متابعات

ليبراسيون: هل يحق لنا أن نعادي الإسلام؟

ليبراسيون: هل يحق لنا أن نعادي الإسلام؟

هل يحق لنا أن نعادي الإسلام؟ سؤال عنون به أستاذ الفلسفة بجامعة أولنيه سوبوا الفرنسية البروفيسور سعيد بنموفوك رده على من يدعي أن للناس الحق في معاداة الإسلام كما لهم الحق في معاداة الإلحاد.

واستهل بنموفوك مقاله في صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية بالتأكيد أن مفهوم الإسلاموفوبيا أو رهاب الإسلام مثير للجدل في حد ذاته، إذ يرى البعض أنه ُيدين التمييز والخطاب العنصري ضد المسلمين، بينما يعارض آخرون استخدامه ويرون أنه مجرد وسيلة لتقييد انتقاد الإسلام.

ويبدو أن بنموفوك يرد خصوصا على ما قاله الفيلسوف الفرنسي هنري بينيا روي في ندوة لحزب “فرنسا الأبية” من أن “الإسلاموفوبيا حق”، وهي تعني حسب فهمه “بكل بساطة رفض الإسلام، وبالتالي الحق في انتقاد هذا الدين”، وهو بذلك يميز بشكل قاطع بين العنصرية ضد المسلمين وظاهرة الإسلاموفوبيا.

فالإسلاموفوبيا -حسب رأي بينيا روي- مشروعة لأنها موجهة لديانة، أما العنصرية فإنها مرفوضة ومدانة لأنها موجهة ضد أشخاص بعينهم.

وتتكون كلمة “إسلاموفوبيا” من كلمتي “إسلام” و”فوبيا” ومعناها الرهاب، ويبرز بنموفوك أن كلمة “فوبيا” لا تعني مجرد “الرفض”، وإنما تحمل شحنات تنم عن الشعور بالخوف أو التوجس من كائن ينظر إليه على أنه تهديد.

ويضيف بنموفوك أن المفكر بينيا روي أراد أن يقتصر على انتقاد الأفكار مع حماية الأشخاص، لكنه لم ينتبه إلى أن الفوبيا لا تميز بين الاثنين.

ولتوضيح ما يريد البرهنة عليه، يطرح بنموفوك بعض الأسئلة قائلا “في المجال السياسي، ما معنى الشعور بالخوف من الشيوعية دون الخوف من الشيوعيين؟ وفي الدين، هل يمكن للمرء أن يخاف من الإسلام دون أن يخاف المسلمين؟”.

والواقع -حسب بنموفوك- أن الناس عند الخوف من الآخر لا يميزون بين الأشخاص وأفكارهم أو ممارساتهم أو معتقداتهم، وبالتالي فإن ثمة خطورة حقيقية في تصنيف الإسلاموفوبيا على أنها نوع من النقد المستنير للدين كما فعل هذا الفيلسوف الفرنسي.

فأي انتقاد جدي للدين يجب أن يخضع لمجال العقل والعلم والفهم، وهو ما تلخصه جملة الكاتب سبينوزا الشهيرة “لا تسخر ولا تشجب ولا تكره، بل تفهم”، ومجهود الذكاء والعقل لا يمكن أن يبدأ بالخوف، بل بوسائل التغلب عليه، وفقا لبنموفوك.

وحذر بنموفوك في النهاية من أن إضفاء الشرعية على “الفوبيا” على هذا النحو ووضعها مباشرة في خانة نقد الدين، إنما هو نوع من تشجيع التقوقع على الهوية.

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى