أخبار ومتابعات

د. ليلى بلخير تلقي كلمة للشباب في ملتقى المعالي الرابع في الجزائر

د. ليلى بلخير تلقي كلمة للشباب في ملتقى المعالي الرابع في الجزائر

كلمتي إلى شباب أمتي، قلتها بحمد الله في مؤتمر جمعية المعالي للعلوم والتربية الرابع الذي اختتمنا به هذه السنة الميلادية وبحضور ثلة من العلماء والدعاة والباحثين،، وعلى رأسهم الشيخ والدكتور العلامة عصام البشير.

ما معنى الشباب هم نبض الأمة؟

الشباب هم الدم الزكي النقي الذي يجدد جسد الأمة، ويتجسد الخطر الداهم في افتقاره للعناصر الأساسية، وزيادة على ذلك غير صاف يصيب جسد الأمة بالسقم والعطب.

ولذلك نبارك مع المعالي مناقشة قضايا الشباب وفي ذلك الأمل الكبير للنهوض من جديد.

بصراحة أهم مشكل يعاني منه الشباب هو: “ضعف التواصل داخل البيت وخارجه”، مما جعلهم في معاناة من مخاطر كبرى وإكراهات. وخاصة الاغتراب، والانسلاخ، والاستقالة من الحياة والانسحاب، وكل أنماط الهشاشة النفسية.

وبلا مواربة الشاب في هذا الزمان لا يقرأ، زمن صورة وثقافة الصورة، طبعا لا يقرأ، وإذا قرأ لا يفهم، وإذا فهم لا يحسن توظيف ما قرأ في حياته اليومية.

القراءة هنا ليس بالمعنى الشكلي، بل القراءة فعل حضاري ونمط فكري، وأسلوب شامل، يقرأ الواقع والأحداث، يقرأ التاريخ وسير الأنبياء والعلماء، يقرأ السوق، يقرأ المعطيات، والذي لا يقرأ لن يمتلك ناصية التعبير ومن ثمة يفتقر للتواصل الجيد مع الآخرين، ويدخل في أزمات ومشاكل كثيرة ومعقدة مثل الجنون، الانتحار، الهجرة غير شرعية.

وهناك من يقرأ ولكنه لا يفهم ولا يهتم بإعمال الفكر، طيلة الوقت يتابع محتويات تافهة وغير مفيدة، ولا يملك منها فكاكا. كالذي يراكم البحوث الرديئة بغرض الترقية وهي لا تمت بصلة للمجال العلمي.. وهذا ما جاء به آلان -دونو- في كتابه “نظام التفاهة”، ويصبح كل نشاط في الفضاء العام سياسيا كان أو اجتماعيا وحتى علميا أو أدبيا مجرد لعبة أو تمثيلية، يعرفها الجميع ولا يتحدث عنها أحد، لأن كل واحد متورط فيها، لعبة شكلية يتم استبعاد القيم منها تماما، المهم الحصيلة المادية.. وبالتالي يزداد المشكل تفاقما عند الذي لا يحسن توظيف ما يقرأ في حياته.

القراءة كفعل حضاري منتج ونشط وفعال، تساعد على التواؤم والتكيف مع الأوضاع الصعبة وتدفع عجلة الإبداع وتشجع المبادرة، ورغم ذلك لا بد أن نقول إن الشباب هم قواعد الحياة، ولا بد من السعي حتى تكون أكثر متانة. وبعد التحسيس بالخطر الداهم سيأتي النهوض من جديد، مثلما قال مالك بن نبي: “فالذي يستشعر ألم جرح لابد أن ينهض مباشرة لعلاجه ومالجرح بميت إيلام”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مداخلة د. ليلى بلخير، خلال إحدى جلسات المؤتمر العلمي الدولي الرابع لجمعية المعالي للعلوم والتربية في الجزائر، بعنوان: “المخاطر الكبرى التي تهدد شباب الأمة؛ الرصد الواقعي، التداعيات، آليات المجابهة”.

المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى