أخبار ومتابعات

الشيخ الددو: المجال السياسي أحد المداخل الأساسية لتحقيق التغيير في العالم العربي والإسلامي

 

 

الشيخ الددو: المجال السياسي أحد المداخل الأساسية لتحقيق التغيير في العالم العربي والإسلامي

قال العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن الددو – عضو مجلس الأمناء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -، إن المجال السياسي أحد المجالات الأساسية لتحقيق التغيير والتي يجب الاشتغال عليها بالإضافة إلى المجالات الدعوية والاجتماعية، لأن واقع الأمة اليوم مختلف عن ما كانت عليه في عهد الصحابة والخلفاء الراشدين، حيث تقوم الدولة الحديثة في هذا العصر على العقد الاجتماعي بين الشعب والحاكم يؤطر صيغة الحكم وتوزيع الثروة.

ودعا الددو الذي كان يؤطر المحاضرة الافتتاحية لأشغال المؤتمر الدولي الثاني عشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي بمراكش المغربية، قادة الدول العربية إلى الاستفادة من تجربة الانتقال الديمقراطي في أوروبا حيث التقطت معظم الدول الأوروبية الإشارة من دروس الثورة الفرنسية وبادرت إلى إصلاح الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي بما انعكس بالعدالة وبالرخاء والازدهار عليها.

وشدد الداعية الموريتاني المعروف على أن المطلوب من قادة الدول الإسلامية أن يبادروا طوعا لإجراء تغييرات سياسية على سبيل دول العالم المتقدم، داعيا إياهم إلى الرجوع للشعب والمثقفين منه والعلماء الذين وجه لهم دعوة بالانخراط في تغيير المنكر ودرء المفاسد وذلك لتحقيق المصلحة التي ترضي الناس، مشيرا إلى أنه متى ما كان الضغط والتضييق فإنه يدفع الشباب نحو النزوع إلى الغلو والتشدد والتطرف والانحراف.
وشدد العلامة الحسن الددو في ختام محاضرته على ضرورة العمل الجماعي في القيام بفعل التغيير، مُبينا أن العالم فاضله الله بالأخلاق والارزاق، بحيث أن العلم والطاقة والجهد مفرق بين الناس، والفرد لا يستطيع أن يقوم بمجهود كبير في التغيير ولذلك تقتضي الفطرة العمل الجماعي، موكدا ان الأدلة كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان} وقوله {واصبر نفسك مع اللذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}، بالإضافة إلى أدلة من السنة النبوية ومنها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة”، و “من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية”.

ولاقت هذه المحاضرة تفاعلا كبيرا من المشاركين الذين أبدوا انتباها شديدا طيلة مدتها التي تجاوزت الساعة والنصف، كما تفاعلوا معها بمداخلات زكت ما ذهب إليه العلامة الحسن الددو وأكدوا أن الإصلاح بات مطلبا كليا للأمة ودعوا إلى رفع الإقصاء والتهميش وتوسيع قاعدة الحرية المجتمعية التي تتظافر فيها الجهود من أجل استيعاب الرأي والرأي الآخر وإتاحة التعبير بأسلوب حضاري يجنب الشباب السقوط في براثين الغلو والتطرف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى