أخبار ومتابعات

وفاة المحدث النابغة الشيخ سعيد أحمد البالنبوري

وفاة المحدث النابغة الشيخ سعيد أحمد البالنبوري

تَلَفَّعَتِ الأوساطُ الدينيّة العلميّة والفقهيّة بثوب الحِدَاد عندما لامست آذانُها نبأ وفاة المفسر الأحوذيّ والمحدث النابغة والفقيه الأصوليّ البصير شيخنا الحبيب سعيد أحمد البالنبوري شيخ الحديث ورئيس هيئة التدريس بدار العلوم/ ديوبند، الذي تُوُفِّيَ منتقلًا إلى رحمة اللهِ باكورةَ صباح اليوم الثلاثاء ٢٥ رمضان المبارك ١٤٤١هجرياً الموافق ١٩ مايو ٢٠٢٠ ميلادياً في أحد مَشافي مدينة ممباي بعد ما عانى من عوارض الشيخوخة وتداعيات أمراض مزمنة لم تنفع فيها العمليّة العلاجيّة التي لم يدخر في توفيرها أبناؤه وأحفاده.

         وقد تقررت صلاة الجنازة عليه هذا اليوم ليتم تشييعُه إلى مقبرة أوشيوري وتورية جثمانه فيها تنفيذًا لوصيته التي أملاها في حياته على ذريته وتلامذته.

     وموت الأستاذ الذي نزل علينا كصاعقةٍ أقضَّ المضاجع وآلَمَ القلوبَ، وأحزن النفوس وأبكم الألسنةَ من فداحة المصاب وعظم الرُّزء؛ بفقدان البدر في الليلة الظلماء.

    حقًّا فقدت الأمة الإسلامية بوفاته علماً بارزاً من أعلام الكتاب والسنة، وقلماً بليغاً طالما أثرى المكتبة الإسلامية بمستنير الأفكار ورائع الحِكم، ولسانًا مفوَّهًا رأى ألسنةَ الخرافيِّيْن تمتدُّ إلى جوهر الإسلام بالإفك فقطعها بالأدلة النواهض والحجج القواطع ورماها بالسكات والحصر، وشخصيّةً علميّةً فذةً نفعت الأمة وأشبعت الغُلة، وشرحت الصدور وأنارت العقول والأبصار.

      كان الأستاذ عالمًا مكيناً رصيناً وعاقلاً حصيفاً من علماء الهند وتذكاراً للسلف الصالح ممن لا تنطوي ذكراهم، ولا تخفى معالم حياته، ولا تدع للنسيان سبيلاً يزحف منه على جلائل أعمالهم، ومواقفهم من أجل الحق وفي سبيل الخير.

لقد مضى الأستاذ ميتاً بعد أن سطر على صفحات التاريخ سطوراً لا تمحي، وحَفَرَ في ثنايا القلوب وتجاعيد العقول ذكريات على مر العصور تنمو وتزدهر.

         كما كان الشيخ يمثل عالماً جليلاً، ومدرساً لبِقاً معدوداً، ومؤلفاً نابهاً قديراً، ومربي الأجيال الناشئة المؤمنة، ومرشداً مؤتمناً، وداعيةً مخلصاً حكيماً، وناصحاً أميناً، عُمِّرَ طويلاً قضاها كلها في خدمة علوم الكتاب والسنة وما يتفرع عنهما مما أجمع عليه السلف الصالح.

     وبلاد الهند تودع هذا العالم الواعي الرزين الذي ترك بصمات واضحة واسعة على أصعدة القضايا العلمية والفقهية وتوجيه المسلمين وتبصيرهم بدينهم وعقيدتهم الصحيحة النقية من الشوائب.

      وإنني إذ أعرب عن خالص تعازينا لأبناء الفقيد وأولاده وتلامذته ومنسوبيه والجهاز الإداري والتعليمي لأرفع أكف الضراعة والإنابة إلى الله تعالى أن يتولى الفقيد بعفوه وكرمه ويتغمده بواسع رحمته، ويجزيه عن الإسلام وطلاب العلم والمسلمين خير الجزاء، ولا حرمنا أجره ولا فتنا بعده، إنه سميع قريب مجيب.

ــــــــــــــــــــــ

(*) رئيس جمعية السلام التعليمية والخيرية بيغوسرائي بيهار ـ الهند (مقيم بدولة الكويت).

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى