متابعات

مسؤول بالمجلس الإسلامي البريطاني: الإعلام المُضلل يغذي العداء ضد المسلمين

قال الأمين العام المساعد للمجلس الإسلامي البريطاني، مقداد فيرسي، إن رسم صورة “غير دقيقة ومضللة” عن المسلمين والإسلام في وسائل إعلام بريطانية، يؤجج العداء المتصاعد ضد المسلمين، ويرفع معدلات جرائم الكراهية بحقهم.

وأضاف أمين عام المجلس (غير حكومي)، في مقابلة مع الأناضول، أن دراسات عديدة أظهرت أن “الطريقة التي تتناول بها وسائل الإعلام المسلمين، تُؤثر بشكل كبير على مناخ العداء لهم في المجتمع”.

وتابع أن “نسبة كبيرة (من جرائم الكراهية) تُعزى إلى الطريقة التي يتم بها فهم أو إدراك المسلمين أو يحددها المجتمع الأوسع، وإلى الطريقة التي ترسمها وسائل الإعلام”.

وأفادت بيانات للشرطة البريطانية، في أكتوبر/ تشرين أول 2016، بوقوع 5 آلاف و468 جريمة ذات صلة بالدين والعرق، أي بمعدل حوالي 180 حالة يوميا، في كل من إنجلترا وويلز، خلال يوليو/تموز من العام نفسه، بزيادة نسبتها 41% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2015.

سلبية دون مبرر

وقدم “فيرسي” أمثلة رصدها على مواد إخبارية تصوّر المسلمين بشكل سلبي دون مبرر، منها أن “العديد من صحف التابلويد (صحف شديدة الإيجاز وبالغة الصغر) تقول إن المسلمين البريطانيين انفصلوا عن واقع المجتمع، لدرجة أنهم يعتقدون أن 75% من سكان المملكة المتحدة (بريطانيا) مسلمون”.

وتابع “مواقع يمينية متطرفة (لم يسمها)، نسخت هذه القصة الإخبارية لتبرير روايات تقدمها عن المسلمين”.

وأوضح قائلاً “قد تظن أن هذه هي صحافة التابلويد فقط، لكن هذه القصة كان مصدرها الأساسي صحيفة تايمز.. وهي صحيفة كنت أتوقع منها ما هو أفضل بكثير”.

“تغطية مسؤولة”

وأفاد فيرسى بأنه حصر 40 تقريرا إخباريا (سلبيا) لوسائل إعلام مختلفة، العام الماضي، مضيفاً بالقول “لا بد أن هناك الكثير (من التقارير السبية) قد يحصرها آخرون”.

وبيّن بهذا الخصوص “أردت التعرّف على أهمية وسائل الإعلام الحرة، والتعرف على كيف يمكن أن تساعد وسائل الإعلام في دعوة الناس إلى محاسبة الصحفيين، لتشجيعهم على تغطية صحفية مسؤولة”.

وأوضح أن “التقارير المسؤولة في الحد الأدنى تعني عدم القيام بشيء غير دقيق ولا مضلل”.

ويعيش في بريطانيا نحو 2.8 مليون مسلم، أي 4.4% من إجمالي السكان.

وكانت مسألة تصوير الإعلام في بريطانيا للمجتمع المسلم في الآونة الأخيرة، محل تركيز أكاديميين وصحفيين.

وناقش مؤتمر، عقد في جامعة “ليفربول هوب” (حكومية) منتصف يوليو/تموز الماضي، الصورة السلبية للإسلام والمسلمين في الإعلام البريطاني، وخلص إلى أنه ينبغي على السياسيين البريطانيين النظر في ضوابط لمعالجة موجة التغطية الإعلامية السلبية عن المسلمين البريطانيين.

المؤتمر توصّل أيضا إلى ضرورة زيادة الوعي بالقضايا التي تواجه المسلمين في بريطانيا، عبر حث السياسيين على الانخراط أكثر في المجتمع.

“المشكلة الإسلامية”

الأمين العام المساعد للمجلس الإسلامي البريطاني، الذي تأسس عام 1997 ويضم حوالي 500 مسجد ومدرسة ورابطة، لفت إلى أن “نوع اللغة المستخدمة في بعض وسائل الإعلام تتشابه تاريخيا مع اللغة المستخدمة لتشويه أقليات أخرى”.

واستشهد بمقال رأي للكاتب تريفور كافانا، نُشر في صحيفة “صن” يوم 13 أغسطس/آب الماضي، وتسبب في صدور شكوى رسمية من قبل الجماعات اليهودية والمسلمة.

وأضاف أن “الحديث عن المسلمين بالطريقة نفسها التي كان النازيون يتحدثون بها عن اليهود مشكلة خطيرة”.

واستخدم “كافانا” مصطلح “المشكلة الإسلامية” في توصيفه لأوضاع المسلمين في بريطانيا، وهي عبارة تضاهي توصيف النازيين في ألمانيا لليهود، عندما كانوا يستخدمون مصطلح “المشكلة اليهودية”.

وأضاف فيرسي أن “يهود بريطانيا وجدوا أن هذا السلوك غير مقبول”.

ولاحقا، قال كافانا إن اتهامه بـ”الإسلاموفوبيا” (العداء للإسلام) كان “تحريفا سخيفا للحقيقة”، وإن المقال ما زال موجودا على موقع صحيفة “صن”.

وقال فيرسي إنه يبحث عن تمويل لإضفاء الطابع المؤسسي على عمله في رصد وسائل الإعلام، وتشكيل “فريق يمكنه النظر في كل مادة على حدة بشأن كل قضية”.

واعتبر أن وسائل الإعلام المطبوعة ليس لديها “مجموعة الضوابط المشددة” نفسها، التي يتعين على هيئات البث الالتزام بها، وفقا لقواعد مكتب الاتصالات البريطاني (أوفكوم)، وهو هيئة تنظيم الاتصالات في بريطانيا.

جرائم كراهية متزايدة

وفي بريطانيا، تظهر الإحصائيات الرسمية تزايدا كبيرا في عدد جرائم الكراهية بحق المسلمين عقب هجومين إرهابيين شهدتهما البلاد العام الجاري.

وأفادت بيانات لبلدية لندن بأن المدينة شهدت، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، معدل 3.5 جريمة كراهية ذات طابع إسلاموفوبي يوميا، فيما ارتفع العدد إلى 20 حالة، عقب حادثة الطعن والدهس فوق جسر لندن، يوم 3 يونيو/حزيران الماضي.

وبحسب معطيات مشروع “تيل ماما” (منظمة غير حكومية) لرصد الاعتداءات ضد المسلمين في بريطانيا، فإن نسبة جرائم الكراهية، خلال الأسبوع التالي لهجوم “مانشستر”، في 22 مايو/ أيار الماضي، ارتفعت بنسبة 471% مقارنة مع الأسبوع الذي سبقه.

ومنذ مايو 2013، تم استهداف أكثر من 100 مسجد ومكان عبادة للمسلمين في بريطانيا، ويُجري استهداف مسجدين أسبوعيا، وفق “تيل ماما”.

ولا يقتصر الأمر على بريطانيا، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي، الخميس الماضي، أن التمييز ضد المسلمين في أوروبا أصبح “تجربة متكررة”.

وكشف تقرير صادر عن “وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية”، أنه رغم أن 76% من المسلمين يشعرون بأن لديهم ارتباطا قويا بالبلد الذي يعيشون فيه، فإن نسبة كبيرة منهم شعرت بالتمييز ضدهم.

وأوضح التقرير الأوروبي أن 17% من المسلمين في أوروبا شعروا بالتمييز بسبب دينهم، في السنوات الخمس الأخيرة.

(المصدر: وكالة الأناضول)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى