متابعات

أول رئيسة لمجلس مسلمي بريطانيا: الأولوية لمحاربة الإسلاموفوبيا والتمييز ضد المحجبات

أول رئيسة لمجلس مسلمي بريطانيا: الأولوية لمحاربة الإسلاموفوبيا والتمييز ضد المحجبات

حققت الشابة البريطانية زارا محمد إنجازا تاريخيا بنجاحها في الوصول لمنصب رئيسة مجلس مسلمي بريطانيا، لتكون بذلك أول امرأة تصل لهذا المركز، وكذلك أصغر شخص يقود أكبر تجمع للهيئات المسلمة في المملكة المتحدة.

وأحدث اختيار زارا لقيادة المجلس أصداء إيجابية سواء بين صفوف الأقلية المسلمة في المملكة المتحدة، وحتى لدى غير المسلمين، لما في الاختيار من تقديم لنموذج المرأة المسلمة القائدة.

الجزيرة نت حاورت زارا، المنشغلة هذه الأيام في إنجاز مقابلات مع وسائل الإعلام البريطانية، واستقبال التهاني من المؤسسات المسلمة وغير المسلمة، لمعرفة أولوياتها في العمل خلال المرحلة المقبلة، وموقفها من الإسلاموفوبيا والعنصرية.

من هي؟

زارا محمد من مدينة غلاسكو في أسكتلندا، وتبلغ من العمر 29 عاما، حاصلة على شهادة الماجستير في قانون حقوق الإنسان، ومستشارة في التدريب والتنمية، وسبق لها أن شغلت منصب مساعدة الكاتب العام لمجلس مسلمي بريطانيا، وحاليا “أنا أول امرأة ترأس المجلس في التاريخ، هذا المجلس الذي يعتبر المظلة لأكثر من 600 مؤسسة إسلامية بالمملكة المتحدة”.

ما شعوركم بعدما وصلتم لهذا المنصب؟

أن يتم اختياري كأول امرأة ترأس المجلس هو تشريف كبير لي، وأتمنى أن يكون نموذجا ملهما للمسلمات خصوصا الشابات، وذلك ليبادرن ويحصلن على المناصب القيادية، لأنهن المستقبل سواء داخل المجلس أو في البلاد بصفة عامة.

صحيح أن صناعة التاريخ تعتبر مسؤولية كبيرة وثقيلة، ولكن أيضا هي أمر محفز ويثير حماستي، لكي أكون امرأة تتولى هذه المهمة الكبيرة وهي تمثيل مؤسسة إسلامية كبيرة، وأتمنى أن أقدم النموذج للبقية، وأنا مختلفة تماما عن المفهوم التقليدي للقيادة في مجتمعنا.

كيف نجحتم؟

كنت مساعدة للكاتب العام لمجلس مسلمي بريطانيا بداية مساري بالمجلس، وكنت جد نشيطة خصوصا خلال فترة وباء كورونا، حيث بذلت الكثير من الجهود للمساعدة، وعملت بجد لتقديم يد العون لمواجهة الوباء، ويظهر أن قيادة المجلس شاهدت قدراتي وكفاءتي، وبالفعل عندما وصلنا لانتخابات اختيار الرئاسة الجديدة للمجلس وضعوا ثقتهم بي وبالرؤية التي أحملها لتطوير عمل المجلس.

وأعتقد أيضا أن التصويت لصالحي جاء ثمرة لعملي الصادق والمستمر داخل المجلس، ولأني أحمل رؤية تفهم حاجيات عمل المجلس وكذلك ما يحتاجه المسلمون في هذه البلاد.

ما أهم التحديات التي تواجهكم؟

أهم تحد سأعمل على مواجهته هو الإسلاموفوبيا، ستكون الأولوية بالنسبة لي الاتفاق على تعريف موحد ورسمي للإسلاموفوبيا، وحاليا نشتغل على دراسة حول الموضوع، وسوف نعمل مع الجهات الحكومية لتبني التعريف الذي نقترحه للإسلاموفوبيا (الكراهية ضد المسلمين).

لا يجب اختزال الإسلاموفوبيا فقط في الاعتداءات اللفظية والعبارات العنصرية، ولكن هناك تمييز مؤسساتي ضد المسلمين، مثلا في ما يتعلق ببعض أماكن العمل، حيث يتم حرمان المرأة من العمل بسبب الحجاب، أو لأن الشخص يحمل اسما مسلما، وهذه ظاهرة خطيرة.

سوف أعمل حتى يتم تعليم الأطفال في المدارس معنى الإسلاموفوبيا، وتلقينهم النتائج الخطيرة لهذه الظاهرة، إضافة لمسألة تحصين ودعم النساء المحجبات لأنهن يواجهن تحديات كبيرة وهن الأكثر عرضة للاعتداءات العنصرية.

والعمل على محاربة الإسلاموفوبيا يجب أن يكون إستراتيجيا وليس كرد فعل على أحداث معينة، وسأتعاون مع الجميع، ليس فقط في بريطانيا وإنما في العالم من أجل مواجهة هذه الظاهرة العالمية فقد وصلت لمستويات مقلقة، وأن نقنع أي مسلم في الغرب أنه سفير للديانة التي يعتنقها ويجب أن يمثلها أفضل تمثيل.

مسلمو بريطانيا تعرضوا لهجمات عنصرية متزايدة خاصة مع تصاعد خطاب اليمين المتطرف (رويترز)

هل تعتبرون صوت المسلمين مسموعا؟

هناك سوء فهم للمسلمين وعدم معرفة جيدة بهم، ولهذا سأعمل على أن يكون للمسلمين روايتهم المسموعة، وأن يتاح لهم التعريف بأنفسهم، لا أن يتحدث الآخرون باسمهم، فهناك الكثير من غير المسلمين وغير العنصريين، ولكن تنقصهم المعرفة الجيدة بالمسلمين، ولهذا علينا إسماع صوتنا والحديث عن أنفسنا بكل ثقة.

وما القضايا الأخرى التي تشغلكم؟

أول قضية هي وباء كورونا، والعمل على المساهمة في مواجهته خصوصا في صفوف الأقليات الأكثر هشاشة وفقرا، وأيضا محاربة الشائعات والأخبار الزائفة التي تتزامن مع عملية التطعيم، وحسب متابعتي فهناك حاجة كبيرة للمتابعة النفسية والمعنوية للكثير من الأشخاص الذين عانوا من الوباء.

كما أظهر الوباء أن هناك تفاوتا اجتماعيا بين العديد من المجموعات في البلاد، وعلينا العمل على تقليص هذه الفوارق، وأخيرا يجب الاهتمام بالتنوع الثقافي، من خلال إظهار هذا التنوع والاحتفاء به لأنه سيكون أفضل رد على العنصرية.

كيف ترون مستوى المشاركة السياسية؟

أنا أشجع على المشاركة السياسية أكثر وأكثر، ما زلنا في حاجة لتكثيف مساهمة المسلمين في العمل السياسي والانخراط في الشأن العام، وهذا لن يتحقق إلا عبر التربية السياسية وإقناع المسلمين بأهمية المشاركة السياسية لأنها طريق مهم لإسماع أصواتهم.

وسيكون علينا الرفع من مستوى الثقافة السياسية لدى المسلمين لفهم الوضع في البلاد وكيف تسير الأمور وكيف يتم اتخاذ القرارات، حينها سيصبح المسلمون أكثر قدرة على الحديث عن حقوقهم، والترافع من أجل القضايا التي تهمهم، وألا يتركوا للآخرين تقرير مصيرهم عوضا عنهم.

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى