كتاباتكتابات المنتدى

داعش

داعش

 

بقلم د. أنور الخضري (خاص بالمنتدى)

 

بالأمس قامت داعش بتفجير في مطار كابول بعد تهديدها باستهداف القوات الأجنبية.

داعش التي صرفت جهدها في قتال طالبان والتحريض عليها ولم تول الاحتلال كبير اهتمام إلا بالقدر الدعائي الذي يجذب لها الحمقى والمغفلين تذكرت فجأة وقوى الاحتلال تغادر مرغمة من ضربات طالبان التي رفعت عليهم كلفة بقائهم أن هناك قوات أجنبية على الأرض الأفغانية فذهبت تتحرش بهم وهم مغادرون.

في المقابل كان خبراء ومسئولون غربيون يحذرون من هجمات لداعش قد تستهدف المطار، ورغم وقوع المطار في سلطة القوات الأمريكية إلا أنها لم تأخذ التهديدات والتحذيرات على محمل الجد تاركة لداعش الوصول إلى محيط المطار وتنفيذ عملية انتحارية ذهب ضحيتها أكثر من ٩٠ شخصا، فيهم جنود أمريكيون.

لقد أريد لداعش أن تظهر في هذه المرحلة وفي كابل تحديدا من قبل صانعيها لعدة غايات:

١- أن يعطى الغرب مبرر ممارسة التهديد والهجوم الجوي على أفغانستان في أي وقت وتحت مبرر التهديدات الأمنية. خاصة وأن اتفاق الانسحاب يقتضي إيقاف الحرب، فيلزم خلق مبرر للعودة وهذا ما أتاحته عملية أمس وبدأت أصداءه في الغرب تتجه لإعلان احتمالية العودة وتضخيم خطر داعش في أفغانستان.

٢- استخدام داعش كعدو يضرب طالبان عبر هجمات تهدد الأمن والاستقرار وتفني قيادات الحركة ورموزها وتعطل حركة التحول السياسي الآمن وعجلة التنمية وتفرض تهديدا وتحديا على طالبان يضعف جانبها. (كما يفعل تنظيم الشباب المجاهدين في الصومال).

٣- عودة رسم موازين القوى بخلق فوضى أمنية وصناعة حالات ثأر وشكوك بين الأطراف الأفغانية، ما يعني ظهور قوى عسكرية أفغانية تلبي متطلبات الخارج في محاربة داعش ويقدم لها الدعم بهذه الذريعة لتناوئ طالبان بوجه آخر (أي حفتر أفغاني جديد).

إن توقيت الظهور والعمليات الهجومية واختيار المكان والموقع كلها تشي بوجود أصابع استخباراتية وراء داعش وأن داعش ستظل أداة المرحلة الوظيفية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى