تقارير وإضاءات

حوار صحفي شامل مع فضيلة الأمين العام.. حول موقف الاتحاد مما يجري في أفغانستان ورؤيته للمستقبل (المكتب الإعلامي)

حوار صحفي شامل مع فضيلة الأمين العام.. حول موقف الاتحاد مما يجري في أفغانستان ورؤيته للمستقبل (المكتب الإعلامي)

* الأمين العام:-

– الاتحاد هنا الشعب الافغاني، ومستبشر بالخطوات التي اتخذتها حركة طالبان من الصفح والعفو وعدم إراقة الدماء من منطلق الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة.

– نشكر الجهود العظيمة والمقدرة لدولة قطر اميرا وحكومة وشعبا على رعايتها للمفاوضات ودعوتها لاختيار حكومة انتقالية تعبر عن الشعب الأفغاني بجميع مكوناته.

– رؤيتنا تتمثل في دعوة “طالبان” بذل الجهود لإنشاء حكومة إسلامية قائمة على الشورى، وتشمل الشعب الأفغاني كله، وبناء مؤسسات تعليمية جامعة بين الاصالة والمعاصرة، ومؤسسات اقتصادية، واجتماعية، ومدنية في ضوء الشريعة لإبراز رحمة الإسلام وعدله أمام العالم.

– الاتحاد يرحب بانفتاح “طالبان” على جيرانها وعلى المجتمع الدولي، وهو ضروري للاعتراف والدعم الدولي والاستقرار الشامل في أفغانستان.

– واجب الوقت على الجميع أن يسعى لتشكيل دولة عادلة قائمة على الشورى قوية شاملة تحت راية شريعة الله القائمة على الرحمة والعدل، واليسر.

وإلى تفاصيل الحوار..

السؤال: هل يمكن أن تبين لنا موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مما جرى ويجري بأفغانستان؟

الأمين العام: موقف الاتحاد واضح وبين من خلال كلمة رئيس الاتحاد فضيلة العلامة الدكتور أحمد الريسوني، ومن خلال البيانات والتصريحات السابقة، ونحن بصدد إصدار بيان شامل حول هذه القضية.

وموقف الاتحاد يتلخص في:

1- مباركة الشعب الأفغاني العظيم مما تحقق لهم بفضل الله تعالى، وأن الاتحاد مستبشر بالخير ومتفائل بالخطوات التي اتخذتها حركة طالبان من الصفح والعفو، وعدم إراقة الدماء، والبدء بمرحلة جديدة يشارك في صنعها الجميع من منطلق الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة، ونرجو أن يستمر هذا المنهج إلى ان يتحقق الأمن للجميع.

2- تهنئة حركة الطالبان ومن خلالها الشعب الأفغاني بإخراج المحتلين بجميع صنوفهم من أفغانستان، فهذا نصر عظيم من الله تعالى ودليل على صبر الحركة، وجهودها المتواصلة، وحنكتها السياسية، وقدرتها على المناورة حتى تحقق هذا الخير.

والحق أن انتصار الحركة في اتفاقيتها مع أمريكا بإخراج المحتلين فتح، وما تحقق الآن هو النصر الذي سيتوج بإذن الله بتوحيد افغانستان على حكومة واحدة متحدة عادلة تسع الجميع.

3- إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يشكر شكراً خاصاً لدولة قطر التي هيئت لها أجواء المفاوضات حتى تحققت الاتفاقية، وتركت الحرية الكاملة لسير المفاوضات ليتخذ الطرفان قرارهما الذي يعبر عنهما.

ونكرر الشكر اليوم لقطر أميراً وحكومةً وشعباً على جهودها العظيمة التي تبذلها للوصول إلى حكومة انتقالية تعبر عن الشعب الأفغاني بجميع مكوناته.

السؤال: ما رؤية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لمستقبل أفغانستان؟

الأمين العام: كما ذكر فضيلة رئيس الاتحاد في كلمته فإن الاتحاد مهتم بالقضية، وفي اجتماع مفتوح… وأود ان أوضح الحقائق التالية:

1- الشعب الأفغاني شعب عظيم قادر على إدارة نفسه وقد تشكلت الدولة عندهم من زمان، والشعب الأفغاني أنجب عدداً كبيراً من الفقهاء والمحدثين، والفلاسفة وغيرهم..

الشعب الأفغاني شعب عزيز وقوي وفقهم الله في إخراج المحتلين خلال القرون الأخيرة، فقد هزموا الانجليز وأخرجوهم في بداية القرن العشرين، ثم هزموا الروس في أواخر القرن العشرين، ثم هزموا أمريكا ومن معها في بداية القرن الواحد والعشرين، فأفغانستان مقبرة الغزاة.

2- هذا الشعب العظيم اشغل كثيراً بالحروب، فلم تنته الحروب فيها منذ عام 1979 إلى الآن.

لذلك يرى الاتحاد أن على الحركة بذل جميع الجهود لإنهاء الحروب بشكل كامل وإنشاء حكومة مستقرة قائمة على الشورى، وتشمل جميع مكونات الشعب الأفغاني عرقياً، وطائفياً، وفكرياً، في ضوء سعة الشريعة ويسرها ورحمتها للعالمين، وأن عليها إبراز رحمة الإسلام وعدله أمام العالم.

3- الاتحاد يرحب بالمفاوضات الأخيرة بين حركة الطالبان والحركات والقيادات الأخرى الأفغانية ونتضرع إلى الله تعالى أن يوحد البيت الأفغاني على كلمة سواء وعلى الصراط المستقيم.

4- والاتحاد رحب ويرحب بانفتاح الحركة على جيرانها وعلى المجتمع الدولي، لأن ذلك ضروري اليوم للاعتراف الدولي، والدعم الدولي والاستقرار الشامل في أفغانستان.

5- الاتحاد يطالب العالم وبخاصة العالم الإسلامي باستيعاب ما حدث في أفغانستان، وأن لا يعاقبوا الشعب الأفغاني، ولا يعاملوا الحركة بناءً على ماضيها وتصرفات جهات أخرى كانت في أفغانستان، وان يساهم الجميع في إعادة إعمار أفغانستان لتصبح دولة مستقرة تشارك في تحقيق السلم والسلام للجميع.

السؤال: هناك تخوف من الكثيرين حول ما تفعله “حركة طالبان” بسبب ماضيها، فما الذي ترونه في هذا المجال؟

الأمين العام: لا شك أن للحركة بعض أخطاءً سابقة في التعامل مع مكونات الشعب الأفغاني، وحركاته وتعامله مع المرأة، وفكره السياسي الخ.

ولكن الذي يظهر أن الحركة قد تغيرت بسبب التجارب والتعرف على ما يجري في العالم، فقد أظهرت الحركة مرونة واسعة في تعاملها عند سيطرتها على المدن، وبخاصة كابل، ومرونة في تصريحاتها نحو الجيران والغرب.

ونحن نتفاءل من أن الحركة ستقيم نظاماً سياسياً شورياً مرنا، ونظاماً اجتماعياً يستوعب الجميع، وتعاملاً مع المرأة وفق فقه الميزان.

ونحن في الاتحاد نبذل كل جهودنا لخدمة الشعب الأفغاني في اختياره حكومة عادلة قوية رحيمة حضارية، فديننا دين الرحمة والعدل والوسطية.

السؤال: وأخيراً: ما الذي يستطيع أن يقوم به الاتحاد نحو أفغانستان اليوم؟

ج: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يضم عشرات الآلاف من العلماء والخبراء المتخصصين، والمفكرين، وأصحاب التجارب، فهو يضع كل ما لديه من خبرات أمام الشعب الأفغاني العزيز.

 فالاتحاد يستطيع أن يساهم في قضايا وأعمال كثيرة تعود بالنفع على الشعب الأفغاني، والاتحاد يعتبر ذلك من واجباته.

علماً أن الاتحاد يكن محبة خاصة وتقديرا عظيماً للشعب الأفغاني، وقد التقت قيادة الاتحاد عدة مرات بوفود المفاوضة من الحركة والحكومة، والتقى بممثلي حركة الطالبان عدة مرات خلال المفاوضات، فالاتحاد هو اتحاد لعلماء المسلمين جميعاً، وليس اتحاداً لفئة معينة، فأهلا وسهلاً باي خدمة نستطيع أن نقدمها للشعب الأفغاني أو لغيرهم.

وفي الختام فإن وصيتنا هي: أن واجب الوقت على الجميع هو أن يسعى لتشكيل دولة عادلة قائمة على الشورى، قوية شاملة حتى لا تتكرر المأساة، وأن يستفاد من جهود الجميع رجالاً ونساءً، ومذاهب وأعرافاً دون الاستغناء من أحد تحت راية شريعة الله القائمة على الرحمة والعدل، واليسر.

لذلك نوصي بناء مؤسسات سياسية قوية قائمة على الشورى شاملة لجميع مكونات أفغانستان، كل في حدوده وتخصصه، دون اقصاء أو استثناء إلا للمجرمين المعتدين، وبناء مؤسسات تعليمية قائمة على الأصالة والمعاصرة، ومؤسسات اقتصادية تقوم بالتنمية شاملة، ومؤسسات اجتماعية لعلاج الفقر والبطالة، وفتح المجال للمؤسسات المدنية ونحوها.

وأخيراً نتضرع إلى الله تعالى أن يتم نعمته على أفغانستان بالأمن والأمان، والتقدم والازدهار وأن يجعل حكومتها قدوة ناجحة في الخيرية الشاملة للبلاد والعباد.

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم.

المصدر: المكتب الإعلامي للاتحاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى