كتاباتكتابات مختارة

اليمن.. وعودة العلمانية من جديد!

اليمن.. وعودة العلمانية من جديد!

بقلم أ. سيف الهاجري

ظهرت في الساحة اليمنية دعوة مشبوهة تحمل شعار الدولة العلمانية الديمقراطية هي الحل لتطرح كحل سياسي وفكري وفلسفي وأعلنتها الفائزة بجائزة نوبل للسلام لتعطى بعدا دوليا كما يراد لها.

تعجب من هذه الدعوة وكأن دعاتها يقولون بأن نظام علي صالح كان إسلاميا أو كهنوتيا ولم يكن علمانيا يتلبس بلبوس الديمقراطية حاله كحال بقية الأنظمة العربية المستبدة.

إن الدعوة للعلمانية كنظام للحكم تتوافق تماما مع تدعو إليه القوى الاستعمارية والثورة المضادة من إقامة أنظمة العلمانية وعزل الإسلام ليس عن التشريع والحكم بل وصل إلى حد تغيير أحكام الأحوال الشخصية الشرعية كما في تونس اليوم.

وهذا مما يدل على أن هذه الدعوة ليست منبتة أو ذاتية بل هي تأتي في سياق ما تخطط له القوى الاستعمارية للمنطقة العربية من ترتيبات لإعادة تأهيل النظام العربي من جديد على مستوى الحكم والتشريع بالترويج للعلمانية كفكر وتشريع والديمقراطية كنظام حكم تحت ظل الهمينة الأجنبية بحيث يتم إقصاء الإسلام وقواه عن التأثير في المشهد العربي العلماني المزمع بنائه ضمن مشروع صفقة القرن.

إن الشعب اليمني الذي جرب العلمانية الديمقراطية منذ ثورة 1962م وجلبت له في النهاية علي عبدالله صالح على ظهر الدبابة العلمانية لن يقبل بهذه العلمانية مرة أخرى بعد ثورته على علي صالح وإسقاطه إياه وتقدم الثورة وقواها سياسيا..

ولهذا عاجلت القوى الاستعمارية لإنقاذ نفوذها وهيمنتها في اليمن وتدخلت غرفة العمليات الدولية المشتركة ورتبت المبادرة الخليجية والدولية لإحتواء هذا التقدم الثوري لتكسب الوقت لتقوم المؤسسة العسكرية القومية والدولة العميقة بالانقلاب العسكري وتحت راية الحوثي الطائفية لتحقق القوى الدولية بهذا الانقلاب العسكري وبواجهة طائفية لها بعدها التاريخي ما تهدف إليه من القضاء على الثورة اليمنية بتحالف قومي شيعي ولتمهد لعودة المؤسسة العسكرية العلمانية بلباس كهنوتي لتحكم اليمن من جديد تماما كما رتب من قبل لمواجهة الثورة السورية بتحالف بعثي قومي شيعي ليبقى نظام الأسد الطائفي بلباسه البعثي القومي العلماني لتصبح العلمانية التي يدعو لها دعاة السلام هي المندوب السامي للقوى الاستعمارية.

إن الحل الحقيقي لتحرر الشعب اليمني هو عودته إلى حالته الثورية وتبني قواه للإسلام كمرجعية تشريعية وسياسية للثورة وليس ما تطرحه القوى الوظيفية ممن تحسب ظلما على الثورة وهي التي تقيم بين ظهراني القوى الدولية والثورة المضادة ليصل بها الحال إلى تبني ما يطرحه أعداء الثورة اليمنية من مبادرات سياسية مشبوهة لتحقق للقوى الاستعمارية التي منحتهم الجوائز والثورة المضادة التي آوتهم ما عجز عنه تحالف الجيش القومي والحوثي الشيعي لتضرب هذه القوى الوظيفية الثورة اليمنية من الداخل ليصبحوا حصان طروادة اليمن.

ومع هذا المكر الكبار وبالرغم مما في ظاهر المشهد اليمني من تعقيد واختلاط للأوراق السياسية والقبلية والدينية فسيظل الإسلام هو قدر اليمن وشعبه فكما نصرة قبائل اليمن الإسلام في فتوحاته الكبرى من قبل فأحفادهم اليوم على موعد تاريخي جديد لنصرة الإسلام من جديد كجزء من الثورة العربية التاريخية وأما الكهنوتية الطائفية والديمقرطية الغربية التي جاءت على ظهر الدبابة العلمانية فلتذهب إلى الجحيم.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى