تقارير المنتدىتقارير وإضاءات

تقرير حصري لـ (منتدى العلماء) | هدم مكة وجدة .. تخريب يطال الحجر وتغريب يطال المجتمع

تقرير حصري لـ (منتدى العلماء) | هدم مكة وجدة .. تخريب يطال الحجر وتغريب يطال المجتمع

 

(خاص بالمنتدى)

 

أثارت عمليات الهدم والإخلاء القسري في مكة وجدة جدلا واسعا في السعودية في ظل ما رافقها من شكاوى مؤلمة على مواقع التواصل الاجتماعي وسط إجماع من المراقبين أن ما يجرى يندرج في إطار مسلسل مشروع التغريب في المملكة.

10  آلاف سعودي باتوا مهددين بالطرد من منازلهم، التي تمتد في عمرها إلى زمن الدولة العثمانية، التي هي قبل الدولة السعودية.

سكان شرائع النخل في منطقة مكة المكرمة، يحاولون منع الجهات الحكومية من تنفيذ أمر تهجيرهم على أثر امتلاك شركة ما يجيز لها امتلاك هذه المنطقة، ويسمح لها بإخلائها من سكانها وهدم منازلهم.

السكان الذين في هذه المنطقة يعيشون منذ عشرات السنين، يؤكدون امتلاكهم صكوكاً تثبت ملكيتهم لأراضيهم ومنازلهم فيها.

وقد طالب سكان هذه المنطقة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بإيجاد حل لمشكلتهم، والتدخل العاجل لمنع إزالة منازلهم.

سليمان الزايدي، المشرف على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكة المكرمة، قال: “فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة استقبل مجموعة من سكان شرائع النخل بضاحية مكة المكرمة، واستمع لشكواهم من الشركة التي تقوم حالياً بأعمال تنظيمية في شرائع النخل تداخلت مع الملكيات الخاصة”.

وتابع الزايدي قائلاً: “أبرز الشاكون عدداً من صكوك الملكية لمنازلهم وحيازاتهم في القرية، ويذكرون أن الشركة أدخلتها ضمن الحيازات التي تقوم بتنظيمها، والأهالي يطالبون بإيقاف أعمال الشركة والنظر في موضوعهم شرعاً”.

واختتم الزايدي حديثه بقوله: إن “فرع الجمعية سيقوم بدراسة الشكوى وفق الوثائق التي تلقاها منهم، وفي ضوئها سيقوم بالكتابة لجهة الاختصاص”.

ويقول السكان أنهم يسكنون في شرائع النخل منذ أكثر من 100 عام، وما زالت بيوتهم من الطين شاهدة وقائمة حتى اليوم، ويسكنها اليوم، وتأسست فيها مدرسة الشرائع العليا الابتدائية، التي تعتبر من أقدم المدارس بالمملكة العربية السعودية.

وقال الأهالي إنهم يملكون صكوكاً شرعية على مواقعهم، ويسكن فيها قرابة 10 آلاف شخص، ولديهم صكوك يعود تاريخها إلى أكثر من 130 عاماً، إضافة إلى وجود مركز تابع للإمارة منذ 80 عاماً، ومركز صحي، ومجمع مدارس بنين وبنات، وخدمات مكتملة.

الناشطة السعودية نورة الحربي، عبّرت عن رأيها تجاه تلك التجاوزات ضمن وسم #ازاله_شرايع_النخل_بمكه، ونشرت مقطع فيديو لتهديم مسجد، وتظهر فيه المنارة تسقط بعد أن هدمت قاعدتها الجرافة، وتقول نورا: إن “هذا المشهد ليس في فلسطين ولا في سوريا ولا تركستان، هذا في بلاد الحرمين، في مكة المكرمة مهد اﻹسلام ومهبط الوحي وأرض رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

 

أما في مدينة جدة فلم يكن الحال أفضل، حيث تتعرّض مدينة جدة لأكبر عملية هدم في تاريخها، تتمثل بهدم  ما يزيد على 60 حيًا، بحسب أمين المدينة صالح التركي.

ورغم أن العديد من هذه الأحياء نظامية وحديثة، إلا أن النظام السعودي أطلق عليها (الأحياء العشوائية) وروّج أن قاطنيها من أصحاب الجرائم ومتعاطي المخدرات.

ويؤكد مراقبون أن الحكومة السعودية لا تنظر للمواطنين على أنهم أول اهتماماتها، ولا تسمح لهم بإعادة تمليك وحدات سكنية في نفس أحيائهم بعد تطويرها، بل هجرتهم إلى غير رجعة.

مشروع جدة داون تاون، المزمع إنشاؤه مكان الأحياء المهدمة، أُعلن أنه سيرتقي بجدة لتكون واحدة من أفضل 100 مدينة في العالم، وستكون مدينة عصرية فيها دار أوبرا ودور سينما، مما سيمهّد لمدينة بعادات دخيلة وثقافة منفتحة تصطدم مع الأعراف العربية والإسلامية التي يتميز بها مجتمع بلاد الحرمين.

الأمين العام لمنتدى العلماء فضيلة د. سعيد بن ناصر الغامدي نشر مقطعا مصورا للإزالات، وأرفقه بتعليق: “هذه الصور الجوية ليست في سوريا، أو الفلوجة، أو الموصل، أو غزة، هذه صور إزالة الأحياء في جدة المحقود عليها وعلى تجارها وأهلها من سلمان وولده”.

 

كما نشرت الناشطة السعودية علياء أبو تايه الحويطي المقطع ذاته، قائلة: “هذه ليست حلب، تبدو  منطقة حرب، هذا في جدة، الحكومة تدمر أحياء بأكملها”.

وأشارت إلى أن هذه إنجازات ابن سلمان، يشرد، ويقتل، ويبيع الأرض، ويطبع، وأخذ أراضي الحويطات ليعطيها لإسرائيل، وسيصل للمدينة المنورة تذكروا جيدا”.

 

وشبه ناشطون ما تفعله السلطات السعودية من تهجير قسري لأهالي جدة بما يفعله الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين، منددين بصمت الجهات الفاعلة على ذلك.

ورأت الناشطة الحقوقية السعودية حصة الماضي أن السلطة السعودية تنافس إسرائيل في تهجير المواطنين من منازلهم واحتلالها دون تعويض أو بديل.

إن النظام السعودي في عهد ولي العهد محمد بن سلمان، يحول شواطئ جدة المطلة على البحر الأحمر إلى ملاهٍ ومراقص، وفق تقارير دولية، كما أن المباشرة بهدم المنازل الشعبية داخل المدينة بدعوى “التطوير”، ما هي إلا خطوات عملية في طريق تغريب مجتمع بلاد الحرمين ومسخ قيمه العربية والإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى