كتب وبحوث

المربط الصفوي مقاربات عقدية وسوسيولوجية وسياسية وتاريخية 12

المربط الصفوي مقاربات عقدية وسوسيولوجية وسياسية وتاريخية 12

إعداد أكرم حجازي

ثانيا: روايات أخرى

  • رواية فهمي هويدي

      تقول الرواية الشيعية، كما سبق وأشرنا، أن الجد الأول للخميني، أحمد، هاجر إلى النجف رغبة منه في تحصيل العلوم الدينية! لكن رواية الكاتب المصري، فهمي هويدي، تتحدث عن إبعاد السلطات البريطانية القابضة على الهند له في أوائل القرن19. وأنه في ديسمبر 1984، روى له حسين الخميني، حفيد الإمام، جانبا من قصة النزوح من كشمير إلى إيران خلال لقائه معه في طهران. ثم فصلها له بسنديدة، الشقيق الأكبر للإمام، أثناء لقائه به في مدينةقم، في يونيو 1985[1]. وفي متن كتابه، يتحدث هويدي عن عائلة يكاد اسم أي منها لا يفارق لقب « الهندي» أو «

 السيد». ويشير إلى ثلاثة أبناء لمصطفى هم:

الأول: « مرتضى»، الذي كان يعرف باسم « بسنديدة», (معناها المحمود بالفارسية). وقد نزح من خمين إلى قم للإقامة في بيت أخيه الخميني بعد نفيه إلى تركيا سنة 1964 ثم العراق. وحتى سنة 1986 كان قد بلغ من العمر 92 عاما.

الثاني: « نورد الدين». لا يعرف عنه الكثير، باستثناء أنه لم يواصل دراسته الفقهية. وانفصل عن ذلك المسار

 تماما. وانتقل إلى طهران ليعمل موظفا مدنيا في وزارة العدل. حيث اشتغل بالخبرة القانونية. وكان يعرف باسم « السيد الهندي». ومات قبل الثورة بخمس سنوات عن عمر تجاوز السبعين.

الثالث: « روح الله»، الذي اختار لنفسه لقب « المصطفوي». وعرف فيما بعد باسم « آية الله روح الله الموسوي بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني». من سلالة جد هندي نفاه الإنجليز من كشمير، وأب قتله الشاه رضا خان، وجاء منفيا إلى النجف على طريق الشغب والتمرد والثورة[2].

  • رواية إيرك رولو

    ثمة رواية متداولة عن الأصول الهندية للخميني ترجع إلى إيرك لورو، الصحفي الفرنسي في صحيفة « لوموند». وقد كررها لورو على التلفزيون الروسي «RT»، بعد خمس سنوات من نشر الكاتبة، منال لطفي، لها  في صحيفة « الشرق الأوسط» السعودية. وهي عبارة عن حوار جرى بين لورو وشاه إيران المخلوع، محمد رضا بهلوي، في أعقاب احتفالات الشاه الإمبراطورية في برسبوليس سنة 1971، بمناسبة مرور 2500 عام على حكم الشاهنشاهية، التي بلغت كلفتها قرابة 120 مليون$[3]. وهو ما أثار حفيظة الإيرانيين وعلماء الشيعة بمن فيهم الخميني. وبدأ الحوار بسؤال الشاه عن رأيه في البيان الذي أصدره الخميني، منتقدا فيه البذخ في الاحتفالات، فـ «انفجر» الشاه غاضبا: « مَنْ الخميني حتى أرد على السؤال؟». قال له رولو: « هذا مجرد سؤال صحافي .. وهناك بيان نشر من الخميني، وأنا فقط أسألك رأيك». فرد الشاه ثانية: «أنا لن أرد على السؤال، لأن الخميني ليس إيرانيا ولا فارسيا. هذا هندي، وأنا لا أرد على الهنود»[4].

     الطريف في عبارة الشاه «الخميني ليس إيرانيا ولا فارسيا»! أنها أفصحت، بشكل صارم ومبكر جدا، عن كون الخميني لا (1) ينتمي إلى بلاد فارس التاريخية، ولا (2) إلى إيران الحالية. أما قيمتها ففي أنها قيلت في وقت لم يكن فيه ثمة نزاع في ذلك الوقت بين الشيعة والعالم الإسلامي كما هو بعد الثورة. وبالتأكيد فلن تكون ثمة عداوة بين الصحفي الفرنسي والشيعة، أو الخميني، حتى يمكن الطعن في الرواية. وبالتالي فإنْ لم يكن الخميني هذا أو ذاك؛ وإنْ لم يكن هنديا بحسب الروايات الشيعية، التي ترجع أصوله إلى هجرات قديمة للأجداد؛ فمن يكون إذن؟

  • رواية إسبانية

     « من هو آيات الله الخميني؟». سؤال كان عنوانا لمقالة وثائقية كتبها إسباني بعنوان: « ¿Quién es el ayatolá Jomeini? »، وقد أحدثت « ضجة في الأوساط الغربية»، بحسب ما يقول مواطن الكاتب Manuel Harazem، في مقالة له بعنوان: « الحقيقة الضائعة: الخميني هو ابن الجندي البريطاني William Richard Williamson»[5]. وثمة العديد من المقالات المستنسخة والمترجمة عن المقالة الأصلية، التي يبدو أنها اختفت من الفضاء الإلكتروني.

     باختصار شديد، تجيب مقالة Alan Peters عن السؤال: « من هو الخميني؟» بأنه: « ابن البريطاني وليم ريتشارد وليامسونWilliam Richard Williamson  المولود في بريستول، انكلترا، سنة 1872، من أبوين بريطانيين وسلالة بريطانية صرفة». وأن: « الكولونيل ارشي تشيشولم،Archie Chisholm ، الموظف السابق في شركة النفط الإيرانية – البريطانية، التي أصبحت في وقت لاحق بريتيش بتروليوم BP، والذي يعرف أسرة الخميني جيدا، هو من بين أحد الشهود». وأن:« الكولولونيل، الذي أصبح رئيس تحرير سابق لصحيفة فاينانشال تايمز، حين سئل سنة 1979 عن الأصول البريطانية للخميني، أكد الخبر ولم ينفه». وذكرت المقالة أيضا أنالحديث عن أصول كشميرية للخميني هي قصة مفبركة. وأن النائب الموسوي، عن إقليم خوزستان في برلمان الشاه، يعرف أصول الخميني. وهو الذي سعى لترقية رتبته الدينية إلى « آية الله»، عن طريق المرجع آية الله شريعتمداري، لتجنب حكم الإعدام الذي ناله سنة 1964. ومع ذلك فقد قام الخميني لاحقا بتصفية الموسوي، ووضع شريعتمداري تحت الإقامة الجبرية[6].


[1] فهمي هويدي، « إيران من الداخل»، ط4، 1991، القاهرة، مركز الأهرام للترجمة والنشر، حاشية 6 / ص20 ، 21.

[2] نفس المرجع، ص21.

[3] نفس المرجع.

[4] إيريك رولو: « شاه إيران يقول أن الخميني هندي وليس إيراني»، مقابلة مع الصحفي خالد الراشد، برنامج « رحلة من الذاكرة»، تلفزيون « روسيا اليوم RT»، 14/6/2014، على موقع «يوتيوب» في الشبكة: http://cutt.us/jizbi. وذات الحوار أوردته منال لطفي: « الخميني.. الهندي»، صحيفة « الشرق الأوسط»، لندن، الأربعاء 15 صفـر 1430 هـ 11/2/2009، العدد 11033. أرشيف الصحيفة على الشبكة:  http://cutt.us/3BkH

[5] Manuel Harazem (كاتب إسباني): « الحقيقة الضائعة: الخميني هو ابن الجندي البريطاني  William Richard Williamson»، ترجمة موقع« العراق تايمز»، المصدر الأصلي: مدريد –  « العرب الآن»، 22 فبراير 2013، على رابط معطل: http://alarabalaan.com/news-6167.html#fragment-6167.

[6] مثل مقالة (1) Alan Peters: «The Clerics Lash Back as Iranians Question Their Legitimacy»، ١٧‏/٣‏/٢٠٠٤، موقع « freerepublic»، على الشبكة: http://cutt.us/ckZf. ونشرت أيضا بعنوان: « Root of Islamist Fascism»، على موقع « indymedia»، 3/5/2004، على الشبكة: http://cutt.us/9S1tB. كما نشرت بعنوان المقالة الأصلية: «Who is the Ayatollah Khomeini? »، على الرابط: http://cutt.us/6VVuS. ووردت بلغتها الأم (الإسبانية)، مؤرخة في 20/8/2011، في صيغة مشاركة في منتدى وموقع « Burbuja»، الذي كان أول من نشرها، على الرابط:     http://cutt.us/6CDSe. وحيثما نشرت المقالة كان ثمة ملاحظة في آخرها تقول بأن: Alan Peters هو اسم مستعار لمراسل قضى سنوات عديدة في إيران يعمل في قضايا الأمن والاستخبارات. وكذلك (2) « الخميني كان عميلا للغربKhomeini was an agent for the West»، وهي منشورة على الرابط: http://cutt.us/JbXmW، ويشير الموقع إلى مصدرها على الرابط التالي: Source: www.realitymediapk.com/khomainiexposed/. لكنه معطل.

(المصدر: رسالة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى