مقالاتمقالات المنتدى

غزة موقف.. ” والموقف سلاح “..!!

غزة موقف.. ” والموقف سلاح “..!!

 بقلم د. عمر عبدالله  شلّح( خاص بالمنتدى)

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ).. النداء هنا، لعباد الله المؤمنين في سورة الأنفال.. ومختصر هذا النداء الواضح، والذي فيه صيغة الأمر، إذا لقيتم أعداءكم في ساحة الوغى، فعليكم بالثبات، والحفاظ على ذكر الله الكثير..
والثبات موطنه القلب، لأن القلب إذا امتلأ بالخوف، جبن صاحبه وانهزم من المعركة.. لذلك أصل التثبيت من الله سبحانه ” وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا “.. ولولا التثبيت الحاصل من الله لغزة كلها، حاضنة ومقاومة، لما وصلنا إلى هذه المرحلة من التضحيات، واستمرار الجهاد في أكثر من ساحة وميدان.. ومن أدوات المقاومة في غزة، غير التي يطرحها أهل التحليل السياسي، لا بد من أن نسجل أن ثبات الأهل في غزة، كحاضنة للمقاومة من ناحية، وثبات المقاومة في جبهتين مختلفين من ناحية أخرى، هو أيضاً سلاح مهم، لا يقل عن سلاح العتاد الذي يوقع الخسائر في صفوف جنود العدو ومستوطنيه.. فالثبات في المفاوضات، أمام الإغراءات تارة، والتهديدات تاراتٍ أخرى، هو سلاح مهم امتلكته المقاومة، وهذا لم يكن لولا فضل الله سبحانه، وبثبات الحاضنة الشعبية المجاهدة في غزتنا المباركة..
غزة فعلت ما أمرها الله به.. ففي لحظة بدء المعارك، ثبتت ثبات الجبال.. وصمدت كأجمل ما يكون معنى الصمود والصبر..
ونلفت الانتباه هنا في النص القرآني، هو مطالبة الله للمؤمنين الثابتين، بالحفاظ على ذكر الله كثيراً..!!
القرآن ركز على الذكر ” الكثير “.. لأن هذا الذكر الكثير، هو من صفات المؤمنين كما قال سبحانه ” والذاكرين الله كثيراً والذاكرات..”.. وهذا عكس المنافقين، الذين قال الله عنهم ” ولا يذكرون الله إلا قليلاً..” وهذا يعنى، أن هذه المواقف، مواقف المعارك، لا يقدر عليها إلا عباد الله المؤمنين، ولا يوجد للمنافقين فيها مكان..
فعلت غزة ما أمر الله أن تفعل.. وهنا تنتظر غزة الفلاح الذي جاء في آخر النص.. والفلاح هنا، هو النصر في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة..
إيمان بالله، فيه ثبات في المعارك، مرتبط بالذكر الكثير.. فإن النتيجة هي النصر بكل تأكيد.. وغزة بإذن الله، على موعد مع النصر، وكل المنافقين إلى مزابل التاريخ.. يا أهل غزة.. لا تغادروا الجبل.. فنحن على أبواب تحقيق وعد الله بالنصر والتمكين.. فلا يرينّ الله منكم إلا ما يحب..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الثبات محفوفاً بنصر الله.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.

إقرأ أيضا:(أسئلة حرجة من داعية مرابط في أرض المحشر والمنشر لعلماء السّلاطين والقصر)!

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى