تقارير وإضاءات

مسلمو أوغندا.. من أغلبية حاكمة إلى أقلية مُهمَلة

مسلمو أوغندا.. من أغلبية حاكمة إلى أقلية مُهمَلة

إعداد أشرف عيد

أوغندا، أو “لؤلؤة أفريقيا” كما كانت تعرف، دولة غير ساحلية في شرق أفريقيا، تحدها من الشرق كينيا، ومن الشمال جنوب السودان، ومن الغرب الكونغو، ومن الجنوب رواندا وتنزانيا، وهي من دول حوض النيل، وتشترك مع كينيا وتنزانيا في بحيرة فيكتوريا، ويبلغ عدد سكانها نحو 45 مليون نسمة عام 2020م، وعدد المسلمين بها يقدر بـ14 مليون نسمة بنسبة 30% تقريباً من السكان، واللغة الرسمية هي الإنجليزية والسواحلية ولغات أخرى محلية، وعاصمتها كمبالا.

تشتهر أوغندا بالانقلابات على الحكم منذ أن استقلت عن بريطانيا عام 1962م، فلم يكد يتولى رئيس حكم البلاد حتى يتم الانقلاب عليه.

المسلمون.. بين الماضي والحاضر

كان المسلمون يمثلون أغلبية بأوغندا منذ عهد الملك “سونا”، ثم فترة ابنه “موتيسا الأول” (1862– 1875م) الذي أسلم وعمل على نشر اللغة العربية في أقاليم أوغندا؛ فوصل التعليم الإسلامي أوج قمته في عهده، وأعلن الإسلام ديناً رسمياً للمملكة، وانتشرت الكتاتيب حتى غدا المسلمون أغلبية.

وفي أوائل القرن العشرين بعهد الاحتلال الإنجليزي للبلاد، قامت حملة تنصيرية شرسة ضد المسلمين؛ فتم طمس الهوية الإسلامية، وإجبار المسلمين على تغيير أسمائهم، والالتحاق بمدارس الإرساليات الكنسية، وحظر التعليم الإسلامي، وأسرعت الإرساليات التنصيرية في عملها، وخلت إدارة الدولة من المسلمين تماماً، حتى غدا مسلمو أوغندا اليوم أقلية.

ويتركز معظم مسلمي أوغندا في المدن، بينما يقل عددهم في القرى؛ حيث يمارسون الزراعة والتجارة لكنهم يعانون الفقر.

وينتشر المسلمون- حالياً- في منطقة بوغوِيري (Bugweri) الشرقية، التي تعدُّ الآن أكثر مناطق أوغندا إسلاماً (70%)، ويرجع إسلامها إلى إسلام زعيمها القبلي “مينْهيا” (Menhya)، ومن أكثر المناطق ذات الحضور الإسلامي أيضاً منطقة أريا (Arua) في الشمال الغربي، وبوساغا (Busaga) في الشرق، وأنكولي (Ankole) في الغرب، وفي العاصمة كمبالا.

التعليم الإسلامي

لا توجد تقارير حديثة ترصد سيرورة التعليم الإسلامي بأوغندا وتطوُّره وتقدم إحصائية دقيقة بمؤسسات التعليم، لكن واقع التعليم هناك يشهد ركوداً واضحاً عمَّا كان عليه في الماضي، فأحدث التقارير ترجع إلى عام 2007م، وهي تشير إلى أن تعداد تلك المدارس 3500 مدرسة ابتدائية، و200 مدرسة ثانوية، بالإضافة إلى 4 معاهد لتدريب المعلمين؛ حيث قام الجيل الأول من المثقفين المسلمين الذين درسوا في مدارس الإرساليات المسيحية بمقاومة المشروع التنصيري؛ فأسسوا جمعية مسلمي أوغندا للتعليم عام 1944م (UMEA)، وهي حجر الزاوية لحركة التعليم الإسلامي بأوغندا الحديثة؛ حيث قامت هذه الجمعية بمهامّ متعددة، مثل تحديث المناهج، ووضع المقررات، والإشراف على المدارس الحديثة، ويضم المجلس الإسلامي الأعلى بأوغندا الذي تأسس عام 1972م قسماً كاملاً لشؤون تعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية بشكل واسع.

وأنشئت جامعة إسلامية وحيدة بأوغندا عام 1988م بدعم من منظمة المؤتمر الإسلامي، فرعها الرئيس في” إمبالي”، ولها فروع في العاصمة كمبالا ومدينة “أروى”، وتنحصر مهمتها في تعليم مسلمي الدول الأفريقية الناطقة بالإنجليزية، وتحتل المرتبة السابعة من بين 24 جامعة وطنية بأوغندا.

ولكنَّ هناك كثيراً من التحديات التي تواجه مسلمي أوغندا، مثل:

– تشتُّت المسلمين الجغرافي في أرجاء أوغندا كافة؛ وهو ما يمثل تحدياً كبيراً لهم في الحقل الإداري والتربوي التعليمي والسياسي؛ فالبرلمان لا يوجد به سوى 8 نواب من بين 121 عضواً.

– لا يوجد بأوغندا سوى جامعة إسلامية واحدة مقارنة بـ11 جامعة مسيحية (عام 2010م).

– الإشراف الحكومي على المدارس الإسلامية للحصول على الدعم الحكومي أدى إلى تهميش المواد الإسلامية بها؛ فتم تقليص نطاق التعليم الإسلامي كمادة فقط ضمن المقررات الأخرى؛ وتعيِّن الحكومة لها إدارة ومعلمين غير مسلمين، وتُحوِّل إليها أعداداً من التلاميذ غير المسلمين.

 – عجز المسؤولين التربويين عن تخطيط منهج تعليمي جيد بإزاء المقرر الحكومي الذي ينبغي الأخذ به كاملاً.

_____________________________________________________________________________________

1- د. آدم بمبا: التعليم الإسلامي بشرق أفريقيا.. أوغندا نموذجاً، مجلة قراءات أفريقية، 16 سبتمبر 2018م.

2- إدريس عيد: مسلمو أوغندا يواجهون الفقر والجهل والحصار العقائدي، مجلة البيان، 21 أغسطس 1998م.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى