
أقدمت القوات الأمنية في أرض الصومال على اعتقال الشيخ العلّامة محمد كاريي، وذلك عقب موقفه العلني الرافض لمسار التطبيع والاعتراف بكيان الاحتلال، في سياقٍ مرتبطٍ مباشرةً بإعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اعترافه بما يُسمّى إقليم أرض الصومال.
وكان الشيخ محمد كاريي قد عبّر صراحةً عن إنكاره لهذا الاعتراف، وعدّه خيانةً لثوابت المسلمين وطعنًا في قضية فلسطين وبيت المقدس وساحات الرباط، محذّرًا من تبعات الانخراط في مسارات التطبيع مع كيان الاحتلال. وخلال كلمةٍ مؤثرة له، أطلق الشيخ نداءً صارخًا قال فيه:
«انهضوا فالكفر قد جاءكم.. نتنياهو جاءكم»، في إشارة إلى خطورة المرحلة وواجب الموقف الشرعي تجاهها.
ويأتي اعتقال الشيخ في أعقاب إعلان نتنياهو اعترافه بما يُسمّى «أرض الصومال»، وهي خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الشعبية والدينية، لما تحمله من دلالات سياسية وتطبيعية تمسّ وحدة الصومال وموقف الأمة من الاحتلال، وتفتح الباب أمام توسيع نفوذ الكيان في منطقة القرن الإفريقي.
وبحسب ما أفادت به مصادر محلية، فإن توقيت الاعتقال جاء مباشرة بعد تصاعد الاعتراضات على هذا المسار، ما أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول استهداف العلماء والدعاة بسبب مواقفهم الشرعية الرافضة للتطبيع، وقيامهم بواجب البيان والإنكار في القضايا المصيرية.
ويُعدّ الشيخ محمد كاريي من أبرز الأصوات العلمية التي عُرفت بمواقفها الصريحة في نصرة فلسطين والتحذير من مسارات الخيانة والتفريط، الأمر الذي جعل اعتقاله محل استنكار واسع، في ظل مخاوف من تكميم الأصوات الرافضة للتطبيع وإقصاء الخطاب الشرعي من المشهد العام.
ويأتي هذا التطور في وقتٍ تتزايد فيه الضغوط السياسية في المنطقة لفرض وقائع جديدة تخدم الاحتلال، مقابل إصرار العلماء وأحرار الأمة على التمسك بالثوابت، والتأكيد على أن التطبيع مع العدو الصهيوني لا يمكن أن يكون خيارًا مشروعًا، مهما كانت المبررات أو الضغوط.




