تقارير وإضاءات

عبد الرحمن حبنكة الميداني

عبد الرحمن حبنكة الميداني عالم سوري بارز، تولى التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة لثلاثين عاما. وقد ألف كتبا في مختلف المجالات، وكرّس حيزا مهما من وقته لكشف الصهيونية ومهاجمة دعاة التغريب.

المولد والنشأة
ولد عبد الرحمن بن حسن بن مرزوق حبنكة الميداني عام 1927 في حي الميدان بضواحي دمشق في بيت علم، فقد كان والده حسن من أبرز علماء دمشق وأحد المكافحين الاحتلال الفرنسي لسوريا.

نشأ عبد الرحمن في حي الميدان في كنف والده حسن الذي عمل على تهيئته لخلافته في حقلي العلم والدعوة.

الدراسة والتكوين
درس على أبيه مبادئ الدين والعربيّة وحفظ عليه أجزاءً من القرآن الكريم، وأنهى مراحل الدراسة الثلاث بتفوّق. ولاحقا تخرج من معهد التوجيه الإسلامي بدمشق ثم غادر إلى مصر ودرس في الأزهر.

الوظائف والمسؤوليات
عمل مديرا لمديرية التعليم الشرعي التابعة لوزارة الأوقاف السورية، ثم عضوًا لهيئة البحوث في وزارة التربية والتعليم. وفي عام 1967 انتقل إلى السعودية فعمل أستاذًا في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، ثم عمل قرابة ثلاثين عاما أستاذًا بجامعة أم القرى في مكة المكرمة.

التجربة العلمية
أُعد عبد الرحمن الميداني من البداية ليكون عالما ومفكرا كبيرا بالنظر للعناية التي أحاطه بها والده، الذي أشرف على تكوين العديد من علماء دمشق البارزين.

وبعد أن التحق بالأزهر، صحب عبد الرحمن الميداني العديد من رجال السياسة والعلم والفكر بمصر. ولما عاد إلى دمشق كان مؤهلا للإسهام في الساحة العلمية.

وخلال توليه مسؤولية مديريّة التعليم الشرعيّ التابعة لوزارَة الأوقاف أسس عددا من المدارس الشرعيّة في بعض المحافظات السورية.

وبعد رحيله إلى السعودية، اختير عضوا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكّة المكرمة، وعضوًا في مجلس هيئة الإغاثة الإسلاميّة العالمية.

شارك في العديد من المؤتمرات والندوات عن التعليم والاقتصاد الإسلاميّين والدعوة والدّعاة. وكذلك عرف بإسهامه في الحقل الثقافي داخل جامعة أم القرى وخارجها. وله حوارات في التلفزيون والإذاعة.

تقول المصادر العلمية إن إنتاج عبد الرحمن الميداني تميز بالغزارة والعمق والشمول، وإنه “جمعَ في كتاباته بين القديم والحديث، وبين التخصّص الشرعي الدقيق والعلوم الدنيوية العصريّة”.

وإلى جانب تناوله للقضايا الشرعية والعقدية واللغوية, أولى عناية كبيرة بالمجالين الفكري والسياسي، فقد كتب الكثير عن الصهيونية، وحاول تحديد سبب فشل الأمة وتخلفها، واستحثها على النهوض العلمي واللحاق بركب عصر التطور.

وقد نقل عنه حثه على جمع صفوف المسلمين والتحذير من الغلو في الولاء الحزبي أو المذهبي.

كرس حيزا كبيرا من إنتاجه للرد على من يسميهم أصحاب الأهواء والملاحدة والشيوعيين ودعاة التغريب. وأبدى مواقف حادة تجاه بعض المفاهيم السياسية المتعلقة بالديمقراطية من قبيل مبدأ المساواة بين الجنسين.

المؤلفات
ومن مؤلفاته: الأخلاق الإسلاميّة وأسسها، وقواعد التدبّر الأمثل لكتاب الله عز وجل، ومكايد يهوديّة عبر التاريخ، والكيد الأحمر، وضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة، ومبادئ في الأدب والدعوة، والبلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها وصور من تطبيقاتها، وبصائر للمسلم المعاصر. وله ديوانان هما: ترنيمات إسلاميّة، وآمنت بالله.

الوفاة
وفي 11 أغسطس/آب 2004 توفي عبد الرحمن بن حسن بن مرزوق حبنكة الميداني في دمشق بعد معاناة مع المرض، ودفن في مقبرة الجورة بحي الميدان.

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى