
شيّعت مكة المكرمة صباح الثلاثاء واحدًا من كبار علمائها بوفاة الشيخ عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي، المحدث المعروف بلقب مسند مكة، عن عمر ناهز التسعين عامًا، بعد مسيرة حافلة في خدمة السنة النبوية تدريسًا وتأليفًا ورواية.
وقد توفي الشيخ عصر الاثنين 2 ربيع الأول 1447هـ الموافق 25 أغسطس 2025م في مستشفى مدينة الملك عبد الله الطبية بمكة المكرمة، وصُلي عليه فجر الثلاثاء في المسجد الحرام، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة المعلاة بجوار مرقد أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها.
وُلد الشيخ عام 1357هـ/1938م في مدينة أحمد فور الشرقية بالهند، ونشأ في بيت علمٍ عريق؛ فوالده هو المحدث عبد الحق الهاشمي (محدث الحرمين)، وأخوه هو اللغوي أبو تراب الظاهري. حفظ القرآن صغيرًا على جده، ثم درس في مدارس الحديث بالهند قبل أن يلتحق بوالده في الحجاز، حيث لازم دروسه في المسجد الحرام حتى وفاته.
نال الشيخ إجازات حديثية من نخبة من كبار العلماء، من أبرزهم والده، والشيخ عبيد الله الرحماني، والشيخ أحمد شاكر، والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، والشيخ ناصر الدين الألباني، فكان بذلك حلقة وصل نادرة بين أعلام المحدثين في الهند والعالم العربي.
ارتبط اسم الشيخ عبد الوكيل بالمسجد الحرام، حيث عُرف بجلوسه للتدريس والإقراء سنوات طويلة، متخصّصًا في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد. وخلّف عددًا من المؤلفات البارزة، من أهمها: عناية الباري، مفتاح القاري، إنعام الباري، الحطة، والبحر الزاخر.
وبرحيله، فقدت مكة المكرمة والأمة الإسلامية واحدًا من كبار أعلامها في الحديث الشريف، لكن إرثه العلمي وتلامذته سيبقون شاهدين على مسيرة عالمٍ جمع بين الرواية والدراية، وجعل خدمة حديث رسول الله ﷺ رسالته الأولى والأخيرة.