متابعات

الصين تغلق المنظمات الثقافية واللغوية الأويغورية

الصين تغلق المنظمات الثقافية واللغوية الأويغورية

إعداد ميهراي عبد الكريم

 إن الخطوة التي اتخذتها الحكومة الصينية لإغلاق أكثر من 150 منظمة بحثية ولغوية أويغورية تعتبر مؤشراً آخر على الإبادة الثقافية التي يتعرض له الشعب الأويغوري المسلم، وفقاً لما قاله الذين شاركوا في المنظمات وفناني الأويغور.

 أصدر مكتب الشؤون المدنية في تركستان الشرقية في 22 فبراير إخطاراً بإلغاء شهادات التسجيل والأختام الخاصة بالممثلين القانونيين للمنظمات الاجتماعية، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الصينية المنشورة ومعلومات على مواقع الويب الخاصة بـ فيلق شينجيانغ للإنتاج والبناء وحكومة بلدية أورومتشي.

 تشمل القائمة التي أصدرها المكتب 160 منظمة بحثية في ثقافة الأويغور التقليدية وتعليم اللغات الأجنبية، بما في ذلك جمعية الأويغور للأدب الكلاسيكي وبحوث المقام، وجمعية الرسامين في دولان، ومدرسة أتلان للتدريب المهني، ومدرسة إنتيل للغات، ومدرسة ميراج للتدريب المهني.

قال قاسم جان عبد الرحيم، وهو مؤسس مدرسة أتلان للتدريب المهني، إن سياسة الإقصاء التي تقوم بها الحكومة الصينية – أو على حد تعبيرها، الحرب على الإرهاب – هي حرب ضد الأويغور.

 وأضاف: إن هذا دليل، حيث يمكننا أن نرى إلغاء وإقصاء هذه المدارس والمنظمات التي يديرها الأويغور في القائمة كدليل صغير واحد على أن سياسات الحكومة الصينية مستمرة في العمل على أعلى مستويات.

وأشار قاسم جان، الذي يعيش الآن في الولايات المتحدة، إلى أن الأويغور قد قاموا بتأسيس معظم المنظمات الاجتماعية والمراكز البحثية والمدارس في القائمة. وقال إن حملة إغلاق المؤسسات الثقافية الأويغورية بدأت قبل أربع سنوات على الأقل.

 وأضاف: لقد استخدموا بالفعل جميع أنواع الذرائع للتعامل مع قادة هذه المدارس والمنظمات كجزء من هذه العملية. واليوم، نحن نرى نتائج ما قامت به الحكومة الصينية في هذه القائمة.

 وأضاف أيضاً، أن إصدار القائمة يوضح أن أمين الحزب الشيوعي الجديد في تركستان الشرقية ما شينغروي يتبع نفس الأسلوب الذي اتبعه القادة الصينيون السابقون في المنطقة فيما يتعلق بقمع الأويغور.

 وقال قاسم جان إن السلطات قد ألغت بالفعل شهادة المدرسة المهنية المسجلة في 2013، ومدرسة أتلان للغات المنفصلة المسجلة في 2006.

وأضاف: إن مدرسة أتلان، التي كانت تدرس اللغات الأجنبية وبرمجة الكمبيوتر لشباب الأويغور لها فروع في محافظات مختلفة عبر تركستان الشرقية. وتلقى أكثر من 100،000 طالب دروساً من عام 2006 إلى عام 2017. في ذلك الوقت، قالت السلطات إن السبب هو أن قاسم جان وهو الممثل القانوني للمدارس، حيث غادر المنطقة ليعيش مع أسرته في الولايات المتحدة.

وقال قاسم جان: في نهاية عام 2017، بعد أن جئت إلى الولايات المتحدة، كانت مدرسة التدريب اللغوي التي تحدثت عنها السلطات إنها ستقوم بإلغاء تسجيلها إذا لم يعد الممثل القانوني إلى الصين. تتم إدارة المدرسة مباشرة من قبل وزارة التعليم في بلدية أورومتشي والتي أعطت المدرسة إذناً كتابياً للعمل.

 وأضاف أن إعلان إلغاء التسجيل الأخير على مستوى المنطقة والذي من ضمنه المدرستين كان مجرد إجراء شكلي.

قطعة واحدة من الأدلة الواضحة

 قامت الصين بقمع الأويغور والأقليات التركية الأخرى في تركستان الشرقية من خلال العمل والتهجير القسري والمحو الثقافي. وقامت السلطات بتطهير الأويغور من المثقفين ورجال الأعمال البارزين والشخصيات الثقافية والدينية، وسجنت العديد منهم في شبكة واسعة من معسكرات الاعتقال، كجزء من حملة يُزعم أنها لمنع التطرف الديني والأنشطة الإرهابية. أعلن الكونجرس الأمريكي وبرلمانات الدول الغربية الأخرى أن مثل هذه الأعمال تشكل إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

إن إدراج جمعية الأويغور للأدب الكلاسيكي وأبحاث المقام في قائمة المنظمات غير المسجلة قد أثار انتباه الموسيقيين الأويغور الذين يعيشون في المنفى.

 قام فريق الأويغور الأوروبي بأداء المقام الأويغوري، وهو نمط موسيقي ومجموعة من الصيغ اللحنية التي توجه الارتجال والتأليف في موسيقى الأويغور، وغيرها من الأعمال الفنية في دول أنحاء أوروبا.

وقام أعضاء الفرقة، كامل عباس، ومقره في هولندا، ومختار عبد الكريم جان باز، ومقره في السويد، بتنديد إغلاق جمعية أبحاث المقام باعتباره دليلاً واضحاً على القضاء المستمر على ثقافة الأويغور.

 قال عباس: الآن، لقد سمعت هذه الأخبار بأنهم أغلقوا هذا المجتمع البحثي العظيم. لقد صُدمت حقاً لسماع هذا. كيف يمكنهم النظر إلى شيء في غاية الأهمية والقضاء عليه فقط؟

 وانتقد عباس قضاء السلطات على الآثار الثقافية مثل “مقامات الاثني عشر”، وهو عمل أويغوري جوهري يضم 12 مجموعة من الموسيقى القديمة التي تشمل الشعر الغنائي والقصص والرقص، وهي تحظى بحماية دولية.

 وأشار إلى أن الأويغور قدموا مساهمات كبيرة في تطوير المقام، الذي تم إدراجه في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في عام 2005، وأشار إلى أنه قام بإدائه كعازف كمان أثناء عمله في فرقة أوبرا شينجيانغ في أورومتشي في الثمانينيات والتسعينيات.

قال عباس إن فناني الأويغور عملوا بجد لتطوير مقام.

 كما قام مختار عبد الكريم جان باز، الذي تعلم الموسيقى الشعبية الأويغورية من عزف الأستاذ عبد الرحيم حياة، وهو عازف مقام قام بتعليم نفسه، بانتقاد إغلاق المؤسسات لأبحاث الموسيقى الكلاسيكية الأويغورية، مثل جمعية أبحاث المقام، باعتبارها خسارة لثقافة الأويغور.

وقال: اختفاء مكان يمكن فيه البحث عن مقام والتفاوض بشأنه وتقديمه إلى الأحفاد، من مكان يمكن فيه الحفاظ على المعايير، ويمكننا أن نقول للعالم إنه أمر مؤسف ومزعج لشعبنا.

تمت الترجمة بواسطة إدارة الأويغور التابعة لإذاعة آسيا الحرة. بقلم روزان جيرين باللغة الإنجليزية.

ترجمة إلى العربية/ رضوى عادل

المصدر: تركستان تايمز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى