تقارير وإضاءات

أوقفوا نزيف العراق.. معرض صور يخاطب العالم

تروي اللوحات المعروضة في محطة تقسيم للقطارات بمدينة إسطنبول التركية قصة العراق ما بعد الاحتلال الأميركي، قصة اختار رواتها أن يحكوها بطريقة لا تقف عند حواجز اللغة ولا تضعف أمام سجالات الجدل، فالصورة -كما يقولون- أقوى من الكلمة، والصورة لا تكذب أبدا.

ويهدف المعرض الذي نظمه “الائتلاف الحقوقي الدولي لأجل العراق” وهيئة الإغاثة والحريات الإنسانية التركية (إي ها ها) إلى توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في العراق، ونقل صورتها إلى العالم أجمع من منطقة تقسيم الشهيرة في مدينة إسطنبول.

News311

فقد تضمن المعرض -الذي أقيم تحت شعار “أوقفوا نزيف الدم في العراق”- مجموعة من الصور التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان والمعاناة التي يتعرض لها كثير من العراقيين، خاصة فيما يتعلق بقضايا النزوح والاعتقالات والتغيير الديمغرافي.

كما تضمن المعرض الذي افتتح أمس الثلاثاء وسيستمر حتى مساء الأحد القادم صورا التقطت من داخل العديد من المدن العراقية تظهر العنف الذي يمارس ضد الأطفال والنساء، فضلا عن هدم البيوت والتهجير القسري.

News312

وقال الناطق باسم الائتلاف الحقوقي الدولي لأجل العراق إن الهدف من إقامة المعرض هو تسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها البلد مذ احتلاله من قبل الأميركيين عام 2003.

وأضاف نظير الكندوري للجزيرة نت أن العالم يتجاهل بطريقة غير مفسرة الحالة الاستثنائية التي يعيشها العراق تحت وقع المعاناة الطويلة التي يعد أمدها بالسنين، وأن المعرض جاء للفت انتباه العالم إلى حقيقة ما يجري في بلاد الرافدين.

News313

ويؤكد الكندوري أن مكان إقامة المعرض اختير لتحقيق هذا الهدف، إذ تمثل منطقة تقسيم ومحطة القطارات بالذات مركز تحرك السياح والزوار من كافة الجنسيات لتركيا، فضلا عن كونها مركزا يمر به عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك والعرب يوميا.

وتتيح الطريقة التي صمم بها المعرض للمارين من محطة القطار مشاهدة الصور دون التخلف عن اللحاق برحلاتهم إلى الوجهات التي يرغبون في الوصول إليها، فالصور وضعت على جانبي ممر المشاة المتحرك الذي يتيح لمن يمرون من فوقه رؤية المعرض من الاتجاهين.

News315

وأمام الصور في المعرض وقف شابان ناشطان في الائتلاف الحقوقي الدولي لأجل العراق يشرحان الصور وما فيها من عناصر للناظرين.

وقال أحد الشابين للجزيرة نت إنه يستغل إتقانه اللغتين الإنجليزية والتركية إلى جانب لغته العربية الأم في توصيل صور المعاناة التي يعيشها سكان العراق منذ أكثر من 13 عاما إلى أوسع شريحة ممكنة من الزوار، مؤكدا أن نقل الصورة للعالم مهم كي يتحرك الناس لرفع الظلم عن العراقيين.

أما الآخر فأكد أن ما احتواه المعرض ليس إلا جزءا يسيرا مما يكابده العراقيون على الأرض من اعتقالات وانفجارات وحالات نزوح، خاصة في مدينة الموصل التي تعيش حربا طاحنة تكاد تفرغها من أهلها.

News316

وأشار الناشط إلى أن الائتلاف يسعى حاليا لإقامة معارض وأنشطة تعريفية في مناطق أخرى من تركيا بغية توسيع شرائح المطلعين على صور معاناة العراقيين التي يعيشونها بعيدا عن اهتمام العالم.

وتظهر الصور المعروضة أشكال المعاناة التي يحياها كثير من العراقيين، إذ تظهر إحداها مسلحا يشهر بندقيته الآلية على طفل ملقى على بطنه ويداه فوق رأسه، فيما تظهر أخرى مسلحا يوجه بندقيته إلى أحد الصحفيين وهو يحمل آلة التصوير الخاصة به.

News317

وفي صور أخرى يظهر مسلحون من القوى الأمنية وهم يقتادون مجموعات من المعتقلين معصوبي الأعين إلى وجهة الاعتقال، فيما تبدي صور ثانية للعيان سطوة المليشيات المسلحة وهي تتنقل داخل العراق بأعلامها الطائفية.

News318

كما تبين الصور واقع التشريد الذي تجسده عجوز تطهو طعامها في قدر مهترئة أمام أنقاض بيتها المهدم، وأخرى لعائلات مشردة في العراء.

المصدر: الجزيرة نت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى