليست للهندوس ولا للمسلم بل للجميع وهي بأن الوجود واحد، وهو الحق وهو الخالق وهو الرب وهو قادر على تدمير كل شيء، وجميع الأفكار التي توجد بيننا في الإله هي تصل إلى هذا الوجود الواحد وأصله الأساسي يوحّدنا جميعا ولا يحصر نفسه لدين واحد فإن الدين منهج للعبادة”. [21]

مفكرون من الهندوتفا يركضون إلى هذه الفِكرة لكي يوحّدوا أديانا مختلفة وفِرقا متنوعة من الهندوس ويجمعوهم تحت لواءهم وهم يدركون حق الإدراك بأن المسلم لا يثق بهذه العقيدة في أي حال ومن الأحوال لأنها مناقضة للعقائد الإسلامية تماما فيستخدمونها ضد المسلمين وينتقدون الأديان السامية-النصارى والاسلام- في ظل هذه الفكرة. ويستغلونها لتحقيق أهدافهم السياسية بين الأغلبية.

 

القومية:

جميع مثقفي الهندوتفا يؤمن في القومية المتشددة. والقومية هي فكرة أوروبية حديثة تشتمل على الشعب والعِرق والسيادة الوطنية والدولة وما إلى ذلك. فاختارت الهندوتفا فكرتها القومية مع إضافة الفلسفة القديمة الهندوسية من كتبهم الدينية-الويدا-.[22]

ويُعتبر “ساوركر” أول مفكر الهندوتفا من وضّح فكرة القومية المركبة بالفلسفة الدينية القديمة مع الفلسفة الغربية الحديثة. اسم الهندو لديه اسم لقوم يرتبط رجاله مع الآخر في وحدة الثقافة، وشراك العرقية، ووحدة الجغرافيا معاً. ومن اعتنق الإسلام أو النصرانية فهو يعدهم من قوم مختلف غير قومهم.[23]

الهند الأم:

في نصوص الديانات الهندوسية القديمة لا يوجد إله “بهارات ماتا” (الهند الأم) ولم يكن لها صنم، ولم يوجد بهذا الاسم صنم يُعبد في تاريخها القديم. والذي خلق هذا الصنم هو الروائي “بانيكم” ورفع الوطنية إلى منزلة الدين في روايته الشهيرة “أناندامات”[24]. وبدأت عبادة الخريطة الهندية مع صورة إله “كالي ديوي”. وتمت تسميتها ب “بهارت ماتا” يعني “الهند الأم”. فعندما يهتفون باسمها فلا يهتفون البلاد بل ذلك الصنم المختلق. [25] والأمر الآخر الذي يجدر الانتباه إليه هو أن الهندوتفا “الهند الأم” هي شعار رمزي ل “دولة هندوسية.”[26]

ولذا يرفض المسلمون هتافها حتى يجبرهم أحد وتنتقدهم الهندوتفا على رفضهم وتطعنهم في محبتهم للوطن وتقدّم هذا الشعار أمام الجميع كعلامة الحب للوطن فقال الكاتب الهندوسي الشهير بروهت ناقدا عليهم: “عندما يخبرنا النشطاء من حزب بهاراتيا جاناتا أنه من المناهض القومية “فلا تهتم بهم، لأنهم لا يحملون الولاء للقومية الهندية بل للقومية الهندوسية وللهندوتفا”[27].

 

من هو قوم هندي عند الهندوتفا:

“من هو هندي” ؟  اختلف ساوركر في ردّ هذا السؤال من المثقفين الهنود وباحثيهم وكتب كتابات مختلفة فيه. لديه “كلمة هندو” ليس لمتبع ديانة خاصة بل من يمتلك ثلاث مواصفات-أولها من وُلد في الهند ووُلد في الجِنس الهندي ومن يعتنق ثقافة هندية- فهو “هندو” لديه.[28] فإن المسلم الهندي يمتلك الإثنين منها ولكن المشكلة في الثالثة فإن الثقافة لها تعريفات عديدة، فإذ قلنا الثقافة هو سلوك اجتماعي من اللغة، والملابس والمأكولات والفن والموسيقي وغيرها فيشارك المسلم مع الآخر من مواطن الهند ولكن يضاعف ساوركر فيها رسومات قديمة وأعياد هندوسية فيخرج المسلم هنا من تعريفه للثقافة.

فجاء غولوالكر مشيرا بحل هذه المشكلة فقال: “على المسلمين والمسيحيين أن يندمجوا في الهندوس. ولهم حرية الاحتفاظ بمعتقداتهم وممارساتهم الدينية ولكن يجب عليهم أن يجتنبوا من الثقافة الغريبة والمشاعر الداخلية مع أماكن أجنبية تقع خارج الهند، وذلك يعني أن عليهم أن يصبحوا وفقاً للمواصفات المذكورة لكون قوم هندي”.[29]

لا شك فيه بأن كلماته تخالف الحقوق الأساسية التي يكفلها الدستور الهندي والحرية التي يودّ جميع البشر أن يتمتع بها بكرامة كاملة. فلم يجد رئيس حركة آر ايس ايس الحالي موهن بهاغوت حيلة إلا أن يزين فكرة رئيسهم السابق ببلاغة أدبية وكلمات جميلة فقال: بعيدًا عن الدين، والثقافة، كل واحد من يحترم تراث الهند وثقافتها هو هندوسي. وتحسب حركة آر ايس ايس جميع مواطن الهند، “الهندوس” ونحن نرغب في بناء دولة موحّدة من هذا القبيل.[30]

يمكن لأتباعه أن يرددها ويزيّن بها أحاديثهم لكن لا تجدي نفعا مادام تغذية العداوة والبغضاء للأقليات وخاصة للمسلمين متوفرة في أفكارهم الأساسية التي تخالف المسلمين في حياتهم اليومية وتنصحهم لترك شخصيتهم الخاصة وتُبعدهم من شعاراتهم aالدينية وتحرّمهم من محبة بطولاتهم التاريخية وتطلب منهم إغماض أعينهم من بعض الإرشادات النبوية والتعليمات القرآنية التي تجللّها المجد وتكسوها الشموخ وتشجّهم على مشاركة في العبادات الهندوسية والرسومات القديمة باسم القومية والوطنية وتبني حولهم جدار الخوف واليأس. فماذا يبقي للمسلم إلا الحياة واتباعهم عمياء؟ حياة لا إشراق فيها ولا جمال!

______________________________________________________________

[1] Irfan Habib, Indian Nationalism: The Essential Writings, p. 2

[2] Shashi Tharoor, The Battle of Belongings, p.170

[3] M.S Golwalkar, We or Our Nationhood Defined, Nagpur: 1945

[4] ابراهيم المحلاوي، دراغونوف، الوغد المجهول

[5] A.G Noorani (2006) “The Supreme Court on Hindutva1”. The Supreme Court on Hindutva. Oxford University             Press. P 76-83

[6] Romila Thapar, Reflections on Nationalism and History: On Nationalism, p.35.36

[7] The Hindutva Road, Frontline, 4 December 2004

[8] V. Krishna Ananth (2011). India Since Independence: Making Sense of Indian Politics, p.324

[9] V.D Savarkar, Essentials of Hindutva, Bombay: Veer Savarkar Prakashan, 1923,(first edition)

[10] V.D Savarkar, Hindutva: Who is a Hindu? Veer Savarkar prakashan, Bombay

[11] V.D Savarkar (1971) Six Glorious Epochs of Indian History (Tr. Ed. S.T Godbole), Associate Publishers, New Delhi

[12] Romila Thapar, On Nationalism, p. 12

[13] Romila Thapar, Reflections on Nationalism and History: On Nationalism, p13

[14] Irfan Habib, Indian Nationalism the essential writings, p.15

[15] سيد سعادت الله حسيني، هندوتوا كي فكري اساسيات, ماه نامه زندگی نو، جولائ 2021 صفحه 7

[16] M.S Golwalkar, We or Our Nationhood Defined, Nagpur

[17] M.S Golwalkar, Bunch of Thoughts, Sahitya Sindhu Prakashan, Bangalore

[18] M.S Golwalkar, We or Our Nationhood Defined, Nagpur: 1945

[19] Thomas Blom Hansen (1999) The Saffron Wave: Democracy and Hindu nationalism in modern India

[20] Constitution of Bhartiya Janta Party, https:/www.bjp.org/en/constitution, retrieved on 12-6-2021

[21] Rakesh Sinha, Sri Guruji and Indian Muslims, page 11 PDF available at http://www.archivesofrss.org/Encyc/2014/1/21/23-07-02-19-Muslim.pdf retrieved on 12-06-2021

[22] سيد سعادت الله حسيني، هندوتوا كي فكري اساسيات, ماه نامه زندگی نو، جولائ 2021 صفحه12

[23] V.D Savarkar, (1963), Hindu Rashtra Darshan Vol2, Maharashtra Prantic Hindu Sabha, Pune p.52

[24] Bankim Chandra Chattopadhyay, Anandamath 1882

[25] برهان أحمد، الأقليات الهندية بين الوطنية الزائفة والشعارات الفارغة، مجلة المجتمع الثلاثاء 28 سبتمبر 2021

[26] Chetan Bhatt, Hindu Nationalism: Origins, Ideologies and Modern Myths, Goldsmith College, University of London

[27] B.R Purohit, Hindu Revivalism and Indian Nationalism

[28] V.D Savarkar, Hindutva: Who is a Hindu? Veer Savarkar prakashan, Bombay, p.117

[29] M.S Golwalkar, Bunch of Thoughts, Sahitya Sindhu Prakashan, Bangalore

[30] RSS regards 130 crore population of India as Hindu society: Mohan Bhagwat in Hindustan Times, Delhi, December 25, 2019

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى