
غزة الصابرة.. عصيّة على الموت..!!
بقلم د. عمر شلّح( خاص بالمنتدى)
( فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ).. النص هنا يحمل جانبين مهمين لأصحاب الرسالات.. الجانب الأول، أن الله سبحانه، يكلأ أهل رسالته، ويجعلهم في حرزه وفي أمانه، ولا يتركهم وحدهم في ظل اختلال موازين القوىٰ.. والجانب الثاني. أن الله سبحانه، لا يترك القتلة المجرمين، ليفعلوا ما شاءوا، وما طاب لهم أن يفعلوه ضد المؤمنين، من قتل وسجن، وتطهير عرقي وإبادة جماعية.. فيحسم الأمر لصالح أصحاب الرسالات، ويهزم هؤلاء السفلة والقتلة، ويجعل الخسران حليفهم في الدنيا والآخرة..
هذا النص يتحدث عن إبراهيم عليه السلام.. ونحن في غزة البطلة، الصابرة المجاهدة، نعتبر النص هنا، كأنه أنزل لنا من الله سبحانه.. فكلما أرادوا بغزة كيداً، وتهجيراً، وتدميراً.. كانت العناية الإلهية.. فنراها بقوة في تسديد ضربات المجاهدين، وكمائن الموت في أبواب الجحيم.. كلما أرادوا بغزة أمراً، كان الله بالمرصاد.. حتى أصبح رمل غزة المبارك، باروداً يحرق المحتلين.. وأصبح الجوع رصاصاً، يقتل الغزاة المجرمين.. سيجعلهم الله الأسفلين.. هذا وعد من الله.. ووعد الله آتٍ، فهو حق مبين..
ألم تحمل غزة على عاتقها أمانة التحرير، ونشر رسالة النصر والتمكين، لدعوة الله وقرآنه المبين..
غزة هذه، بوابة القدس، والقدس محور الكون، فمنها العروج إلى السماء.. وفيها المحشر والمنشر بين يدى الله سبحانه..
غزة هذه، التي تبدع في صبرها.. وتبدع في جهادها.. من تراب الأرض تقاتل.. ومن عظم الشهداء، تصنع البنادق.. ومن جدائل النساء، تسرج خيول الفاتحين..
غزة هذه، إن أردنا كرامة، فمنها تنبت الكرامة.. وفيها تزهر العزة والإباء والشموخ..
إن أردنا شجاعة، فهي توزع من بطولات أبنائها على كل العواصم، وهم يقاتلون من مسافة صفر..
غزة هذه، إن أردنا صلابة في الدين.. وعقيدة لا تلين، فهي الأرض التي ينبت القرآن فيها رجالاً.. أشداء على الكافرين.. صفوة الحفاظ ديدنهم، ودين الله فيهم، هو الحبل المتين..
قد تزداد المحنة.. ويظن أهل الباطل، أنهم شارفوا على النصر.. وما هي إلا لحظات.. كطرفة عين وارتدادتها.. يغير الله من حالٍ إلى حال.. سنوات تطوى بعضها تباعاً.. وقال المجحوم اسحق رابين قديماً عن غزة ” وددت لو أفيق من النوم، وأجد غزة قد ابتلعها البحر..”.. وها هي غزة، تبتلع جنودكم أيها المجحوم.. فأنت غادرت التاريخ والجغرافيا، وبقيت غزة شامخة.. وقيل عنها سابقاً ” لو خافت غزة موج البحر، ما وقفتش ع الشط..”..
نحن نثق بالله.. ونحسن الظن به سبحانه.. وكلما أرادوا بغزة كيداً، جعلهم الله في الأسفلين..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الانتصار لغزة وأهلها.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.
إقرأ أيضا: المسلمون يتضامون مع كشمير!