أخبار ومتابعات

إسطنبول.. اختتام النسخة الرابعة من فعاليات “أسبوع القدس العالمي” بتقديم مساهمات مالية لدعم فلسطين

إسطنبول.. اختتام النسخة الرابعة من فعاليات “أسبوع القدس العالمي” بتقديم مساهمات مالية لدعم فلسطين

انتهت فعاليات النسخة الرابعة من أسبوع القدس العالمي في إسطنبول، مساء الجمعة الماضي، بتقديم مساهمات مالية من علماء ومؤسسات إسلامية لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها جراء العدوان الإسرائيلي الأخير.

وتم ذلك خلال مهرجان “طوفان العطاء” عبر منصة افتراضية، كجزء من فعاليات الأسبوع التي امتدت منذ الثاني من فبراير في عدة دول منها تركيا، قطر، ماليزيا، بنغلاديش، الجزائر، موريشيوس، إندونيسيا وباكستان.

وركز المتحدثون في المهرجان على أهمية التبرعات لدعم السكان في غزة، مؤكدين أهمية جهاد المال في ظل الأزمات الإنسانية التي يواجهونها.

وبلغت قيمة التبرعات في نهاية الفعالية 127 ألف دولار، بالإضافة إلى تبرعات بقيمة حوالي 1.5 مليون دولار من رجال الأعمال والتجار في تركيا.

أسمى أشكال التضامن

ولفت شان أوجاك إلى أن هذه الأموال جُمعت من خلال تخصيص سكان المدينة لأرباح يوم واحد لصالح أهل غزة، وأشار إلى استمرار الحملة لمدة أسبوع إضافي بهدف تعزيز الدعم المقدم.

وفي إطار مشاركته بمهرجان “طوفان العطاء”، أكد الداعية محمد الحسن بن الددو أهمية الانخراط الفعّال في “طوفان العطاء”، وأشار إلى أن تسمية هذه المبادرة بـ”الطوفان” لا تأتي إلا للدلالة على عظمتها وأهميتها البالغة.

كما دعا الددو المشاركين، إلى التبرع بسخاء في سبيل دعم أهل غزة، مؤكدا أن الإنفاق في سبيل الله يُعد من أسمى أشكال الدعم والتضامن. كما شدد على ضرورة العمل بكل الوسائل الممكنة لنصرة المسجد الأقصى وإنقاذه، معتبرا التبرع لهذا الغرض من أولويات الدعم الذي يجب أن يقدمه المسلمون لإخوانهم في فلسطين.

ومن غزة، نقل مدير مستشفى الكويت التخصصي في غزة صهيب الهمص صورة مؤلمة للواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع، داعيا العالم العربي والإسلامي إلى اتخاذ خطوات جادة وفاعلة لدعم غزة، معربا عن أن خيبة أمل الشعب الفلسطيني شديدة في رد فعل الدول العربية والإسلامية تجاه المذابح المرتكبة بحقهم.

وأوضح الهمص أن المساعدات المقدمة، مهما كانت كبيرة، لا تكفي وحدها لدعم الشعب في غزة، مؤكدا ضرورة التحرك العملي والضغط من أجل وقف إطلاق النار وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين.

ومن جانبه، أكد عبد المجيد الزنداني، رئيس هيئة علماء اليمن، على شرعية المقاومة كوسيلة لاسترداد الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددا على الدور الأساسي الذي يلعبه الجهاد بالمال في هذه دعم استمرارية هذا الطريقة.

تعزيز الوعي

وشهد أسبوع القدس العالمي، العديد من الفعاليات التي أُقيمت بهدف دعم القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على معاناة أهالي قطاع غزة والدفاع عن حقوقهم، كما برزت القدس والدفاع عن المسجد الأقصى كأحد أهم المواضيع التي سلط عليها الضوء لاسيما مع اقتراب شهر رمضان.

ومن أبرز هذه الفعاليات، كانت مهرجانات “طوفان الأمة”، “طوفان العلماء”، “طوفان العالمات”، و”طوفان الشباب”، و”طوفان العطاء”، التي جمعت أصواتا متعددة من شتى أنحاء العالم للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني.

إلى جانب ذلك، تمت الدعوة لتنظيم مظاهرات سلمية تطالب بوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة، مؤكدة على أهمية الحفاظ على حياة المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية. كما وجهت هيئة العلماء المسلمين دعوات بتوحيد خطب الجمعة في مساجد العالم الإسلامي، لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية وتوجيه الدعاء لأهالي قطاع غزة.

لم تقتصر هذه الفعاليات على الدعم المعنوي فحسب، بل شملت جمع التبرعات والمساعدات الإنسانية، بهدف تخفيف الأعباء عن كاهل العائلات المتضررة وإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي في القطاع.

تفاعل غير مسبوق

وفي حديثه للجزيرة نت، قال محمد خير موسى، عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين، إن “أسبوع القدس العالمي” يمثل مبادرة عالمية مفتوحة بقيادة هيئات ومؤسسات عالمية، تهدف إلى تخصيص الأسبوع الأخير من شهر رجب من كل عام، والذي يصادف ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير صلاح الدين الأيوبي المسجد الأقصى، كأسبوع عالمي، عبر إحيائهما بمختلف البرامج والفعاليات في مختلف البلاد.

وأوضح أن “أسبوع القدس العالمي” لهذا العام حظي بانتشار واسع وتأثير كبير، مستمدا قوته من تضحيات أهالي قطاع غزة، وأن هذه النسخة من الفعالية شهدت تفاعلا غير مسبوق في تعبير عن تفاعل الأمة مع حرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بجانب الجهد التراكمي الذي قدمه المشرفون على تنفيذ الفعالية على مدار السنوات الماضية.

وأشار إلى أن نضال غزة ومقاوميها تجاوز حماية حدود الأرض الفلسطينية ليشمل الدفاع عن القيم والمبادئ الإنسانية في كل أنحاء العالم، الأمر الذي يحتم على أفراد الأمة الإسلامية تخطي مرحلة التضامن السلبي والتعاطف العابر إلى الانخراط بفعالية وجدية في الأحداث الجارية.

وأوضح موسى أن الاعتياد على الظلم والتجاهل للمجازر يعد في حد ذاته مشاركة في الجريمة، مؤكدا على ضرورة أن تكون الأحداث الجارية في فلسطين وغزة بالتحديد، دافعا للأمة لتجديد الالتزام والعمل الدؤوب نصرة للقضية ودعما لأهل غزة في مواجهة التحديات الراهنة.

المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى