علماء من عصرنا

سلسلة تراجم العلماء .. (3) الشيخ أحمد بن عبد القادر قلاش

أحمد بن عبدالقادر قلاش (1328- 1429هـ = 1910-2008م)

(عالم مصنِّف جليل)

من حلب، درس على كبار علماء حلب، وتعلم في المدرسة العثمانية، ثم الشعبانية، فالإسماعيلية، حفظ القرآن الكريم والمتون، والقصائد الطوال، وأخذ الفقه الشافعي عن شيخه محمد سعيد الإدلبي، والعربية وعلومها عن أحمد الكردي مفتي حلب، وحصل على الدرجة الأولى في المدرسة الخسروية.

ثم انطلق إلى ميادين العلم والدعوة والتربية، وعمل إمامًا وخطيبًا في عدة مساجد، وأنشأ مع بكري رجب مكتبًا لتعليم الطلاب القرآن الكريم، الذي تحول إلى “المدرسة الرضائية”.

كما درَّس العلوم العربية في مدرسة الشعبانية ثلاثين عامًا، وكان صاحب جولات أسبوعية في قرى حلب للدعوة والتعليم، وربما قصد المقاهي للوعظ والتنبيه، ودرَّس اللغة والفقه الشافعي والتفسير في المدرسة الخسروية، وتخرَّج على يديه الكثير من طلاب العلم، خلال أكثر من سبعين عامًا، ثم هاجر إلى المدينة المنورة منذ عام 1400هـ، ودرَّس سنتين في الجامعة الإسلامية هناك، واختير عضوًا في مجلس البحث العلمي بها. وكان شغوفًا بالمطالعة، ويعلق على ما يقرأ.

ويذكر أنه تعلم من الكتب أكثر من الشيوخ، وكان ذا أسلوب مميَّز في التعليم، يقف بالطلبة عند العبارات والألفاظ الدقيقة، ويقرِّب المعاني وييسِّر العلم، دون تعالٍ على من دونه، وكان عالي الهمة، رفيع الأخلاق، متواضعًا، مع روح مرحة.

مات بالمدينة المنورة عصر يوم السبت 10 رجب، 13 تموز (يوليو).

أحمد قلاش شارك في إنشاء “المدرسةالرضائية” المعروفة بالمدرسة العثمانية.

وقد ألف كتبًا عديدة، وصحح وأشرف على طباعة كتب أخرى، ومن مؤلفاته: أزهار في تربية الصغار، تفسير جزء عمَّ، تيسير البلاغة، الصلاة الخاشعة هي الصلاة النافعة، فقه الشافعية في ثوب جديد، كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للعجلوني (تصحيح وتعليق)، كيف أصلي؟ (مع محمد زينو)، محمد صلى الله عليه وسلم الرسول البطل (مع السابق)، من ذخائر الإسلام، من كنوز الإسلام، أحكام البيع على المذهب الشافعي، كيف تكون مسلمًا، صوموا تصحوا، أنفع الدروس في تهذيب النفوس، حيَّ على الجهاد، القصص النبوي الصحيح، وكتب له أخرى ذُكرت في (تكملة معجم المؤلفين)([1]).

_____________________________________________________________________

([1]) مما كتبه مجد مكي في موقع رابطة علماء سورية (المستقلة)، ومرجعه فيه: علماء من حلب / محمد عدنان كاتبي، مقدمة تيسير البلاغة (الذي حققه صفوان داودي). وقد أجري معه لقاء على صفحات مجلة المنهل ع 522، (ذو القعدة.الحجة 1415هـ) ص56، وله ترجمة في مائة أوائل من حلب 1/366، موسوعة الدعاة والأئمة 1/114.

 

 

(المصدر: “تتمة الأعلام” للشيخ محمد رمضان يوسف / إعداد “منتدى العلماء”)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى