متابعات

د. نواف تكروري: الهرولة الرسمية العربية نحو التطبيع تشجع إسرائيل على ارتكاب مزيد من الجرائم

د. نواف تكروري: الهرولة الرسمية العربية نحو التطبيع تشجع إسرائيل على ارتكاب مزيد من الجرائم

اعتبر الدكتور نواف هايل تكروري عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج، أن ما وصفها بـ “الهرولة الرسمية العربية” نحو التطبيع شجعت إسرائيل على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، مشيرا إلى أن علماء فلسطين يقومون بحملة عالمية واسعة من أجل كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومقاومة التطبيع المتزايد معه.

جاءت تصريحاته لصحيفة “القدس العربي”.
وشدّد على أن جزءً من تراجع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية يرجع إلى «وهم في أذهان بعض القادة العرب أن هذا الكيان ممكن أن يكون حلفاً ضد أي عدو آخر، وهو وهم لا حقيقة له»، حسب وصفه.
وقال تكروري إنه “لا شك أن جرائم الكيان الصهيوني بحق المقدسات في فلسطين تزداد يوماً بعد يوم، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك الذي تزداد حملة التهويد عليه، من اقتحامات ومحاولات متكررة لتقسيمه ومنع المسلمين من الدخول إليه”.
وأضاف “نرى أن من أهم ما شجع الكيان على زيادة منسوب جرائمه في فلسطين هو مساندة العالم الغربيّ، ففي الوقت الذي ينادي فيه الغرب بحريّة الإنسان هنا وهناك فإنّه يساند الكيان الأكثر عنصريّة في هذا العالم الذي اقتلع شعباً كاملًا من أرضه ووطنه وهجّره في أصقاع الأرض وارتكب المجازر بحقّه”.
وتابع “وكذلك فإنّ بعض المواقف الرسمية في العالم العربي المهرولة للتطبيع مع هذا الكيان تضفي عليه المشروعيّة وتبارك أفعاله الإجراميّة ساهمت في تشجيع هذا الكيان على ارتكاب المزيد من الجرائم”.
وأكد تكروري على أن الهيئة وبالتعاون مع «علماء الأمة» قامت بالعديد من التحركات العملية “لفضح حقيقة الكيان وتدين التصرفات التطبيعية معه”، شدد على وجود مسؤولية جماعية تتمثل في ثني كل من يتورط بالتطبيع بالتوعية والوسائل المتاحة ودعم صمود الشعب الفلسطيني وتثبيت أهل القدس بكل السبل المتاحة وفضح ممارسات الاحتلال.
وحول أبرز ما قامت به الهيئة من أجل مكافحة التطبيع المتزايد مع إسرائيل، أوضح تكروري أن الهيئة تمكنت بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين ومؤسسات علمائية دولية أخرى، تمكنت من إصدار «ميثاق علمي شرعي» يوضح الموقف الشرعي من التطبيع مع إسرائيل ويبين مخاطر التطبيع على الأمة وعلى قضية فلسطين.
وقال: “قامت الهيئة بترجمة هذا الميثاق إلى تسع لغات (التركية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والأوردية والهوسا والكردية والملاوية) إضافة إلى العربية، ونشرته بكل هذه اللغات ليعم الوعي، وانبثق الميثاق عن مجموعة من البحوث العلمية المفصلة في تأصيل المسألة، ثم صيغت بشكل مواد بلغت 43 مادة تناولت كل الآثار المترتبة على التطبيع، وقد وقع على الميثاق أكثر من 300 عالم من علماء الأمة ونحو أربعين مؤسسة علمائية ما بين اتحاد ورابطة وهيئة ومركز تعليمي”
وعن الانقسام الفلسطيني ودوره في تراجع مكانة القضية الفلسطينية، قال تكروري: «الفلسطينيون جزء من أصحاب القضية الفلسطينية وليسوا أصحابها الوحيدين؛، فالقضية الفلسطينية قضية أمة، بل قضيّة الأحرار في كلّ هذا العالم، وليست قضية شعب ولا تنظيمات وفصائل وحسب، وهي على المستوى الفلسطيني مسؤولية الجميع شعباً وسلطة وفصائل»، مستدركاً: «لكنها في الوقت نفسه قضية أمة، إذ أن فلسطين وبيت المقدس بلاد مباركة مقدسة وهي للمسلمين جميعاً، وبالتالي فإن الاهتمام بها لا يجوز أن ينحصر بالفلسطينيين».
وأضاف: “لا شك أن الخلافات الفلسطينية الفلسطينية والانقسام ما بين أجزاء وجغرافيا البلاد وتنظيماتها إلى سلطة ومقاومة لها أثر سلبي على القضية، ولكن هذا كله لا يسوغ للمسلمين في العالم دولاً وجماعات وأحزابا وأفرادا ربط نصرتهم لفلسطين بالحالة الفلسطينية، وذلك أن هذه القضية وإن وجب على الشعب الفلسطيني تقديرها وتحمل مسؤولياته تجاهها، إلا أنه لا يوجد للبلاد العربية والإسلامية أي عذر بالتخلي عن هذه القضية أو تراجع الاهتمام بها، إذ هي مسؤولية الجميع ولو تخلى البعض لعذر أو لغير عذر لا يخلي مسؤولية الآخرين”.
وأكد على أنه «ما من شك في أن هناك تراجعاً كبيراً في الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية.. بعض هذا التراجع سببه الأنظمة التي طغت على شعوبها وقهرتهم، مما أشغلهم عن مواجهتها، وعلى كل حال فهذا النوع من التراجع آنيّ، فإن الشعوب إذا تحررت من طغاتها فسيكون نفعها لفلسطين أكبر».

مضيفاً: «وجزء من هذا التراجع مبناه وهم في أذهان بعض القادة العرب أن هذا الكيان ممكن أن يكون حلفاً ضد أي عدو آخر، وهو وهم لا حقيقة له»، حسب وصفه.
وأوضح تكروري أن هيئة علماء فلسطين في الخارج “هيئة علمائية تجمع علماء الشريعة من حملة الماجستير والدكتوراة من المتخصصين الشرعيين من أبناء الشّعب الفلسطيني خارج فلسطين في مختلف أنحاء العالم، حيث بلغ عدد المنتمين إليها حوالى 300 عالم وعالمة»، لافتاً إلى أنها «تمارس دوراً محورياً في حشد طاقات علماء الأمة وتحريكهم للتفاعل مع قضيّة فلسطين”.

والجدير بالذكر أن هيئة علماء فلسطين في الخارج هي عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نقلاً عن هيئة علماء فلسطين في الخارج)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى