
غزة.. وعقاب الله للطغاة..!!
بقلم د. عمر عبدالله شلّح (خاص بالمنتدى)
( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ ).. الحديث في النص، عن طاغية عصره فرعون.. وهو الذي قال أنا ربكم الأعلى.. فكان الرد في هذا النص القرآني واضحاً.. تعذيب من الله في الدنيا بالغرق، وتعذيب في الآخرة بالنار..
والطغاة الآن، يتكررون في أسماء مختلفة، ووجوه متنكرة.. فنراهم بدءاً من الطاغوت الأكبر، ذلك المجرم الأمريكي، مروراً بالطواغيت الآخرين في عالمنا العربي والإسلامي.. وهذا لا يلغي الطاغوت المجرم في دولة الإحتلال، والذي أصابه جنون العظمة في ظل الانبطاح العربي والإسلامي..
سنن الكون التي تسير وفقاً لتدبير الله سبحانه، تقتضي أن كل طاغية، لا بد وأن تكون له ساعة حساب في الدنيا والآخرة..
من الطبيعي، أن نستوعب سلوك الطغاة من أمة الكفر والشرك.. لكن من غير الطبيعي، والذي لا تقبله النفس البشرية السليمة، أن يكون هناك طغاة، متنكرين باسم العروبة تارة، وباسم الإسلام تارة أخرى.. فيبذلوا كل جهدهم من أجل الدفاع عن دولة الإحتلال.. فما حدث من اعتقالات وأحكام بالسجن لمناصري المقاومة، أو من محاصرة وملاحقة لأبناء المقاومة في دول أخرى، أو اعتقال من يدعو للمقاومة وهو يطوف بالبيت الحرام.. هذه الأفعال وغيرها من أنظمتنا العربية والإسلامية، تؤكد بشاعة وحجم الطغيان الذي يملأ الأرض، لا يرقبون في أهل غزة إلّاً ولا ذِمّة.. هذه الأدوات/الأصنام، التي قبلت على ذاتها أن تكون مع الطغاة، يمارسون سلوكهم، ويحذون حذوهم، وينفذون أوامرهم وأجنداتهم في المنطقة، لن يطول الزمان بهم.. فعدل الله قادم.. ومهما طالت فترة السُّبات، فإن الأمة ستنهض من جديد.. وتكنس هذا العار الذي لحق بأمة، كانت خير أمة أخرجت للناس.. أخذ الله أليم شديد.. وهو الذي أخذ الطغاة السابقين، بكل قوتهم التي هي أشد من قوة الطغاة والقتلة المجرمين اليوم.. الطغاة وكلابهم، يحاولون مراراً أن ينهشوا لحم غزة.. ولكنهم لم يعرفوا أن لحمها مُرّ، لا تطيقه الأنفس المجرمة..
غزوات وحروب عديدة، تعرضت لها غزة.. ولكنها في كل حرب أو غزو، تنهض من جديد.. أكثر قوة.. تلملم جراحها.. وترنو إلى مستقبل أفضل.. وربما شبه أكيد، هذه المرة، هي الأكثر قسوة وضراوة على غزة وأهلها.. ولكن على قدر التحديات، تكون النتائج.. فغزة الصابرة والصامدة، أكاد أجزم بأن الله اختارها لتكون رأس حربة الخير، في مواجهة رأس حربة الشر.. لا أظن أن شعباً غير أهل غزة، قادر على أن يحمل هذا العبء الكبير، وهذه الرسالة العظيمة.. غزة غييييييير.. غزة قدر الله الآتي لإساءة وجه بني إسرائيل.. والطغاة إلى مزابل التاريخ.. ونهايتهم إلى زوال.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح زوال الطغاة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.
إقرأ أيضا:كتب تراثية جديدة (28)