أخبار ومتابعات

رابطة علماء فلسطين تنشر نشرة فقهية بعنوان (أحكام الشتاء)

رابطة علماء فلسطين تنشر نشرة فقهية بعنوان (أحكام الشتاء)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فهذه بعض الأحكام الفقهية التي تلزم المسلم في فصل الشتاء، ويتكرر فيها السؤال من كثير من الناس، نتعرض فيها لأحكام عامة، وأحكام المسح على الجوربين، وأحكام الجمع بين الصلاتين:

? أولاً/ أحكام عامة:

وفيها مسائل:

1/ مع كثرة الملابس يقصر البعض في التشمير عن ساعديه ورجليه فلا يصل الماء إلى مرفقيه وكعبيه، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التساهل في ذلك فقال: “ويل للأعقاب من النار”، وحث على إسباغ الوضوء فقال صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا … إسباغ الوضوء على المكاره”، لأجل الاهتمام بإيصال الماء إلى جميع الأطراف الواجب غسلها، خاصةً عند المكاره وتكون بشدة البرد.

2/ الواجب هو إسالة الماء على العضو في الوضوء فقد يتساهل البعض مع وجود البرد فيمسح مسحًا، وهناك فرق بين الغسل والمسح كما هو ظاهر في آية الوضوء، فينبغي أن نعتني بغسل الأعضاء كما أمر الله.

3/ يجوز تنشيف الأعضاء بعد الوضوء لعدم وجود دليل على المنع، فيبقى على أصل الإباحة.

? ثانيًا/ المسح على الخفين والجوربين:

وفيها مسائل:

1/ إن الجورب هو مطلق ما يُلبس في الرِّجل من غير الجلد، سواءٌ أكان رقيقاً أو غليظاً، وقد نقل الإمام النووي رحمه الله جواز المسح على الجوربين وإن كانا رقيقين عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

2/ يشترط لُبس الجوربين على طهارة باتفاق أهل العلم.

3/ وقَّتَ النبي صلى الله عليه وسلم للمسح على الخفين؛ للمقيم يومًا وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن، والراجح أنه يبدأ من أول فرض مسح فيه بعد انتقاض وضوئه؛ لظاهر قوله صلى الله عليه وسلم: “يمسح المسافر على خفيه ثلاثة أيام… والمقيم يوماً وليلة”.

4/ يجوز المسح على الخـف أو الجورب المخروق ما دام اسمه باقياً كخُفٍ أو جورب، وقد كانت خفاف المهاجرين والأنصار مُخرقة مشققة بسبب الفقر، ولو كان الخَرق يَمنع من المسح لبينه النبي صلى الله عليه وسلم.

5/ الراجح أن نزع الجوربين بعد المسح لا ينقض الوضوء، ولكن يُفضل أن يغسل رجليه احتياطًا.

6/ يجوز أن يلبس الإنسان خُفاً على خف أو جورباً على جورب، فإن مسح على الأعلى ثم خلعه، وانتقض وضوؤه، جاز له أن يمسح على الأسفل.

7/ يجوز المسح على الحذاء غير الساتر للكعبين والإكمال على الجوارب، وتأخذ نفس أحكام المسح على الجوربين.

? ثالثًا/ الجمع بين الصلاتين:

وفيه مسائل:

1/ يجوز الجمع بين الصلاتين بعذر المرض، ودليله ما روى عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بالمدينة بين الظهر والعصر بالمطر (رواه البيهقي في السنن الكبرى).

2/ يجوز الجمع بين الجمعة والعصر تقديمًا بسبب المطر، قياسًا على الجمع بين الظهر والعصر بِعلَّة المطر، ولا نرى سبباً للتفريق بين الجمعة والظهر في ذلك متى قام العذر، وهو قول الشافعية.

3/ يجوز الجمع بين المغرب والعشاء تقديماً بسبب الوحل الشديد، والريح الشديدة الباردة في الليلة المظلمة.

4/ تشترط النية للجمع في الصلاة الثانية ولا تُشترط في الصلاة الأولى؛ لأنها على حالها وفي وقتها، بينما الثانية قُدمت عن وقتها فافتقرت إلى النية.

5/ إذا أدرك المسبوق مع الإمام الصلاة الثانية (العصر أو العشاء) وكانت الأولى له ثم وجد من يجمع معه الصلاة الثانية جاز له أن يجمع معه؛ لأنه لا يشترط أن تكون الجماعة بإمام واحد.

6/ من جاء في أول صلاة العشاء ولم يُصل المغرب يقتدي بالإمام الذي يصلي العِشاء وينوي هو صلاةَ المغرب، فإذا قام الإمام إلى الركعة الرابعة نوى المأموم مفارقة الإمام، ثم يجلس ويتشهد ويتم صلاتَه وحده. وله أن يقوم بعد فراغه من الصلاة الأولى ليلحق الإمامَ بجزء من صلاة العشاء المجموعة، ثم يُتم ما فاته.

7/ الجمع لا يكون إلا جماعة في المسجد، فلا يصح في البيت أو في مصلى العمل أو المدرسة ونحو ذلك على الراجح من أقوال الفقهاء.

8/ تُصلى السنن عَقِبَ الجمع، ولا حرج على من صلاها مع الوتر عَقِب صلاتي المغرب والعشاء، حتى ولو لم يدخل الوقت الحقيقي للصلاة الثانية المجموعة.

9/ ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه عند الجمع يؤذن أذان واحد ويُقام لكل صلاة إقامةٌ خاصة بها.

10/ يشترط في المطر المبيح للجمع أن يكون واقعًا عند الصلاة الأولى، ولا يجوز الجمع لمطر متوقع.

11/ لا يجوز لمن صلى في مسجدٍ الإمام لم يجمع فيه بين الصلاتين، أن ينتقل إلى مسجد آخر ليجمع فيه؛ لأن من شرط الجمع الموالاة بين الصلاتين، وانتقاله بين المسجدين يقطع الموالاة المطلوبة.

? رابعاً/ توصيات عامة للجمع بين الصلاتين:

1/ على الأئمة أن يترفقوا بالناس، فيجمعوا بين الصلاتين إذا وُجد العذر، مع وجوب مراعاة عدم التوسع في الجمع، كلما هبت ريح، أو لاحت في الأفق غيمة؛ نزولاً عند رغبة الناس.

2/ لا يجب على الإمام الجمع، ولا يجوز للمصلين أن يعترضوا عليه، أو يغضبوا منه إذا لم يجمع، بدعوى أن المساجد الأخرى قد جمعت، فإن الجمع رخصة عند وجود العذر، وليس واجبًا.

3/ يستحب للإمام أن ينتظر قليلاً بعد الصلاة الأولى، ريثما يتم المسبوقون صلاتهم، علمًا بأن انتظار الإمام قليلاً لا يُفسد التتابع والموالاة بين الصلاتين التي اشترطها أكثر العلماء.

4/ يجب رفع الأذان للصلاة الثانية عند الجمع بين الصلاتين، ولا يجوز إغلاق المسجد في وقت الصلاة الثانية؛ لأنه عمل لا دليل عليه، فضلاً عن تفويت فضيلة صلاة الجماعة في المسجد في حق من لم يجمع بين الصلاتين.

والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

✏️ دائرة الإفتاء برابطة علماء فلسطين

الثلاثاء 12 جماد أول 1444 هـ

الموافق 6 ديسمبر 2022 هـ

 

المصدر: رابطة علماء فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى