كتاباتكتابات المنتدى

سلسلةُ السننِ الربانيةِ (٥) .. طريقُ زوالِ النعمِ أو إيقافِها

سلسلةُ السننِ الربانيةِ (٥) .. طريقُ زوالِ النعمِ أو إيقافِها

 

بقلم د. أسعد أبوشريعة (خاص بالمنتدى)

الحمدُ للهِ على نعمِ اللهِ التي لا تعدُ ولا تحصى، فلقد بيّنَ اللهُ كيفيةَ الحصولِ على النعمِ بكافةِ أشكالِِها ، فكلُ نعمةٍ لها طريقٌ للحصولِ عليها ، ولكنَ طريقَ زوالِ النعمِ طريقٌ موحدٌ ، وممكنٌ أن تزولَ النعمةَ على الدوامِ أو تتوقفَ لفترةٍ زمنيةٍ معينةٍ.
وما سنعرضَه هنا لمحةٌ بين الزوالِ والإيقافِ، ونركزُ على أسبابِ زوالِ أو إيقافِ النعمِ، وهي كالآتي :

١_ كفرُ القريةِ بأنعمِ اللهِ :
قالَ تعالى:
{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } [  النحل : 112 ] ومن صورِ الكفرِ بأنعمِ اللهِ (التبذيرُ أوالإسرافُ ، إدعاءُ الحولُ والقوةُ مثلَ ما قالَ وفعلَ قارون.

٢_ إذا المؤمنينَ آثروا إحدى الثمانيةِ على الثلاثةِ  :
قالَ تعالى:
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [ التوبة : 24 ] إذا آثرَ العبدُ أحدَ أوجهِ الدنيا الثمانيةِ على حبِ اللهِ والرسولِ والجهادِ في سبيلِ اللهِ ، سيغيرُ اللهُ النعمةَ التي أنعمَها على القومِ .

٣_ الإعراضُ عن ذكرِ اللهِ عزَ وجلَ :
قالَ تعالى:
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ } [  طه : 124 ] الحياةُ الطيبةُ رزقٌ ، ولكنَ الإعراضَ عنِ ذكرِ اللهِ سببٌ لحياةٍ لا رضى فيها عن النوازلِ، سواءٌ منعاً أو عطاءً ، فتصبحُ حياتهُ ضنكى .

٤_ عدمُ الإستجابةِ لدعوةِ زيادةِ الإيمانِ :
قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }
[ الأنفال : 24 ] قلبُ العبدِ بيدِ خالقهِ ، ومن نعمِ اللهِ على العبدِ أن يعطيَ العبدَ الرضى عن نوازلِه عطاءً أو منعاً ، ومن أعطيَ هذهِ النعمةَ ستكن حياتُه طيبةً.
كما أن الإستجابةَ لدعوةِ زيادةِ الإيمانِ أصلُها من حبِ الإيمانِ وحبِ الآخرةِ والنظرِ لما عندَ اللهِ، فمن إستطاعَ التلبيةَ ولم يلبي حلَ عليهِ عدمُ الرضا عن نوازلِ اللهِ عليهِ.

الخلاصةُ/
فليحذرِ العبدُ من زوالِ أو فقدانِ النعمِ بجميعِ أنواعِها سواءً القلبيةُ منها أو الظاهرةُ والحسيةُ، فبقاؤها مشروطٌ بالإيمانِ والتقوى، وزوالُها مشروطٌ بالشروطِ السابقةِ.
اللهم أنعمْ على أمتِنا بالنصرِ والتمكينِ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى