تقارير وإضاءات

الذكرى 26 لإحدى أبشع المجازر بحق المسلمين في العالم.. تعرف عليها

الذكرى 26 لإحدى أبشع المجازر بحق المسلمين في العالم.. تعرف عليها

إعداد إبراهيم هايل

حلت الأحد الماضي، الذكرى السنوية الـ 26 لإحدى أبشع المجازر بحق المسلمين في العالم، والتي ارتكبت تحت أعين وأنظار قوات “حفظ السلام” التابعة للأمم المتحدة دون أن تحرّك ساكنا.

هي مجزرة “سربرينيتسا”، التي ارتكبتها القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش، في سربرنيتسا بالبوسنة والهرسك، يوم 11 تموز/يوليو 1995، بعد أن أعلنتها الأمم المتحدة أنها “منطقة آمنة“.

سربرينيتسا

أكبر مذبحة ضد المسلمين في التاريخ الحديث

عرفت البشرية إحدى أبشع المجازر في التاريخ، خلال الحرب التي دارت في البوسنة والهرسك سنة 1995 وراح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم أغلبهم من الشيوخ والأطفال، على يد قوات صرب البوسنة.

وخلال المجزرة قامت القوات الهولندية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة هناك، بتسليم عشرات الآلاف من البوسنيين المسلمين إلى القوات الصربية.

ورغم مرور 26 عاما على المجزرة إلا أنه لم يتم بعد العثور على الكثير من رفات الضحايا، حيث دفنَ الصرب القتلى البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد انتهاء الحرب أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم.

سربرينيتسا

آلاف المسلمين قتلوا أمام أعين الأمم المتحدة

يعتبر الكثيرون مذبحة سربرنيتسا أسوأ جريمة وحشية على الإطلاق لم تشهد مثلها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فعلى خلفيّة تفكك الاتحاد اليوغوسلافي خلال التسعينيات من القرن المنصرم، نتج عن ذلك سبعة كيانات منفصلة وهي: صربيا، والجبل الأسود، والبوسنة والهرسك، وكرواتيا، ومقدونيا، وسلوفينيا، وكوسوفو.

ورغم أن عملية انفصال كل كيان من السابق ذكرها لم تكن من السهلة على الإطلاق، فإنه من بين جميع الصراعات كانت الحرب في البوسنة هي الأكثر دموية لأنها كانت الأكثر انقساماً على الصعيدين العرقي والديني.

وفي ظروف مروعة تم طرد أكثر من مليونين من سكان البوسنة والهرسك من منازلهم في عملية تطهير عرقي بربري، وعلى الرغم من إعلان الأمم المتحدة مدينة سربرنيتسا منطقة آمنة تقع تحت حمايتها، فإن ذلك لم يشفع لها ولم يتورّع الصرب عن اقتحامها بكل همجية في 11 تموز/يوليو 1995.

فكانت النتيجة مجزرة جماعية، حيث قتل الصرب ما يزيد على 8 آلاف طفل وشيخ ورجل بوسني تراوحت أعمارهم بين 7 و70 عاماً، وذلك وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة وقد تمت المجزرة على مدار 11 يوماً، ولم يتحرك المجتمع الدولي خلالها لإنقاذ أرواح البوسنيين.

سربرينيتسا

عدد الشهداء في تزايد حتى الآن

وبالرغم من مرور ما يزيد على ربع قرن على المذبحة، فإن السلطات البوسنية لا زالت تعمل حتى اليوم وعلى مدار العام كله على استخراج جثث ورفات الضحايا من المقابر الجماعية، والتحقق من هويتها ثم دفنها في مراسم شعبية.

وحتى الآن، تم التعرف على هوية 7 آلاف من ضحايا المذبحة بفضل اختبارات الحمض النووي، بينما يتم بين حين وآخر اكتشاف المزيد من القبور الجماعية.

وارتكبت القوات الصربية، العديد من المجازر بحق مسلمين، إبان فترة “حرب البوسنة” التي بدأت عام 1992 وانتهت في 1995 بعد توقيع اتفاقية “دايتون”، وتسببت الحرب بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.

وبالرغم من مرور 26 عاما على المأساة، إلا أن الألم لا يزال يعتصر قلوب مسلمي البوسنة، مع كل اكتشاف جديد لمقابر جماعية لمذابح الإبادة الصربية التي ارتُكبت بحقهم، فعدد الشهداء حتى الآن مازال في تزايد.

المصدر: وكالة أنباء تركيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى