
الفقه الإنبطاحي و التبريري لمرجئة العصر
تنظيم الرفق بالحكام
بقلم أ.د/ بلخير طاهري الادريسي الحسني المالكي الجزائري
للأسف الشديد كم من مرة أحاول أن تجاوز هذا الفكر المتطرف و الفقه المحنط ، و الجفاء الخلقي، و سلاطة اللسان و الجرأة على العلماء .
وثالثة الٱثافي: أنهم مرجئة مع الحكام خوارج مع الشعوب.
نحن ندرك جيدا خطر الخروج على الحكام ، خاصة في زماننا الذي أصبح أغلب حكام المسلمين يستنجدون بالكيان المغتصب و أمريكا، و المال الفاسد لبعض دول الخليج و على رأسها دويلة المخمارات العبرية.
و عليه : الاستقرار هو سر التنمية و حفظ الحقوق، و قطع دابر الهرج.
ولكن هذا لا يعني أن نقوم بلي النصوص و تطويعها لنصرة الإستبداد و شرعنته.
والدليل على ما أقول : المفارقة العجيبة في تنزيل الأحكام. وعلى سبيل المثال:
مسألة : تارك الصلاة ، نحن نعلم الخلاف الفقهي عند الأئمة الأربعة و كيف فرقوا بين : كونه تاركا عاصيا، أو جاحدا ، ليترتب عليها الأثر الشرعي هل يقتل حدا عاصيا، أم يقتل كفرا.
ولكن نابتة المداخلة يقولون : تارك الصلاة كافر ، كافر ، كافر…!
وعندما يسألون: لعله لم يترك الصلاة استحلالا؟
فيقولون،: هذه شعيرة و هي معلومة من الدين بالضرورة، فلا معنى للاستحلال . و عليه يكفر على التو .
فقلت : أليس هناك كثير من الحكام و الوزراء و المسؤولين لا يصلون ، فلما لا تكفرونهم.!!!
أليس شرب الخمر من الكبائر ، أليس محرما بنص قطعي من الكتاب و السنة …
فكيف يخرج علينا كل يوم و هو يتحدى فينا يشرب الخمر ؟ ثم تقول لي السمع و الطاعة، و إن تحدى نصوص الشرع القطعية ، المعلومة من الدين بالضرورة.
وكيف يخرج علينا كل يوم وهو يزني ، جهارا نهارا ، فلا نكفره ، بل على الأقل هل نفسقه ؟ و لا نقيم عليه حد الزاني وهو القتل . وهو منصوص عليه بالكتاب و السنة و عمل سلف هذه الأمة.
بل علينا السمع و الطاعة !
أين أنتم من قوله تعالى :” اإن لذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون } .؟
والله عجبا لهذه العقول المحجور عليها سياسيا ، و المرشدة إجتماعيا مسلطين على شعوبهم ، و رحماء بحكامهم .
إنا لله و إنا لله راجعون ، على تمييع الشريعة .
وحتى لا تبقى المسألة من غير زمام، و يركب موجة التأويل ، نصرة للانظمة و بكاء على كراسيهم ، فلا بد من وضع ضوابط مهمة لمسألة الخروج :
أولا: أن يكون كفرا بواحا، لنا فيه من الله برهان، وغير قابل للتأويل .
ثانيا: ألا يتهم بالخاينة العظمى، و العمالة للعدو ، بالحجة و البرهان.
ثالثا: أن يكون معطلا لشرع الله، مستبدلا القوانين الشرعية، بالقوانين الوضعية. وهذه فيها تفصيل :
1_ النصح و الإرشاد .
2_ العزل و الإبعاد ، وهذا بشروط :
أ_ أن تكون هناك قوة أعظم مما معه
ب_ ألا يترتب عليها مفاسد أعظم من المصالح المرجوة.
ج_ ألا يكون ممن له نجدة و أهبة، من جهات او دول أخرى.
د_ ألا يكون من يخلفه مثله أو أفسد منه.
ج_ أن يرجع القرار في كل هذه المواقف ، لأهل الحل و العقد من الفقهاء و الحكماء.العدول



