كتب وبحوث

القرامطة في الخليج العربي (1-2)

إعداد : د. محمد آمحزون

عضو رابطة علماء المسلمين

القرامطة في الخليج العربي لا بد من الإشارة ها هنا إلى أن الحركة القرمطية من الحركات الباطنية المتطرفة التي لم تدرس في عصرنا الدراسة الموضوعية؛ التي تلتزم جانب الإسلام وتعالج هذا الموضوع بأمانة وتجرد، بعيدًا عن الغرض والهوى والإسقاط التاريخي.

فالباحثون ذوو الاتجاه الماركسي لم يدّخِروا جهدًا في كيل المديح لهذه الحركة الهدَّامة والثناء عليها، والدعوة إلى اتباع نهجها وفاءً لها وإيمانًا بأفكارها؛ لأنها قضت في زعمهم على التميز الطبقي، وأنصفت الفقراء والعمال والفلاحين.

ونذكر -على سبيل المثال- كتابًا ألفه أحد الباطنيين سماه “الحركات السرية في الإسلام”، وخص القرامطة بفصل عنوانه: (القرامطة.. تجربة رائدة في الاشتراكية)[1]، وقال عنهم كلامًا أكثر مما يقوله أبو سعيد الجنّابي عن نفسه. وهذه جرأة لا يحمد عليها مؤلف الكتاب الدكتور محمود إسماعيل، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة عين شمس بالقاهرة.

وهؤلاء قد اتبعوا المستشرقين في افتراءاتهم؛ إذ يرى فان فولتن وبيكر بأن الإسلام لم يكن في أدواره الأولى دينًا بقدر ما كان علامة امتياز للأرستقراطية المنتصرة والمذهب الرسمي للدولة التي تمثله. وعلى هذا فإن الشيعة الثورية (القرامطة) كانت النتيجة الطبيعية في وسط ثيوقراطي لثورة الطبقات المظلومة؛ الفارسية والسامية على السواء[2].

إن الدارس للحركة القرمطية يلاحظ أنها عملية مرحلية لها أهداف معينة في تلك الفترة، وتعد خطوة من خطوات الدعوة الإسماعيلية التي كانت تتحرك وفق مخطط عملي مدروس ومنظم، يقوم على خداع الجماهير باستغلال عاطفتهم نحو آل البيت، وتعتمد على التنظيم السري والعسكري، وهدفها: إحياء أمجاد فارس، وإبطال حقيقة الإسلام.

والناظر في أوائل زعماء ودعاة القرامطة يجد أنهم من الفرس: كأبي سعيد الجنابي -وهو من أهل جنابة بفارس- وزكرويه بن مهرويه، وذكيرة الأصفهاني، والفرج بن عثمان، ودندان، وعبد الله بن ميمون القداح، وغيرهم[3].

أما إذا بحثنا في مضمون حركة القرامطة فسوف نجد أن هذه الحركة استفادت من ظروف البيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في سواد العراق؛ حيث كان منظمها الأكبر “حمدان قرمط” قرويًّا عارفًا بالمساوئ التي يشكو منها أهل السواد. ولا يمكن فهم روح الحركة إلا بعد معرفة:

أ- ما المبادئ التي بشرت بها؟

ب- ما الجماعات التي انتظمت لها؟

ظروف نشأة حركة القرامطة

جدير بالإشارة أن إلقاء الضوء على أحوال العصر وظروف نشأة هذه الحركة سيمكننا -بلا ريب- من الإجابة على السؤالين المهمين السابقين.

الحالة السياسية:

كان للضعف الذي ألمَّ بالخلفاء العباسيين بعد موت الواثق سنة 232ه-، وسيطرة الأعاجم عليهم وضياع نفوذ الخلافة، الأثرُ الكبير في كثرة الانفصالات عن الدولة العباسية، واستقلال بعض الأسر المشهورة؛ كالصفاريين والسامانيين والعلويين واليعفريين والطولونيين[4]. ولم يبقَ للعباسيين في كثير من الأقاليم سوى الدعاء لهم يوم الجمعة والعيدين، ونزر يسير من الهدايا[5].

كما أثار الزنج -وهم طائفة من عبيد إفريقية- القلق والرعب في حاضرة الخلافة العباسية، وكان مسرح ثورتهم الجامحة العنيفة التي دامت أكثر من أربع عشرة سنة المستنقعاتُ الممتدة بين البصرة وواسط. وقد كلفت هذه الثورة الدولة العباسية كثيرًا من الجهود والأموال والأرواح[6]. وظهر القرامطة في سواد العراق والبحرين؛ حيث أعانهم على ذلك تشاغل الخليفة العباسي بفتنة الزنج[7]، وظهر ابن حوشب في اليمن حيث نشر دعوة المهدي، وظهر أبو عبد الله الشيعي الذي نشر الدعوة الفاطمية في المغرب[8].

الحالة الاجتماعية والاقتصادية:

أما الحالة الاجتماعية والاقتصادية، فإن المجتمع العباسي في هذه الفترة كان ينقسم إلى ثلاث طبقات رئيسة:

أ- الطبقة العليا: وتشتمل على الخلفاء والوزراء والقادة والولاة، ومن يلحق بهم من الأمراء وكبار التجار وأصحاب الإقطاع.

ب- الطبقة الوسطى: وتشتمل على رجال الجيش وموظفي الدواوين والتجار والصناع[9].

ج- الطبقة الدنيا: وتشمل أغلبية الناس من الزراع وأصحاب الحرف الوضيعة والخدم والرقيق[10].

وفي خضم هذه الظواهر الاجتماعية والاقتصادية التي طبَعَها ما روي من الترف والمجون والفساد والفقر والجهل، وما صاحب ذلك من دجل وخرافة وشعوذة وسحر وطلاسم وتنجيم[11]، ظهر القرامطة واستغلوا هذه الأجواء المشحونة لإذكاء نار الفتنة بين الناس، مذكرين إياهم ما يلقونه من ظلم وعنت، وأن ساعة الخلاص من الظلم والاضطهاد قريبة؛ مما جعل هؤلاء إزاء هذه الحالة الاقتصادية والاجتماعية السيئة على أتم استعداد للخروج على ولاة أمورهم.

وكذلك انتشرت هذه الدعوة بين أهل الحرف وعوام المدن الذين كان مستوى معيشتهم متواضعًا وظلوا جهلة لا يفهمون الشريعة، ويرون أوامرها يمكن تركها متى تطلّبت المصلحة ذلك. وهذا الجهل جعلهم طعمة سهلة للدعوة القرمطية الماكرة، خاصة في مدن الأحساء والقطيف والبحرين حيث استمرت دعوة حمدان قرمط؛ إذ أنشأ أحد دعاته وهو الحسين الجنابي دولة في الخليج، مطبقًا روح تعاليم سلفه بكل حماس، مستغلاًّ حالة التذمر من الفقر والفاقة التي كانت سائدة في تلك الجهات، خاصة بين أهل البادية الذين كان فقرهم مضرب الأمثال.

تعاليم القرامطة وعلاقتهم بالباطنية

من الثابت أن الحركة القرمطية فرقة باطنية من جماعات الدعوة الإسماعيلية؛ حيث من المسَلَّم به وجود علاقات عضوية أساسية بين الفئتين في مجال العقائد والأفكار[12]، بينما مر تاريخ العلاقات السياسية بينهما بأطوار تباينت فيه المواقف، ووصلت إلى حد المواجهات المسلحة في بعض الأحيان[13].

ومعلوم أن من أسماء الإسماعيلية التي اشتهرت بها “الباطنية”؛ ذلك لأنها قالت بالتأويل وبوجود علم ظاهري عام وعلم باطني خاص. وعلى هذا الأساس يكون معنى القرامطة هو الباطنية؛ لأنهم ادعوا أن: “لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجري مجرى اللب من القشر، وأنها تُوهم الأغبياء صورًا، وتُفهم الفطناء رموزًا وإشارات إلى حقائق خفية، وأن من تقاعد عن الغوص على الخفايا والبواطن متعثر، ومن ارتقى إلى علم الباطن انحط عن التكليف واستراح من أعبائه”[14].

تعريف القرامطة:

ومن أفضل ما قيل في تعريف القرامطة ما أورده ابن العديم في كتابه (بغية الطلب) حيث قال: “… زعموا أنهم يرجعون إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر بن علي، ونسبوا إلى قرمط؛ وهو حمدان بن الأشعث، كان بسواد الكوفة، وإنما سمي قرمطًا؛ لأنه كان رجلاً قصيرًا وكانت رجلاه قصيرتين، وكان خطوه متقاربًا؛ فسمي بهذا السبب قرمطًا.. وذكر بعض العلماء أن لفظة قرامطة: إنما هي نسبة إلى مذهب يقال له: (القرمطة) خارج مذاهب الإسلام، فيكون على هذه المقالة عزوُه إلى مذهب باطل لا إلى رجل”[15].

ثم إن الرأي الأخير يتوافق مع ما ذهب إليه بعض الباحثين المعاصرين من القوم بأن كلمة “قرمطة” هي كلمة أرامية تعني العلم السري[16].

وقد استغل القرامطة وغيرهم من الباطنية الأوضاع الاجتماعية المتدهورة، والأحوال الاقتصادية المزرية، والنزاعات السياسية، فبثوا فكرة الإمام المهدي المنتظر الذي سيحرر الناس من الظلم والحيف، ومن كافة الأغلال والقيود.

وعن طريق هذه الفكرة تغلغل تأثيرهم الموجه إلى محيط العامة وجميع الفئات المهمشة اجتماعيًّا، خاصة في الأرياف، وبعثوا في نفوسهم الأمل بدنوِّ النصر وقرب ساعة التحرير، وما ذلك إلا وسيلة لاستقطابهم وجذبهم إلى عقائدهم وأفكارهم.

عقائدهم:

تقوم تعاليمهم في مجال العقائد (الإلهيات والنبوات) على إنكار وجود الله تعالى وجحد أسمائه الحسنى وصفاته العُلا، والقول بقدم العالم، وتحريف شرائع النبيين والمرسلين، مع التستر بدعوى التأويل حينًا والتجديد حينًا آخر، وتذرعوا بأحاديث يختلقونها أو بنصوص يحرفونها أو يؤولونها، وعامة تأويلاتهم مبنية على أصول المجوس وبعض نظريات الفلاسفة كأرسطو.

وقد نقل الغزالي مذهبهم في الإلهيات في كتابه (فضائح الباطنية) بقوله: “وقد اتفقت أقاويل نقلة المقالات من غير تردد أنهم قائلون بإلهين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمن؛ إلا أن أحدهما علة لوجود الثاني، واسم العلة السابق واسم المعلول التالي، وأن السابق خلق العالم بواسطة الثاني لا بنفسه، وقد يسمى الأول عقلاً والثاني نفسًا”[17]، وهذا إلحاد لا شك فيه.

أما اعتقادهم في النبوات فهو قريب من اعتقاد الفلاسفة: وهو أن النبي عبارة عن شخص فاضت عليه من السابق بواسطة الثاني قوة قدسية صافية مهيأة لأنْ تنتقش عند الاتصال بالنفس الكلية بما فيها من الجزئيات، كما قد يتفق ذلك لبعض النفوس الزكية في المنام حتى تشاهد من مجاري الأحوال في المستقبل. ويعتقدون أن جبريل عبارة عن العقل الفائض عليه، لا أنه شخص متجسم متركب عن جسم لطيف أو كثيف يناسب المكان حتى ينتقل من علو إلى أسفل[18].

والقرآن الكريم في نظرهم عبارة عن ظواهر هي رموز إلى بواطن يفهمها -بزعمهم- الإمام المعصوم فيتعلمونها منه[19]. وقد أنكروا القيامة، وأوَّلوا القيامة الواردة في النصوص وقالوا: إنها رمز إلى خروج الإمام وخروج قائم الزمان، وأنكروا بعث الأجساد والجنة والنار[20].

أما اعتقادهم في التكاليف الشرعية فهو الإباحة المطلقة، واستحلال المحرمات، ورد أحكام الشريعة بحجة أن المدركين للحقائق تسقط عنهم التكاليف[21].

وفي الإمامة يقولون بأنه لا يكون بعد النبي محمد إلا سبعة أئمة هم: علي الإمام الرسول، الحسن، الحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، ومحمد بن إسماعيل بن جعفر؛ وهو الإمام القائم وخاتم النبيين. وقالوا: إن الرسول انقطعت رسالته في حياته في اليوم الذي أمر فيه بتنصيب أمير المؤمنين علي بغدير خم، فصارت الرسالة من ذلك اليوم إليه، وصار النبي تابعًا لعلي محجوبًا به[22].

ومن جهة استحلالهم للأموال والفروج وسفكهم دماء المخالفين والشهادة عليهم بالكفر والشرك[23]؛ فهم على مذهب البهيسية والأزارقة من الخوارج.

حالهم عند التمكين:

وعلى العموم، فإن السرية والتكتم غالبان عليهم في حالة الاستضعاف، أما عند الظهور والغلبة فكانوا ينادون بآرائهم جهارًا ويعلنون ما كانوا يخفون؛ فعندما وقع لهم التمكين في البحرين أظهروا تكذيب الأنبياء وتعطيل الشرائع، وأخذوا الناس بلعن الأنبياء جهارًا في الأسواق، وتصدروا لإحراق المصاحف، وأعلنوا براءة الذمة ممن ترك عنده شيئًا من المصاحف أو التوراة والإنجيل وجميع ذلك كله، والأمر بطرحه في الحشوش والاستنجاء به، ونادوا بنكاح الأمهات والأخوات وذوات المحارم، وإباحة اللواط[24].

وفي زمن الخليفة المقتدر، كان مَنْ في بغداد من الباطنية قد راسلوا أبا طاهر بن أبي سعيد في البحرين بضعف السلطان، وطلبوا منه أن يركب إلى بغداد ليستولي عليها، فسار القرامطة إلى العراق يقتلون وينهبون، وقال قائلهم: ما بقي شيء ينتظر، وما جئنا لإقامة دولة ولكن لإزالة شريعة[25].

ومن أعمالهم الشنيعة أنهم أغاروا على الحُجاج في بيت الله، وسلبوا البيت وقلعوا الحجر الأسود وحملوه معهم إلى الأحساء[26]، وسبوا من النساء العلويات والهاشميات وسائر الناس نحو عشرين ألفًا[27].

أساليب القرامطة في الدعوة

– إظهار الإسلام وإبطان الكفر:

فهم يتسترون بالإسلام وبقراءة القرآن وبالصلاة والصيام[28]، ويظهرون حب آل البيت والعفاف والزهد وترك الدنيا والإعراض عن الشهوات، ويأمرون بالصدق والأمانة والمعروف[29]، وفي حقيقة الأمر هم على خلاف ذلك؛ إذ يبطنون الكفر والزندقة والتعطيل وبغض الأنبياء والرسل، ويميلون إلى المجون والخلاعة والانغماس في اللذات والشهوات[30].

وفي كل ذلك قد أوثقوا أمورهم بالسرية، وبأخذ الأيمان والعهود على من أجابهم بكتمان ما يبوحون له به من أسرارهم، ولا يكشفون أمرهم إلا بالتدرج على قدر طمعهم في الشخص[31].

– الاستدراج والحيلة:

إنهم يتصلون بالناس سرًّا، وينقلونهم عن الإسلام بالحِيَل والأيمان الخادعة، ويستدرجونهم إلى مذهبهم من حيث يوافق رأيه لا يشعرون شيئًا فشيئًا، ويخاطبون كل فريق بما يوافق رأيه بعد أن يظفروا منه بالانقياد لهم والموالاة لإمامهم[32]؛ إذ يوصون دعاتهم فيقولون للداعية: إذا وجدت من تدعوه فاجعل التشيع دينك، وادخل عليه من جهة ظلم الأمة لعلي، وقتلهم الحسين وسبيهم لأهله، والتبرأ من تيم وعدي وبني أمية وبني العباس، وقل بالرجعة، وأن عليًّا يعلم الغيب. فإذا تمكنت منه أوقفته على مثالب علي وولده، ثم بيَّنت له بطلان ما عليه أهل ملة محمد وغيره من الرسل[33].

وإن كان يهوديًّا فادخل عليه من جهة انتظار المسيح، وأن المسيح هو محمد بن إسماعيل بن جعفر؛ وهو المهدي، واطعن في النصارى والمسلمين، وإن كان نصرانيًّا فاعكس، وإن كان صابئيًّا فتعظيم الكواكب، وإن كان مجوسيًّا فتعظيم النار والنور، وإن وجدت فيلسوفًا فهم عمدتنا؛ لأننا نتفق وهم على إبطال النواميس والأنبياء، وعلى قدم العالم[34].

ومن رأيته زيديًّا أو إماميًّا فأظهر له بغض أبي بكر وعمر، ثم أظهر له العفاف والتقشف وترك الدنيا والإعراض عن الشهوات، ومر بالصدق والأمانة، فإذا استقر عنده ذلك فاذكر له ثلب أبي بكر وعمر[35]، وإن كان سنيًّا فاعكس[36]، وإن كان مائلاً إلى المجون والخلاعة فقرِّر عنده أن العبادة بَلَهٌ والورع حماقة، وإنما الفطنة في اتباع اللذة وقضاء الوطر من الدنيا الفانية[37].

– خداع الناس:

وقد اتخذوا التظاهر بحب آل البيت والتستر بالتشيع وسيلة للتحايل على الناس، وخداعهم أثناء دعوتهم لهم.

ومن أساليبهم في خداع الناس اتخاذ الدين مطية لبلوغ أهدافهم، واستغلال ظروف الناس المعيشية المتدنية وعواطفهم الملتهبة للإصلاح برفع شعارات براقة؛ فعندما ثار القرامطة سنة 315هـ كانت لهم أعلام بيض مكتوب عليها: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5][38].

– مكان دعوتهم:

كانوا يقصدون بدعوتهم الأماكن النائية والمنعزلة التي يوجد بها الديلم والأعراب الذين قلَّ بحثهم ونظرهم، ويذهبون إلى الأطراف البعيدة التي استولى على أهلها الغفلة والجهلة والطيش[39]، ويقطعونهم عن البحث والاستدلال بالعهود والأيمان المغلظة، ويجتهدون في زلزلة عقائد الناس بإلقاء المتشابه؛ فإن سكت محدثهم سكتوا، وإن ألحَّ قالوا: عليك العهد والميثاق على كتمان هذا السر، ثم يخبرونه ببعض الشيء ويقولون: هذا لا يعلمه إلا آل رسول الله ، ويقولون: هذا الظاهر له باطن، وفلان يعتقد ما نقوله ولكنه يستره، ويذكرون له رجلاً فاضلاً ببلد بعيد[40].

——————————————————————

[1] انظر: محمود إسماعيل: الحركات السرية في الإسلام ص117.

[2] برنارد لويس: أصول الإسماعيلية ص149.

[3] النويري: نهاية الأرب 5/68، 191، 233؛ والقاضي عبد الجبار: تثبيت دلائل النبوة 2/386، 594، 595؛ والمقريزي: المقفى الكبير في تراجم أهل مصر والوافدين عليها 3/294.

[4] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 9/306، 308، 363، 381؛ والنويري: نهاية الأرب 25/81، 331، 373.

[5] ظاهر العمر: الخلافة العباسية في عصر الفوضى العسكرية ص244، 245.

[6] النويري: نهاية الأرب 25/119، 125، 132، 138.

[7] المصدر السابق 25/229.

[8] المصدر نفسه 28/77.

[9] أحمد أمين: ظهر الإسلام 1/114؛ وحسن أحمد محمود: العالم الإسلامي في العصر العباسي ص177.

[10] المرجع نفسه 1/114.

[11] النويري: نهاية الأرب 28/68.

[12] سهيل زكار: مقدمة الجامع في أخبار القرامطة ص21؛ وبرنارد لويس: أصول الإسماعيلية ص135-137؛ وعارف تامر: القرامطة ص120.

[13] المقريزي: المقفى الكبير 3/297.

[14] ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 12/289.

[15] بغية الطلب في تاريخ حلب (الجامع في أخبار القرامطة ص277)، وانظر كذلك: المقفى للمقريزي 3/300.

[16] سهيل زكار: مقدمة الجامع في أخبار القرامطة ص29.

[17] الغزالي: فضائح الباطنية ص38.

[18] المصدر نفسه ص40، 41.

[19] المصدر نفسه ص52.

[20] المصدر نفسه ص44.

[21] المصدر نفسه ص47.

[22] المصدر نفسه ص44.

[23] المقريزي: اتعاظ الحنفاء ص158.

[24] القاضي عبد الجبار: تثبيت دلائل النبوة 2/387.

[25] المصدر نفسه 2/383.

[26] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 6/203.

[27] القاضي عبد الجبار: تثبيت دلائل النبوة 2/385.

[28] المصدر نفسه 2/376.

[29] ابن الجوزي: المنتظم 12/293.

[30] القاضي عبد الجبار: تثبيت دلائل النبوة 2/380، 386، 387، 388.

[31] المصدر نفسه 2/376.

[32] الغزالي: فضائح الباطنية ص37.

[33] ابن الجوزي: المنتظم 12/293.

وهكذا يتسم أسلوب دعوتهم بالمرحلية: ففي المرحلة الأولى ينادون بالتشيع لآل البيت، وفي المرحلة الثانية يقولون بالرجعة وأن عليًّا يعلم الغيب، وفي المرحلة الثالثة يشرعون للمدعو مثالب علي وأولاده، وبطلان ما عليه أهل ملة الإسلام.

[34] المصدر نفسه 12/293.

[35] البغدادي: الفرق بين الفرق ص227.

[36] ابن الجوزي: المنتظم 12/294.

[37] البغدادي: الفرق بين الفرق ص226.

[38] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 6/194.

[39] القاضي عبد الجبار: تثبيت دلائل النبوة 2/376.

[40] ابن الجوزي: المنتظم 12/294.

*المصدر : موقع رابطة علماء المسلمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى