فعاليات ومناشط علمائية

بيان انطلاقة علماء الأمة للسعي في تحرير المعتقلين

بيان انطلاقة علماء الأمة للسعي في تحرير المعتقلين

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد،

فإن العلماء يتابعون بكل أسى وأسف وإنكار ما وصلت إليه حالة حقوق الإنسان في الأمة من إهدار، وما انتشر في عدة بلدان من اعتقالات، بل وصل الأمر إلى استباحة الدماء المعصومة، وإزهاق الأنفس البريئة بإصدار الأحكام المسيسة في القضايا الملفقة، والتحقيقات المزورة، والاعترافات المنتزعة تحت أبشع صور التعذيب والتنكيل، مما يوجب على الأمة كلها إنكار ذلك بكل الوسائل المشروعة، وأن يقف الناس أمامه صفًّا واحدًا؛ قيامًا بالحق ونصرةً للخلق.

وإن العلماء وقد أخذ الله عليهم العهد والميثاق بالبيان الشرعي، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسعي في نصرة المستضعفين واستنقاذ الأبرياء، يتنادون اليوم مع كل أحرار الدنيا للقيام بواجبهم الشرعي وسعيهم العملي في هذه القضية، ويتعاهدون على مواصلة العمل ليلا ونهارا، ويجددون عهدهم مع الله والناس على بذل كل الجهود المتاحة، والتواصل والتفاعل وتحريك كل الوسائل المفضية إلى تحرير المعتقلين وفك أسْرهم في سائر الأقطار عامة وفي مصر خاصة.

وإن العلماء إذ يتصدرون للقيام بأداء هذه الأمانة بحقها،وبوقنون بأن الأمة لا تعوزها الإمكانات لنيلحريتها وحفظ كرامة أبنائها، وينتصرون لقضايا الحق والعدل، ولحقوق الأخوة الإسلامية والإنسانية، ويقفون في وجه الظلم والاستبداد والإجرام الذي يُمارَس ضد الأبرياء، فإنهم ينطلقون في حراكهم من مقتضىالمسئولية الشرعيةوالأمانة الملقاة عليهم، كونهم كانوا – وما زالوا – منارات الأمة، وانتهى إليهم قيادُها وقت الأزمات والاضطرابات، وانطلاقا من مقتضيات الأخوة الإنسانية والمسئولية التاريخية، وقول الله تعالى قبل هذا كله:﴿وَمَنۡ أَحۡیَاهَا فَكَأَنَّمَاۤ أَحۡیَاٱلنَّاسَ جَمِیعࣰا﴾ [المائدة ٣٢]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ…) [متفق عليه عن ابن عمر].

وبداية لقيامهم بهذا الواجب في الانتصار للمعتقلين والمعتقلات، فإنهم يعلنون ما يأتي:

1-ـ إن اعتقال عشرات الآلاف من معارضي النظام في مصرمن كل الاتجاهات والتوجهات كبيرة من كبائر الإثم، وجريمة من أكبر جرائم العدوان، يتحمل وزرَها كلُّ من شارك فيها بالقول أو بالفعل أو بالرضا.

2- إن القتلَ الممنهج في سجون مصر وغيرها، وأحكامَ الإعدام التي صدرت وتصدر، تخالف شرع الله من كل وجه، وتناقض العدل من كل زاوية، وتعارض الإنسانية من كل اتجاه، وهي أحكامُ ظلمٍ وجور وانتقام،وتعد من جرائم الإبادة البشرية، والإقدام على تنفيذها جريمةُ قتل عمد، تستنزلُ غضبَ الله تعالى على الأرض،وتستوجب عظيمَانتقامه في الدنيا والآخرة.

3-إن السعي في استنقاذِ المعتقلين السياسيين والمحكومين بالإعدام ظلما وفكاكِ أسرهم واجبٌ شرعيٌّ وأخلاقي وإنساني، يأثم كلُّ من تقاعس عن القيام به مع استطاعته، ويجب على شعوب الأمة أن تَهُبَّ لتحرير أسراها، وتنهضَ لإنهاء كل مظاهر الظلم والاستبداد، وعلى كافة ألوان الطيف السياسي المصري تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية والشرعية في إنهاء معاناة المعتقلين السياسيين وفكاك أسرهم.

4- إن واجب إخراج المعتقلين يقع على عاتق كل من يمكنه بذلُ جهد في ذلك: شرعيٍّ أو سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو حقوقي أو قانوني أو إعلامي، ويجب إخراجُقضيةِ المعتقلين والمعتقلات من حسابات الصراعات الفكرية والمكايدات السياسية والانتماءات المختلفة، كما يجب على الجميع الاجتماعُ على أرضية الانتصار للمظلومين.

5- يتوجه العلماء بنداء لكل الحكومات الداعمة لحقوق الإنسان ولقيم العدل والحرية أن يتحركوا لاستنقاذ سجناء الرأي في مصر ونخص بالذكر حكومتي تركيا وقطر بما لهما من ثقل إقليمي ودولي أن يتبنوا قضية هؤلاء المظلومين ويسعوا في رفع الظلم عنهم واستنقاذ أرواحهم.

6- إن علماء الأمة مسؤولون شرعًا عن بيان الواجب الشرعي لكل انتهاكات حقوق الإنسان بما يستطيعونه من قول أو فعل، وما يملكونه من تأثير واحترام الجماهير، ويقعُعلى عاتقهم واجبُ قيادة الأمة علميًّا وعمليًّا نحو رفع الظلم ومواجهة الاستبداد، وإقامة العدل والحق والحرية.

7- إن العلماء الموقعين على هذا البيان قد تعاهدوا على أن يكونوا في حراك دائم وعمل دائب، حتى ينالَ كلُّ معتقل حقه في الحرية، ويتمتعَكلُّ مظلوم بحقه في العدالة؛ مستعينين بالله وحده، وساعين للتعاون مع كل مخلص من أبناء الأمة ومع الأحرار والشرفاء في كل مكان:﴿حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةࣱ وَیَكُونَٱلدِّینُ كُلُّهُۥ لِلَّهِ﴾ [الأنفال ٣٩]،ويناشدون إخوانهم من العلماء من سائر الأقطار، وكل الهيئات العلمائية والمؤسسات الدعوية والرموز الحرة والقيادات الشريفةأن ينضموا لهذه الانبعاثة على كل المستويات الدولية والمحلية والجماهيرية؛ صدعاً بالحق وإغاثة للخلق، ودفعا للظلم وقياما بالواجب، ﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾ [الأحزاب: 4].

الموقعون:

1. رابطة علماء أهل السنة

2. جمعية الاتحاد الإسلامي

3. المجمع العلمي لعلماء أفغانستان

4. رابطة علماء فلسطين في لبنان

5. الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين

6.جمعية النهضه اليمنيه

7. رابطة علماء ودعاة جنوب شرق اسيا

8. اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا- سعد ياسين

9. رابطة الدعوة الاسلامية الماليزية

10. مجمع الفقه الإسلامي بالهند

المصدر: رابطة علماء أهل السنة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى